وأنجز فيه احدى حلقات علمه فانه يكون قد ضمن سعادة غده وقطع شوطا لتحقيق هدفه ولان العمر كما هو معروف يتكون من حلقات الاولى منها تبدو أكثر سعادة وجمالا وأقل عناء ولان الانسان طفل كان أو صبيا يكون خلالها غير مسئول حتى اذا بدأ فى التهيؤ لحمل المسئولية شابا وشرع فى البدء بانجاز مشروعه الخاص ضاق ذرعا بحاضره وحن إلى ماضيه لأن الحلقات الأولى فى تسلسل إنجاز أى شيء تكون أصعب مما يليها، فإذا تطرق اليأس الى قلوبنا من صعوبة البدايات فإن حماسنا للعمل يقل شيئا فشيئا وتثقل خطواتنا فنقعد عن مواصلة السير الى الامام وننسى تماما العمل من أجل رفاهة المستقبل وراحتنا فيه.
ويؤكد علماء النفس ان الانسان لكى يستطيع ان يعيش حاضرا سعيدا ويخلق مستقبلا رغدا عليه ان يغير اتجاهه الذهنى واول خطوة فى هذا الطريق هى ان يتعلم كيف يسيطر على افكاره. لأن السعادة أو النجاح والنمو والازدهار لا يعتمد اى منها على العوامل الخارجية بل جل اعتمادها على داخلية النفس، وأفكار الانسان فالسعادة والنجاح ليس فقط ما نملكه ولا من نحن ولا اين نكون ولا ماذا نعمل وانما هى كل ذلك ونظرتنا اليه..!!
واذا كنا فعلا نريد ان نحقق ما نريد وما نرنو اليه فانه يجب علينا ان نتخير أفكارا بناءة وايجابية وان نحصر اذهاننا فى الآمال الكبيرة التى نريد ان نحققها لا لنستفيد نحن فقط منها ولكن أيضا لتستفيد الانسانية كلها من خلالها ثم نتقدم اليها مباشرة فلا نضيع لحظة واحدة من عمرنا فى التفكير فى خصومنا بل نتمنى أن يعمهم خير مشاريعنا، ويجب ألا نضيع الوقت فى النظر الى الماضى الا لنأخذ العبرة والعظة فقط وألا نبكى ونولول إن صادفتنا بعض العتمة وبدلا من ذلك فلنضيئ الشموع حتى نتحسس طريقنا ونتجاوز الى النور وألا نخاف من الحاضر أو نتوجس من المستقبل، لأن النظام القائم على الخوف والجشع وعدم المسامحة وقلة الامتنان لا يستطيع ان يدعم الحياة ان الأمل هو أساس الابتكار فى الشئون الأنسانية، والأشياء التى بنت عظمة الانسان انبثقت من محاولة الحصول على الخير، لا من الكفاح ضد ما ظن الناس انه شر!! ومن بث النور بدلا من لعن الظلام وعدم مقابلة الشر بالشر ولا السيئة بالسيئة بل ان الدفع الصحيح للاشياء الضارة لا يكون إلا بأضدادها بشرط تقديم نيات الخير والبناء والإحياء، ويجب ان نعلم علم اليقين اننا إذا أردنا أن نحقق أشياء عظيمة تدوم لنا فى الدنيا ويبقى أثرها لنا فى الأخرة وجب أن تكون من خلال أفكار خيرة تستوحى امالا عظيمة مدعومة بشعور طيب تجاه كل خلق الله، فتعالوا نملأ قلوبنا اذن بالآمال ولنبدأ من الآن فى العمل فهو نقطة البدء فى طريق السعادة.
د. سمير محمد البهواشى