رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

نتيجة انقطاع المياه منذ عدة أيام
«برج العرب » خارج الخدمة!

الإسكندرية – فكرى عبدالسلام وناصر جويدة وطارق إسماعيل :
مياة الامطار غمرت المبانى
يبدو أن الإسكندرية والمناطق المحيطة بها ستكون بؤرةً للأحداث والأزمات خلال هذا العام ، فرغم توجيهات القيادة السياسية لمختلف الوزارات المعنية بإيجاد حلول عاجلة وتعليمات الرئيس بتخصيص مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لتطوير وتحديث شبكات المرافق والخدمات - خاصة الصرف الصحى - لمواجهة مياه الأمطار

فإن المسئولين التنفيذيين بالثغر التابعين لوزارات الإسكان والمرافق والرى والبيئة لايزالون يتبادلون الاتهامات فيما بينهم بالتقصير والإهمال خلال نوتى الشتاء الماضيتين اللتين نتج عنهما كوارث وأزمات مازالت بعض المناطق تعيشها للآن دون وجود حلول مع أن البدائل كثيرة.

وتزداد المشكلات نتيجة توقف بعض طلمبات الصرف الصحى ومحطات مياه الشرب لارتفاع نسبة الملوحة بالترع المغذية لها نتيجة لتصريف مياه الصرف الزراعى إليها وتضرر عدد من المناطق على رأسها مدينة برج العرب الصناعية والسكنية التى وصلت فيها الخسائر لنحو 1٫6 مليار جنيه لانقطاع مياه الشرب لسبعة أيام متتالية التى نتج عنها توقف نحو1340مصنعاً متنوعة المنتجات خاصة الغذائية ووصل سعرالعبوة الواحدة للمياه المعدنية لثمانية جنيهات مهددة السكان الذى يبلغ عددهم مليونى نسمة بالعامرية وبرج العرب ومحيطهما بانتشار الأمراض الخطيرة وغرق بعض القرى والمحاصيل الزراعية بأبيس وجنوب وغرب إسكندرية التى قدرت خسائرها بعشرات الملايين وغيرها من الكوارث، وبالفعل قام البعض فى عدة مناطق بقطع الطرق الدولية والمحاور الرئيسية ، وذلك جعل العديد من المواطنين يطالبون بمحاكمة مسئولى شركتى مياه الشرب والصرف الصحى والرى والقيادات التنفيذية فى الإسكندرية التى لم تستجب لعدد 210 بلاغات استقبلتها النجدة لإغاثة المواطنين.

