اللوحة الواقعية الجديدة شكلها بعض طلاب مدرسة الملك الكامل الثانوية بالمنصورة والتى كانت ذات يوم قلعة علمية ومنارة متميزة ومنها يتخرج أوائل الجمهورية فى الثانوية العامة، لكنها للأسف تحولت كما غيرها من المدارس إلى مستنقع مخيف لأعمال البلطجة والسلوك غير القويم والممارسات الغريبة والضارة.. سيجارة كانت السبب فى خلاف بين طالبين فى المدرسة، ولم يكن على التفوق العلمى والمنافسة على المراتب الأولي، تطور الخلاف إلى صراع بين شلتين ومجموعتين من الطلاب حدثت بينهم مشادات خارج المدرسة وداخلها، قبل أن يتطور الأمر إلى رغبة عارمة فى الانتقام بينما إدارة المدرسة تغط فى نومها ضاربة بما يجرى عرض الحائط ودون اكتراث بما يفعله الطلاب.
فى اليوم التالى وجد المتصارعون الساحة خالية فهداهم سنهم الغض وحماسهم الزائد وضعف تربيتهم إلى استخدام الأسلحة فى فض النزاع القائم، ولم يكن أحد تدور فى مخيلته أن يصل الحال إلى استخدام فرد خرطوش وتروسيكل من أحد الطرفين للإجهاز على الطرف الآخر فطاردوا أحد الطلاب والذى حاول الصعود إلى سور المدرسة لكن المعتدين كانوا وراءه بالمرصاد، وأطلقوا زخات من النيران على الطالب الهارب أخطأته ودخلت من زجاج الفصل لتصيب ستة طلاب دفعة واحدة تعددت إصاباتهم بين الوجه والرأس والرقبة والذراع والصدر، لكن لطف الله كان كبيرا ورحمته الواسعة أنقذت الطلاب الأبرياء من الموت ليكون الدرس القاسى للجميع لما وصل إليه حال المدارس والتعليم فى مصر، وفى الدقهلية بوجه خاص المحافظة التى ينتمى إليها وزير التربية والتعليم وشهدت فى الأسابيع الأخيرة حوادث غريبة وشاذة منها اغتصاب مدرس لتلميذ، وضرب والدة تلميذة لمدرسة بالشبشب لأنها وبختها على تقصير ابنتها فى الفصل، وسقوط آلات ومقاعد دراسية على طلاب فى ساحة المدرسة.
بدايه الواقعه بلاغ تلقاه مدير أمن الدقهلية من مدير المباحث بوقوع إطلاق نار بمدرسة الملك الكامل الثانوية بحى قولونجيل بالمنصورة وإصابة ستة طلاب بجروح. تمكن المقدم أحمد الجميلى رئيس مباحث قسم ثان المنصورة من ضبط سته متهمين بالصف الثالث الثانوى وبحوزتهم فرد الخرطوش وامر المستشار أحمد صبري، وكيل نيابة قسم ثان المنصورة، حبسهم بعد اعترافهم بإطلاق النار من فرد خرطوش على أحد الطلاب أثناء تسلله من فوق سور المدرسة فى الوقت الذى قرر فيه حسام الدين إمام محافظ الدقهلية، استبعاد مدير المدرسة وأحد أفراد أمن المدرسة واثنين من مُشرفى الأدوار العُليا وأحالهم للشئون القانونية للتحقيق معهم وإحالة 12 مدرسا للتحقيق نتيجة تغيبهم عن حضور طابور الصباح.
فى مستشفى الطوارئ بالمنصورة تلقى 6 طلاب العلاج تحت رعاية الدكتور سمير عطية مدير المستشفى الذى أكد أن بعضهم خرج بعد تقديم العلاج اللازم لهم، وبعضهم تحت المراقبة لمتابعة حالاتهم وقال أحمد طارق السيد أحد الطلاب المصابين الذى يرقد داخل مستشفى ان كانت هناك مشاجرة خارج المدرسة وكان أحد الأفراد واقفا على السور الخارجى للمدرسة وبدأ المتشاجرون فى إطلاق الخرطوش الذى اخترق نوافذ الفصل وتسبب فى إصابته فى الوجه واليد وبعض الخدوش فى الرقبة، ويؤكد زميله المصاب أحمد صبرى الباز هذا الكلام وقال انه أصيب ببعض الخدوش فى الوجه واليد مؤكدا أن إطلاق النار فى المدرسة لم يكن جديدا، فقد سبقته ممارسات غريبة تكشف الإهمال الخطير حيث يحمل معظم الطلاب مطاوى وسكاكين وأسلحة بيضاء.