كما أظهرت الدراسة التى نشرت نتائجها بالمجلة الدولية لعلم الأحياء الدقيقة الطبيةReviews in Medical Microbiology ، عن ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة الالتهابات الرئوية فى البالغين فوق 18 سنة بمنطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا إلى 10% وذلك مقارنة بنسبة 4% فى الدول المتقدمة .
ويقول د. عماد الدين مصطفى أستاذ الصدر بطب الإسكندرية وعضو الفريق البحثى، إن الدراسة شملت إلى جانب مصر عدة دول هى السعودية والإمارات والبحرين و عمان و الكويت، ومن شمال إفريقيا ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب وموريتانيا والسودان و الصومال، ومن دول الشام لبنان والأردن و سوريا و العراق و اليمن، وتبين ارتفاع نسبة الإصابة بالالتهابات الرئوية بالبالغين فوق سن 18 الذين يحتاجون لدخول المستشفى إلى 30%من مجموع الالتهابات الأخرى، كما ظهر ارتفاع فى مقاومة الميكروبات للبنسلين والمضادات الحيوية من نفس المجموعة إلى أكثر من 60%، مما يعنى استجابة 4 مرضى فقط من بين كل 10 أشخاص للعلاج بهذه المضادات الحيوية. وأوضح أن معدلات الإصابة بالالتهابات الرئوية كانت أكثر بالأشخاص أكبر من 65 عاما، وبالذكور أكثر من الإناث، وبين متعددي السفر وبخاصة فى رحلات الحج والعمرة، وأن من العوامل المساعدة لزيادة الإصابة بالالتهابات الرئوية بمنطقة الشرق الأوسط هى انتشار داء السكرى، ومرض الانسداد الرئوى المزمن، والربو الشعبى، والفشل الكلوى المزمن ، والحوادث الوعائية الدماغية، واضطرابات الكبد المزمنة ومرض نقص المناعة المكتسبة. وأشار د. عماد إلى أن الدراسة أظهرت أن أعداد المصابين بالمرض فوق 60 عاما ستتضاعف بمنطقة الشرق الأوسط مقارنة بدول العالم الأخرى بحلول عام 2050، و ذلك لان عددهم سيرتفع من 9% الى 20% من عدد السكان الكلى بالعالم الثالث، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فهناك 429.2 مليون اصابة حول العالم بعدوى الجهاز التنفسي السفلية التى تشمل الالتهابات الرئوية، وان هناك 1.6 مليون حالة وفاة حول العالم سنويا نتيجة الالتهابات الرئوية فى الكبار فوق 59 سنة. وأوصت الدراسة بترشيد استخدام المضادات الحيوية دون وصفات طبية وذلك لتقليل زيادة مناعة الميكروبات المسببة للالتهابات الرئوية، وضرورة وضع استراتيجيات وقائية مستقبلية، ومنها تطعيم الكبار باستخدام لقاح ضد ميكروبات المكورات الرئوية لتقليل مقاومتها ومناعتها للمضادات الحيوية، وأيضا اعتماد قواعد استرشادية وقواعد علاجية للالتهابات الرئوية بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية فى المجتمعات المحلية بالدول محل الدراسة، وإنشاء قواعد بيانات محلية و إقليمية لمتابعة النتائج السريرية،وإقامة شبكة مراقبة إقليمية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحد من تأثير المرض على البالغين.