إهمال أشد من الإرهاب

فى البداية يؤكد المهندس محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمرى برج العرب وعضو مجلس الشعب السابق أن غرق مصانع المدينة وانقطاع المياه والكهرباء تكرر أربع مرات ، وأن جميع المرافق لم تجر لها صيانة منذ عام 2011 وحدث هذا بتعمد نوع من الإهمال والتخريب بشبكات الصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء التى كلفت الدولة المليارات ، ورغم الدراسات والمنح والميزانيات الضخمة لم يتم حتى الآن إنشاء مخرات للسيول والأمطار الشديدة لحماية المدينة التى تضم نحو 1900 منشأة صناعية متنوعة المنتجات توقف منها خلال الأمطار الأخيرة 1340 مصنعاً خاصة الغذائية لإنقطاع المياه لمدة سبعة أيام ثم عادت ملوثة لا تصلح للصناعات الغذائية مما كبد أصحاب المصانع خسائر فادحة لا تقل عن 1,6 مليار جنيه فى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنشاء 1000مصنع ، والغريب فى الأمر أن معدات وزارة الرى يقوم العاملون بتأجيرها للمزارعين وغيرهم لحسابهم الخاص بدلاً من تطهير الترع والمصارف وذلك أدى لغرق الزراعات لعدم استيعاب المصارف المليئة بالحشائش والملوثات مياه الأمطار التى قام المزارعون وسكان القرى التى غرقت بقطع جسر الطريق الصحراوى وتصريف هذه المياه الملوثة بالكيماويات والأسمدة الزراعية إلى الترع ومآخذ محطات مياه الشرب التى توقفت تماماً لأرتفاع نسبة الملوحة ،وأكد فرج عامر أن طلمبات المكس الخاصة بتصريف مخلفات الصرف الزراعى والصناعى أيضاً متوقفة تماماً، موضحاً رغم استغاثاتنا لجميع المسئولين لم يتحرك أحد إلا القوات المسلحة ، والصرف الصحى أحضر طلمبة متهالكة لسحب بعض المياه رغم أن بعض المصانع لديها طلمبات عملاقة لم يستعن بها ويرفض مساعدة المستثمرين وكأن ترك المدينة تغرق عن تعمد , وأكد أن أصحاب المصانع والشركات حرروا بعض المحاضر وفى طريقنا لتحريك دعوى جنائية ضد المسئولين ومطالبة تعويض المتضررين حيث إن هناك العديد من خطوط الانتاج والمعدات بالمصانع اُتلفت ولا تصلح للتشغيل مرة أخرى ، كما أن عمليات استيراد المواد الخام والتصدير توقفت تماماً ، وأن مياه الأمطار غمرت المخازن وأتلفت السلع والمواد الخام المخزنة والكارثة أن عدداً يهدد بتحريك قضايا تعويض ضد أصحاب المصانع لعدم توريد إليهم البضائع المتعاقدين عليها فى مواعيد محددة اليهم وطالب عامر باسناد صيانة مرافق المدينة للجهاز ومحاكمة مسئولى مياه الشرب والصرف الصحى لإهمالهم فى غرق المدينة وقطع المياه لردع المخربين من العاملين بالدولة حيث إن إهمال المسئول أشد ضرراً من الإرهاب.

مسئولون ولكن «خونة»

ويضيف الدكتور طارق جاد وكيل جمعية المستثمرين وصاحب أحد المصانع الكبرى للبلاستيك قائلاً: إنه عندما كانت صيانة المرافق من صرف صحى ومياه وكهرباء تتبع جهاز مدينة برج العرب التابع لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة كانت لا توجد مشكلات ويتم صيانتها باستمرار ولكن عندما تولى رشيد محمد رشيد وزارة الصناعة وأسند صيانة المرافق والخدمات للمحليات لم يتم صيانتها منذ 4 سنوات ، وقامت شركة الصرف الصحى بالإسكندرية بالاستيلاء على المعدات ووضعتها فى مخازنها وتهالكت وعندما نستغيث بها لإصلاح أى أعطال فى الصرف تترك المصانع والعاملين والسكان يغرقون فى مياه المجارى رغم أننا نسدد نسبة 85% من فاتورة مياه الشرب للصرف الصحى ، كما أن الأهالى يسددون 36 جنيها للصرف الصحى عن كل فاتورة مياه الشرب ، مؤكداً أن المنطقة الصناعية الرابعة متوقفة تماماً لإنقطاع الكهرباء والمياه عادت ملوثة وارتفاع نسبة الأملاح بها وجميع مصانع المطاحن والنسيج والورق والبويات والملابس الجاهزة والغذائية بالمدينة متوقفة تماماً رغم التزامها بدفع رواتب العاملين بالإضافة لتلف الكثير من المعدات ، ويؤكد أن هناك تعمداً لإغراق المدينة وتوقف المصانع وقطع المرافق والخدمات لإحراج القيادة السياسية وإثارة المواطنين لقطع الطرق وتحريك مظاهرات ، وأننا نتفهم ذلك جيدا ونشرح الوضع للعاملين والتعهد بصرف رواتبهم كاملةً ولكن من يقوم بتصرف غير عقلانى أو يحرض على العنف يتم وقفه عن العمل وتقديمه لجهات التحقيق وذلك بهدف الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعى الذى لا يريده أعداء الوطن .

ويؤكد المهندس أحمد مصطفى ومختار السيد المديران بمصنعين للشيكولاته والتنمية الغذائية بالمنطقتين الصناعيتين الثانية والرابعة أن المصنعين يتكبدان خسائر يومية مالية فادحة لانقطاع المياه ، حيث إن مصنع التنمية الغذائية يقوم بطحن غلال قمح تنتج 300 طن يومياً.

عبوة المياه بـ 8 جنيهات

أما المهندس محسن بطيشة رئيس مجلس أمناء المدينة ، فيؤكد أن رئيس شركة مياه الشرب أعطى وعوداً لم ينفذها بتشغيل محطة مياه الشرب خلال فترة انقطاعها الاسبوع الماضى ويتنصل من المسئولية ويلقيها على الرى والبيئة وقد وصلت عبوة المياه المعدنية بالمدينة لـ8 جنيهات ، ونضطر بالتعاون مع جهاز المدينة الى شراء المياه من الشركات المنتجة بأسعار مخفضة وتوزيعها على المواطنين لتخفف عنهم جزءاً من الضرر خاصة أن الشركة لم ترسل حتى عربة مياه واحدة رغم أن لديها العديد من العربات المزودة بالتنكات لاستخدامها فى وقت الأزمات ، وأن المجلس بالتنسيق مع جمعية المستثمرين أرسل شكاوى للسيد الرئيس ومجلس الوزراء ووزراء الإسكان والصناعة والرى لإنقاذ المواطنين والمصانع .

ويقول حمدى دياب: إن سكان منطقة العامرية وضواحيها الذين لا يقل عددهم عن 1٫3مليون نسمة لم تصل إليهم المياه منذ الأربعاء قبل الماضى ونتج عنه تغيب العديد من الطلاب عن المدارس والموظفين عن أعمالهم وبدأت الأمراض تنتشر خاصة بين الأطفال من ندرة المياه .

ويؤكد المهندس محمود حمزة رئيس جمعية زراعية بأبيس ، أن مياه الأمطار أغرقت نحو 3 آلاف فدان وأتلفت المحاصيل الزراعية بالإضافة لدخول مياه المطار مخازن الأسمدة الأزوتية مما أدى لتلف نحو 70 طناً حررنا بشأنها محضرا بقسم شرطة محرم بك ، كما أن كسر مأسورة مياه شرب رئيسية زاد من المشكلة ، وأنه بناءً على تعليمات الرئيس نقوم بحصر المتضررين من المزارعين وتعويضهم بألفى جنيه عن كل فدان ،وأوضح أن جسر الترعة المارة بمناطق أبيس الزراعية التى تضم 15 ألف فدان منزرعة بمختلف أنواع المحاصيل الشتوية مهددة بالغرق لأن الجسر به شروخات طولية وقمنا بالتعاون مع الأهالى بجمع مبالغ وعالجنا الشروخ ولكنها عادت من جديد مهددة القرى والمحاصيل بالغرق وناشدنا جميع المسئولين وعلى رأسهم وزير الموارد المائية والرى ولكن لم يتحرك أحد.

وعود كاذبة

أما المهندس أحمد دسوقى رئيس جهاز مدينة برج العرب الجديدة الذى يلقى تأييداً من المستثمرين والسكان منذ توليه المسئولية ، فيتهم رئيس شركة مياه الشرب بالتقصير والإهمال وعدم الأمانة فى مدهم بالمعلومات الصحيحة على مدى سبعة أيام منذ إنقطاع المياه ففى كل لحظة يؤكد أنه تم التغلب على مشكلة ملوحة المياه بالرغم من أن هناك بدائل حيث يوجد خط مياه شرب قطر 700مللى يأتى من الإسكندرية طالبناه بتشغيله لتغذية المدينة لمدة 24 ساعة حتى يتم ملء خزانات المدينة وتخفيف حدة المشكلة ولكن دون جدوى ، واقترحنا حلاً آخر بدفع سيارات من الشركة محملة بتنكات من المياه لتغذية المدينة ولكن لم تصل أي سيارة منذ انقطاع المياه، والحل الثالث أنه يوجد مأخذ آخر بديل من ترعة مريوط بعيداً عن ترعة العقارية الرئيسية المغذية لمحطة مياه شرب المدينة بالكيلو 40 الصحراوى ولكن كان رئيس شركة المياه يؤكد باستمرار أن المشكلة ستنتهى خلال ساعات قليلة ، كما يوجد بالمدينة محطة معالجة أكسدة بطاقة يومية 36ألف متر مكعب تصرف عليها خمس محطات خاصة بالمناطق الصناعية تعطلت منها محطتان خلال الأمطار والمحطة الخاصة بالمنطقة الصناعية الرابعة معطلة منذ ثلاثة أشهر والصرف الصحى لم يقم بتصليحها وفى النهاية قام الجهاز بتصليحها عن طريق شركة بتكلفة 242 ألف جنيه ، وكذلك قمنا بتصليح المحطة «ج» بالمنطقة الصناعية الثالثة والتى تعتبر بديلاً للرابعة من ميزانية الجهاز بالرغم من أن الشركة تحصل على مبالغ صيانة من أصحاب المصانع والسكان، والمشكلة الكبيرة فى المحطات الفرعية التى تسحب من الأحياء السكنية ، مشيراً إلى أن الدولة كلفت هذه المحطات 877 مليون جنيه مهددة بالخراب لعدم الصيانة وإهمال شركة الصرف الصحى ,وأكد أنه هدد بإبلاغ النيابة العامة لمحاكمة مسئولى المياه والصرف الصحى على الإهمال وعدم القيام بدورهما المنوطين به فى الصيانة لهذه المحطات التى تكلفت نحو مليار و313 مليون جنيه وترك المدينة تغرق وقطع مياه الشرب عنها .

رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية يرد!

المهندس أحمد جابر رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية يرد علي تلك الاتهامات قائلاً : إنه لا يخاطر بحياة أى مواطن حيث إن مياه الأمطار أغرقت مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية وتم تصريف هذه المياه المختلطة بالكيماويات والمبيدات للترعة المغذية لمحطة مياه الشرب مما أدى لتلوثها ووصول نسبة الأملاح إلى ثمانية آلاف ومن المفترض ألا تزيد على ألف فى اللتر مما يسبب خطورة على حياة الموطنين فى حالة الشرب من هذه المياه الملوثة وذلك كان بناءً على تعليمات البيئة ، موضحا أنه كل فترة نأخذ عينات من الترعة للتأكد من خفض نسبة الأملاح والملوثات ,انه خلال وصولها للمعدل الطبيعى نقوم بتشغيل محطة مياه الشرب وضخها للمصانع والأحياء السكنية ، كما أن الشركة مدت المدينة بالمياه من خط الإسكندرية ولكنه لم يكف ووعد بأن المشكلة ستنتهى خلال ساعات ويجب على الجميع التكاتف لاجتياز الأزمة بدلاً من الاتهامات غير الواقعية والتنصل من المسئولية .

وفى النهاية أكد العميد أيمن عوض مدير إدارة النجدة بالإسكندرية أن الإدارة تلقت 210 بلاغات عن انقطاع المياه ببرج العرب وبعض المناطق بالإسكندرية والقرى الزراعية ، وفور إبلاغ اللواء أحمد عبدالجليل حجازى مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية أنتقل ومعه القيادات الأمنية بالمديرية إلى المناطق الأكثر تضررا وبالفعل أنهى مشكلة قرية الجزائر التى غمرتها المياه وقام سكانها بقطع الطريق الصحراوى فتم تحويل مصرف القرية والمياه المتراكمة إلى الترعة للحفاظ على حياة المواطنين ومحاصيلهم الزراعية .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق