ومع أول ضربة بالعصا تحملت الأم المسنة الألم، وحاولت جاهدة إقناعها كالعادة بالهدوء، إلا أن الأمر قد خرج عن السيطرة، واستمرت ابنتها فى توجيه ضربات موجعة لأمها بالعصا دون أن تعى ما تفعل، ومع تراكم الضربات على رأس والدتها، بدأت مقاومتها فى الانحسار رويدا رويدا حتى فقدت الأم القدرة على الكلام والحركة، وابنتها «المريضة نفسيا» تواصل ضربها حتى فارقت الحياة على يد ابنتها، وقلبها يتمزق ألما عليها وعلى مستقبلها.
ولم يتمكن الجيران الذين هرعوا إلى المنزل بعد سماع أنات الأم من إنقاذها، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، حيث وصلوا إليها بعد أن فارقت الحياة ورأسها تسيل دما، نتيجة للضربات المتتالية من ابنتها. أما الابنة فقد كان حالها اقسى من الموت بكثير، رقدت بجوار جثة امها وتناديها ان تعد لها الطعام لانها جائعة وتقبلها من خديها وتمسح بيديها على جسدها النحيل لإيقاظها من نومها ثم راحت تجمع دماء امها التى روت ارض الغرفة بيديها وتمسح بها وجهها ورأسها وملابسها وعادت ثانية للنوم بجوار جثة امها وارتمت بين احضانها والابنة تصرخ والجيران يحاولون جذبها بالقوة من اعلى جثة امها وهى تتمسك بها وكأنها تعى انها سوف ترحل عنها للأبد ليكون مصيرها العيش داخل مستشفى للامراض العقلية.
وبعد عشرات المحاولات نجح الجيران فى ابعاد الابنة عن جثة امها وكان المشهد الذى شق القلوب هو تعلق الابنة بنعش امها وكأن الاقدار قد ردت اليها عقلها فى تلك اللحظة وهى تصرخ لرحيلها وتنادى عليها حتى فقدت صوتها وبعد ان وارى الثرى جثة العجوز امرت النيابة بإيداع الابنة مستشفى للامراض العقلية للتأكد من سلامة قواها العقلية من عدمه.