أن الإرهاب أضاف فى فبراير 2015 بعدا جديدا يعتمد على التأثير المعنوى لغزو عقول الشعب المصرى الصابر والصامد، وخلصت إلى ضرورة الاهتمام بالدعاية والحرب النفسية المضادة، وبمتابعتى لما نشرته وسائل الإعلام المقروءة خلال شهر أكتوبر الماضي، شد انتباهى أن شعب مصر يتعرض لحرب جرثومية، قد تكون مخططة، وربما نتيجة تدن خلقى وسلوكى بهدف الحصول على أكبر مكاسب مادية ممكنة على حساب حق المصريين. وبرصد ما تم نشره خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر أكتوبر 2015 نلاحظ أن صحافتنا نشرت يوم 13 أكتوبر ان الحصبة توغلت فى أسيوط، وحدثت وفاة «بالفيروس الغامض» وفى اليوم التالى إصابة 18 تلميذا فى الغربية بتسمم جماعي، وبعدها بثلاثة أيام حاصرت المجارى معهد القلب بعد تطويره، لنفاجأ فى اليوم التالى بإعلان أصحاب الصيدليات أن 90% من الأدوية الحرجة قد اختفت ويبدو أن هذا الخبر نشر فى هذا التوقيت لخلق الانطباع لدى القارئ بأن المصريين يعانون حزمة أمراض دون توافر الدواء لعلاجهم، ويستمر العرض بنشر أخبار عن وجود ديدان فى طعام مدرسة ببنى سويف وإحالة المتعهد للنيابة، لنفاجأ فى الأول من نوفمبر 2015 بتحقيق صادم يفيد بأنه بتحليل عجينة الطعمية لوحظ أنها مليئة بالبكتيريا والفطريات السامة التى تسبب السرطان. إن مشكلات مصر متراكبة، بمعنى أن المشكلة «أ» قد تتفرع عنها المشكلتان «ب، حـ» نتيجة عوامل عديدة أهمها الجهل والفقر الذى يتفرع عنها المرض الذى هو محور ما نتكلم عنه، وكان قد استقر لدى العامة والخاصة ان أهم مشكلتين هما التعليم والصحة لدرجة ان مسئولين عديدين رددوا أكثر من مرة عبارة التعليم ثم التعليم، وفى محاولة اجتهادية لتحليل ما سبق يمكن الخروج بالاستنتاجات الآتية:
{ القمامة المنتشرة فى كل أنحاء المعمورة هى أساس البلاء لأنها تحتوى على عدد هائل من الجراثيم والفيروسات التى تنتشر فى الجو ويستنشقها الكافة.
{ ما يزيد الطين بله الإهمال الجسيم فى اتخاذ الإجراءات الصحية الوقائية فى التوقيتات الصحيحة لوأد التلوث.
{ البدء فورا فى وأد أى أعراض فيروسية غامضة، ومراقبة الأطعمة الشعبية فى أثناء تحضيرها.
وأعتقد أن الخطوات العاجلة لمواجهة هذه الإشكالية هى حل مشكلة القمامة، ومراقبة توفير الأدوية بالصيدليات، باعتبار أن العقل السليم فى الجسم السليم فإنى أرى على المستوى التكتيكى أن الصحة تسبق التعليم، أما على المستوى الإستراتيجى فأنى أناشد رئيس مجلس الوزراء بإصدار توجيهاته الى الوزراء كل فى تخصصه بإعداد مشروعات القوانين المطلوب عرضها على البرلمان بمجرد عقده والتى تصب فى التحليل النهائى فى خانة مصلحة المواطنين وحل مشكلاتهم، ويعقبها وضع خطة قومية لحل كل مشكلات مصر انطلاقا من الأهم فالمهم.
اللواء د. إبراهيم شكيب