رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رغم إعاقتهم السمعية لديهم قدرات تكنولوجية..
الصم يقتحمون مجال تصميم وبرمجة الروبوت

أطفال من الصم أتوا من أحد أحياء محافظة الإسكندرية، لا يملكون غير حركات أناملهم فى الحوار مع الآخرين، وأعينهم لمتابعة إرشادات وتعليمات المحكمين من خلال مترجمى لغة الإشارة .. ورغم ذلك تميزوا فى الأداء وأبهروا كافة المشاركين وأعضاء لجان التحكيم فى فعاليات الأولمبياد الدولى للروبوت، فنالوا تقدير واحترام الجميع، وأثبتوا أنه لا مجال للمستحيل.

داخل جامعة النيل بمدينة السادس من أكتوبر اقيمت فعاليات الأولمبياد الدولى للروبوت، وكانت جميع الفرق المشاركة تتابع إعلان نتائج المسابقة وبينهم 9 فرق من الصم وضعاف السمع يتابعون بأعينهم حركات الأيدى بلغة الإشارة الخاصة بترجمة النتيجة، لتعلن لجنة التحكيم عن فوز 6 فرق من الصم وضعاف السمع بالعديد من الجوائز.

الأمر اللافت للانتباه أن جميع الفرق المشاركة بالمسابقة كانت من «السامعين» بينما جاءت 9 فرق من جمعية أصداء للارتقاء بالصم وكذلك مدربوهم أيضًا هى الفرق الوحيدة التى أعضاؤها من الصم وضعاف السمع للمشاركة بفعاليات هذه المسابقة ليؤكدوا وجودهم وتميزهم وتحقيقهم لدمجهم بالمجتمع .

فى مسابقة الروبوت المصارع «السومو» تمكن الصم من انتزاع المراكز الثلاثة الأولى، فى مسابقة الروبوت للفئة العمرية الثانوية Senior « « استطاع فريقان من الصم الحصول على المركزين الثانى والثالث ليحصل بعدها فريق المرحلة الابتدائية على درع فارس الروبوت للتميز والتحدى من لجنة التحكيم.

وكان أعضاء الفريق الحائز على المركز الأول بمسابقة الروبوت المصارع (السومو) فاطمة بلال وروان سمير وروان على ومريم حافظ ويمنى صلاح، ومدربهم محمد صلاح، أما أعضاء الفريق الحائز على المركز الثانى هم: هاجر أحمد وسارة عباس وشريف عزمى وإسبرجين رأفت ومحمد توفيق ومدربهم كريم عيسوى، بينما أعضاء الفريق الحاصل على المركز الثالث هم فارس شريف وأمين على وعمرو يحيى وصابرين محمد وحبيبة خميس ومدربتهم هاجر أشرف.

وفى مسابقة الروبوت للفئة العمرية «Senior « كان أعضاء الفريق الحائز على المركز الثانى هم عبد الفتاح خليل وإسلام شعبان وخالد أبو زيد ومدربهم جمال محمود، أما أعضاء الفريق الحاصل على المركز الثالث هم محمد هشام وأحمد ونيس وضحى أمين ومدربهم محمد صلاح .

وكانت مفاجأة المسابقة هى حصول فريق الفئة العمرية Elementary» «على درع فارس الروبوت للتميز والتحدى وإعضاؤه هم آدم هشام وشهد أِشرف وعلى ونيس ومدربهم أحمد هشام.

وتقول هدير صبرى مترجمة لغة الإشارة: إن الصم وضعاف السمع يؤكدون بتميزهم أنهم يستحقون تعليمًا متميزًا ومكانًا فى مرحلة التعليم الجامعى، وأن تكف الدولة عن تهميشهم بأن تغير نظرتها إليهم من نظرة الشفقة والعطف إلى الاحترام والتقدير.

وتوضح صفاء منتصر مترجمة لغة الإشارة: أن الصم يستحقون بالفعل أن تنظر لهم مصر نظرة حقوقية، وتؤكد لهم بأنهم جزء من هذا الوطن وأن يكف المجتمع عن عزلتهم واشعارهم بأنهم أغراب بين أبناء وطنهم، لقد حقق الصم بأيديهم ولأنفسهم الدمج والوجود ليؤكدوا أنهم وسام على صدر كل مصرى.

وتؤكد فاطمة حسن مترجمة لغة الإشارة: أثق بأن هذا التميز وهذا الرقى فى الأداء من قبل الصم سيجد من يرعاه، وأن هؤلاء الأبطال من الصم يستحقون مبادرات من الوزارات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدنى ليجدوا طريقهم فى الحياة لأن تلك العقول الفريدة والمتميزة تستحق أن تحتضنها مصر، وأن ترعاها الجهات المسئولة ببلدنا الغالى.

وقال محمد دياب المشرف العام على فرق الروبوت إن تلك الفرق من الصم المشاركة بمسابقة الأولمبياد الدولى للروبوت تتقدم برسالة إلى وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى لتأكيد هذا التميز الذى برزوا به فى المسابقة الذى يؤكد على أن لديهم قدرات عقلية وأكاديمية متميزة بالرغم من أن أعمارهم تتراوح بين التاسعة والتاسعة عشر عامًا، وأن إعاقتهم لم تكن عقبة أبدًا دون اكتسابهم تلك المهارات.

ويتساءل دياب: لماذا لا يحصل الصم على التعليم الأمثل لهم فى مدارس التربية والتعليم، ويظلون بالمستوى المتدنى من التعليم ؟ لماذا حتى الآن لا يجد الصم مكانهم داخل مدرجات الجامعة والمعاهد العليا؟ لماذا لم تتحقق لهم الإتاحة بتوفير مترجمى لغة الإشارة لهم داخل تلك المدرجات ؟ أليس تميزهم على المستوى المحلى والدولى خير دليل وبرهان على قدراتهم.

وأكدت علا صلاح إحدى مدربات الروبوت من الصم بأن الصم رغم إعاقتهم السمعية إلا أنهم يمتلكون قدرات تكنولوجية ومنافسات محلية ودولية يؤكدون بها أن لديهم قدرات تفوق السامعين، وأن ما يتعرض له الصم من امتهان وتهميش وإهمال على المستوى الإنسانى من قبل الدولة وبخاصة فى مجال التعليم هو عدم مراعاة للحقوق الإنسانية وأن قدراتهم وتميزهم فى مجال الروبوت خير دليل على أن الدولة مازالت مخطئة بتجاهل الاهتمام بهم وتنمية قدراتهم، لأن هؤلاء الأطفالٌ الصم اجتازوا الإعاقة السمعية، وتفوقوا على أقرائهم من السامعين .. ألا يستحقون أن يكون لهم مكان حقيقي بالتعليم الأساسي والتعليم الجامعى؟!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق