جاء ذلك فى تقرير بعنوان "نحو سياسة أمريكية - مصرية بناءة " أعده كل من فين ويبر عضو الكونجرس السابق من الحزب الجمهوري، وجورج بى جريج الذى عمل كمستشار فى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
وحذر التقرير الإدارة الأمريكية من ربط علاقاتها الاستراتيجية مع مصر بالإصلاح السياسى وبالتحفظات الأمريكية على بعض الأمور الداخلية، مؤكدا أن ذلك لن يعود بالنفع على واشنطن التى من الممكن أن تخسر مصر كشريك استراتيجى إذا اعتمدت ذلك النهج السياسى مع مصر.
وأكد التقرير الذى جاء فى ١٨ صفحة أن مصر لا تزالت لاعبا دبلوماسيا حيويا فى المنطقة، وأنها دولة مهمة جدا بالنسبة لواشنطن، وذلك لعدة اعتبارات أهمها أنها تمتلك أقوى جيش فى العالم العربي، وفضلا عن كونها الأكبر كثافة سكانية والأكثر تأثيرا فى القضايا الإقليمية.
وأشار التقرير إلى ما جاء فى تقرير سابق أعده أيضا كل من ويبر وجريج عام ٢٠١٢ وقت حكم جماعة الإخوان الإرهابية والذى أكد وجود الكثير من الغموض الذى يكتنف مستقبل مصر السياسى فى ذلك الوقت.
وأضاف أن المصريين كانوا خلال فترة حكم الإخوان أكثر قلقا إزاء سوء إدارة الإخوان للقضايا الاقتصادية وعدم خبرتهم بشئون الاقتصاد، كما ساد قلق خلال تلك الفترة بشأن سياسة مصر الخارجية خاصة تجاه الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن مصر تحارب حاليا الإرهاب فى سيناء، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى أجرى أيضا العديد من الإصلاحات الاقتصادية المهمة والجذرية فى البلاد.
وأوصى التقرير بعدة نقاط أبرزها من الناحية الاقتصادية تشجيع الرئيس السيسى على مواصلة أجندته للإصلاح الاقتصادى فى مصر، وعلى أن تستمر الولايات المتحدة فى دعم الجهود المصرية لجذب الاستثمار الأجنبى وإرسال الوفود الاقتصادية الأمريكية لتقديم المشورة للحكومة المصرية، فضلا عن مساعدة مصر فى تحسين نظامها التعليمى من خلال مساعدتها فى بناء جامعات جديدة وعرض المزيد من المنح الدراسية للطلاب المصريين للتعلم فى الولايات المتحدة.
ومن الناحية العسكرية، أوصى التقرير باستئناف مناورات "النجم الساطع" السنوية بين الولايات المتحدة ومصر مع التركيز على الأساليب التكنولوجية الحديثة فى ذلك المجال، واستخدام الحوار الاستراتيجى الأمريكى المصرى - الذى اجتمع فى أغسطس الماضى لأول مره منذ ست سنوات - كوسيلة لتعزيز التعاون بين البلدين فى مكافحة الإرهاب فى سيناء، فضلا عن تحسين التعاون المخابراتى بين مصر والولايات المتحدة فى قضايا مكافحة الإرهاب و التعاون الإقليمي.
ومن جانبه، أكد جريجورى كريج فى ندوة حول التقرير بمعهد واشنطن أن الانخراط فى علاقات مع مصر يعتبر أمرا غاية فى الأهمية لمستقبل العلاقات الأمريكية المصرية، وأن إقامة علاقات قوية مع مصر ستجعل للولايات المتحدة دورا قويا فى المنطقة.
ومن جهته، أشار فين ويبر إلى أنه لمس خلال زيارته لمصر لإعداد التقرير، رغبة المصريين فى زيادة الاستثمارات الأمريكية فى البلاد بدلا من الاعتماد على المساعدات الأمريكية، وهو الأمر الذى وصفه بأنه "جيد"، وتابع أنه على الرغم من ما شهدته مصر من اضطرابات سياسية على مدى السنوات الخمس الماضية غير أن مصر لا تزال تعد أكبر دول المنطقة، كما أنها الجسر المطل على قارتى أفريقيا وآسيا.
وأوضح ويبر أن مصر تحتاج إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز النمو الاقتصادى من أجل تلبية احتياجات الشعب المصري، وأنه يتعين على الحكومة أن تحقق نموا اقتصاديا يبلغ ١٠٪، وهو الأمر الذى يتطلب وضع استراتيجية اقتصادية قوية.