وتوضح د.هالة عبد السلام خفاجى مدير الإدارة العامة للموهوبين والتعلم الذكى التابعة لوزارة التربية والتعليم لرعاية الطفل الموهوب أن الطفل الموهوب، العبقرى، المبدع، المتميز، غير العادى هى أسماء تطلق على الطفل الذى يحمل قدرات متميزة يتفوق بها على أقرانه.. فمن هو الموهوب؟ وكيف يمكن التعامل معه ورعايته؟ وما هو دور الأسرة والمعلم والبيئة فى الاهتمام به؟.
تقول: إن الأسرة المصرية تواجه تحديا صعبا، لأنها قد توفر لطفلها الموهوب نماذج إيجابية يقلدها، وفى بعض الأحيان الإمكانيات المناسبة لتنمية الموهبة فى المجال الذى يتفوق فيه، ولكن بسبب غياب دور المدرسة فى اكتشاف الموهوبين وتنميتهم, أو قهر الموهبة باتباعها أساليب تربوية غير سليمة يؤدى ذلك إلى إعاقة دور الأسرة، حيث لن تستطيع تعويض هذا القصور من جانب المدرسة. ومن أجل ذلك تقيم الإدارة العامة للموهوبين والتعلم الذكى التابعة لوزارة التربية والتعليم مجموعة من ورش العمل فى إطار الكشف المبكر عن الموهوبين. وكانت الورشة الأول بمديرية القاهرة التعليمية تحت رعاية د.هالة عبد السلام خفاجى وبحضور وكيل أول وزارة التعليم بالقاهرة فاطمة خضر ود. حمدى أبو سنة المشرف على الموهوبين بالإدارة العامة، وبيومى عبد المجيد المشرف على إدارة التخطيط والمتابعة ومحمد كمال بإدارة الموهوبين.. ودارت الورشة حول العمل على الاكتشاف المبكر للموهوبين وتقديم برامج تساعد على تنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتم توزيع شهادات تقدير لمديرى الإدارة والمسئولين عن الموهوبين على مستوى المحافظات. وأوضح المحاضرون أن الموهبة هى استعداد فطرى لدى الفرد يظهر فى صورة أداء مميز فى مجال أو أكثر من مجالات النشاط الإنسانى والعلمى إذا ما توافرت البيئة المناسبة لاكتشاف الموهبة ورعايتها, عن طريق المجال الرياضى والمنطقى والموسيقى والفنى وإدراك العلاقات والمجال الاجتماعى والعاطفى والوجدانى والحركى والقدرات الجسمانية كالأنشطة المختلفة. أما المشكلات التى يتعرض لها الموهوبون فسوف تتعرض لها الورشة المقبلة.
وتوضح د.هالة أن هناك فرقا بين الطفل الموهوب الذى يمتلك استعداداً فطرياً للإبداع فى المجالات المختلفة، كالموسيقى والرسم والشعر وغيرها. أما العبقرى فهو كما يذكر العلماء، إشارة إلى الذكاء المرتفع جداً، والقوة العقلية النادرة، والموهبة العالية، فالعبقرى مبدع، وموهوب، وتحصيله العلمى عال، وعرفت العبقرية بأنها أعلى ما تقيسه درجات اختبارات الذكاء .
وفيما يتعلق بالمدرسة تؤكد د.هالة أن اكتشاف المواهب ورعايتها يتطلب اتباع أساليب الجودة فى الإدارة من خلال اختيار المدرسين المسئولين عن اكتشاف التلميذ الموهوب، وضرورة حصولهم على الدورات التدريبية اللازمة لذلك, بالإضافة الى تطبيق الديمقراطية معهم، وأيضا لابد من الإيمان بأن التميز ليس حكرا على قلة من التلاميذ لكن يمكن للجميع الوصول إليه.
ولا يمكن تجاهل دور الأسرة من خلال التعامل اليومى للطفل للتعرف على ميوله، وهناك أساليب للكشف عن الموهبة من بداية مرحلة رياض الأطفال منها «طريقة المنتسورى» عن طريق بطاقات الملاحظة واللعب الإنشائى التقاربى ورسوم الطفل وبناء المكعبات واللعب الحر التلقائى والأداء الحركى والصورة المعدلة للمقياس, وقياس نسبة ذكاء الطفل قبل دخول المدرسة. أما مرحلة التعليم الأساسى فيمكن اكتشاف الموهبة عن طريق قوائم الخصائص السلوكية والدرجات المرتفعة وترشيحات الموهوبين لأنفسهم او أقرانهم أو الأهل. وبالنسبة للمرحلة الثانوية فيمكن اكتشاف الموهبة عن طريق الاختبارات التحصيلية المقننة واختبارات الذكاء «وكسلر» وتحليل إنجازات الطالب ومقاييس التفكير الإبداعى.
وأخيرا يجب على المجتمع كله بداية من الأسرة والمدرسة والمؤسسات التعليمية وغيرها اكتشاف الموهوبين والعباقرة ورعايتهم من خلال الأنشطة الحرة التى يمارسها الطالب داخل او خارج المدرسة.