رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مأساة الطائرة الروسية
كيف سقطت ؟

◀ أشـرف الـحديدى
حادث الطائرة الروسية التى سقطت السبت الماضى ـ بالقرب من مدينة العريش فى سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ فى طريقها الى بطرسبورج الروسية، ولقى 224 راكبا مصرعهم، هذه الكارثة الجوية التى تنضم الى سلسلة حوادث الطيران العالمية ـ أثارت العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول ملابسات سقوط الطائرة.. ولكى نكون اكثر واقعية فى تناول هذا الحادث تحديدا فإن «مكان» سقوطها و «جنسية الطائرة وركابها» كانا مثارا لظهور التكهنات والافتراضات من جانب البعض، بل والقفز الى تحديد اسباب الحادث!

وما يهمنا هنا هو السؤال الكبير وهو.. كيف سقطت الطائرة الروسية؟

بداية نؤكد اننا لن نستبق نتائج تحقيقات اللجنة الدولية التى تضم ممثلين عن الجانب الروسى والشركة المصنعة للطائرة والدولة المسجلة بها، والمشكلة برئاسة الجانب المصرى للتحقيق فى هذا الحادث، ولكننا سنحاول طرح كل «الافتراضات» و «السيناريوهات» التى يمكن أن تضعها لجنة تحقيق وتحليل حوادث الطائرات التى تم تشكيلها للتحقيق فى هذا الحادث مع بدء التحقيقات فيه، وذلك فى محاولة منها للاجابة على هذا التساؤل الكبير وهو كيف سقطت الطائرة الروسية؟ وعندما نقول عبارة «فى محاولة» من اللجنة للاجابة على هذا السؤال فاننا نعنى ذلك تماما لان هناك حوادث طيران عديدة وقعت وتم تشكيل لجان تحقيق فيها، ولم تتوصل اللجان الى الاسباب الحقيقية وراء هذه الحوادث!

وهنا لابد أن نشير ووفقا لنتائج التحقيقات فى العديد من حوادث الطيران فان هناك عنصرين أساسيين تتوجه اليهما أنظار المحققين بعد أى حادثة طيران مباشرة، وهما «العنصر البشرى» و«الجانب الفنى» والأول يمثل نحو 80% من اسباب حوادث الطائرات وفقا لإحصاءات نتائج التحقيقات فى الحوادث، والتى تشير ايضا الى ان نسبة كبيرة من حوادث الطائرات تقع عند مرحلتى الإقلاع والهبوط، وهنا ايضا لا يمكن ان نفصل بين العنصرين «البشرى» و «الفنى» والعنصر البشرى يتمثل فى كل من يتعامل مع الطائرة وتأمينها وفى مقدمتهم طاقم قيادتها والتحفظ على جثامينهم لمعرفة ما تعرضوا له من مأكل او مشرب، وكذلك مهندسو وفنيو صيانة وتموين الطائرة، وكذلك رجال المراقبة الجوية وغيرهم، وهذا العنصر «البشرى» يتعامل مع الطائرة «فنيا» و «أمنيا» وبالتالى هناك تداخل وثيق بين الجانب البشرى والفنى، ويليهما وجود اسباب مثل تعرض الطائرة لاى مؤثر خارجى مثل سوء الاحوال الجوية او أفعال تدخل غير مشروعه خارجية أو داخلية قد تؤدى لسقوطها.. كل هذه الأسباب يضعها محققو الحوادث فى اعتبارهم عند بداية اى تحقيق وفقا للبيانات والمعلومات الاولية المتاحة عن الحادث، ويتم اصدار تقرير مبدئى عن الحادث يسمى تقرير حقائق يتضمن كل المعلومات عن الحادث دون تحليل لها أو لأسبابه.

مع البدء فى تجميع وثائق السجل الفنى للطائرة وكذلك طاقم قيادتها وكل من تعامل معها من الفنيين والعاملين بكل أجهزة المطار الذى اقلعت منه قبيل الحادث مباشرة، وايضا تبدأ وفى نفس الوقت تحليل بيانات الصندوقين الأسودين اللذين يمكن ان يبوحا بأسرار الحادث وفحص حطام الطائرة، والذى قد يعطى مؤشرات اولية للجنة بشأن الحادث وهل تعرضت الطائرة لحريق قبل سقوطها، وهل انفجرت قبل ارتطامها بالارض، أم انفجرت بعد ارتطامها؟. وهنا تجرى اللجنة تحديدا للمساحة التى انتشر عليها حطام الطائرة بعد سقوطها! وهل توجد آثار حريق فى الحطام، وهل انتشرت آثار الحريق فى كل الحطام ام لا؟ وايضا معاينة الحقائب ومدى تعرضها للاحتراق من عدمه.

وفى حادث الطائرة الروسية اذا ما تناولنا العنصر البشرى فان لجنة التحقيق ستفحص بكل تأكيد التاريخ الفنى لكل افراد طاقم القيادة وساعات طيرانهم وطرق تدريبهم وكفاءتهم الفنية، وغيرها من العوامل، وما إذا كانوا قد تعرضوا للإرهاق او تناول احد منهم اية مواد كحولية قبل الحادث مباشرة، ويمكن ان تؤثر على تركيزهم وايضا حياتهم الاجتماعية، وما اذا كانت هناك اية مشكلات اجتماعية تعرض لها احد افراد الطاقم، وهو ما يحدث عند أى حادث فيما يتعلق بطاقم قيادة الطائرة التى تتعرض لحادث، وكذلك سؤال كل من تعامل مع الطائرة فنيا ومع ركابها وأفراد طاقمها فى مطار الإقلاع قبل الحادث.

اما فرضية حدوث عطل فنى بالطائرة فتتطلب جهدا كبيرا من المحققين يبدأ بفحص السجل الفنى للطائرة منذ انتاجها وحتى الحادث، وفى الوقت نفسه فحص حطام الطائرة، وكذلك الاستماع الى الصندوقين الاسودين، وهو العامل المساعد الرئيسى فى حل لغز الحادث وكشف السر الذى راح مع ضحايا الحادث، وتلزم القوانين الدولية جميع شركات الطيران بوجوده على الطائرات حتى يمكن معرفة سبب أى حادث وتجنبه فى المستقبل.

ومن هنا فإننا ومن منطلق علمى، وكما يؤكد خبراء تحقيق وتحليل حوادث الطيران فإن السؤال الذى طرحناه فى المقدمة وهو.. كيف سقطت الطائرة الروسية؟.. سيظل مطروحا وفى انتظار الإجابة عليه بعد انتهاء لجنة التحقيق فى الحادث من عملها الذى قد يستغرق وقتا طويلا يصل الى عدة شهور.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق