رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

وثائق جديدة تناقض روايته
ما لم يقله بلير فى اعتذاره عن حرب العراق

لندن: منال لطفى
بوجه خال من تعبيرات الندم وبعبارات مترددة متلعثمة تخرج بصعوبة، قال رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير فى مقابلة تليفزيونية إنه «يعتذر عن أخطاء» وقعت فى غزو العراق،

منها «عدم صواب الأدلة الاستخباراتية» التى استخدمت كمبرر للحرب وعلى رأسها «وجود أسلحة دمار شامل»، و«سوء تخطيط» أمريكا وبريطانيا لمرحلة ما بعد سقوط النظام العراقي، رافضا الاعتذار عن «الحرب نفسها» التى أدت إلى إطاحة صدام حسين. فهل يمكن أن يعتذر بلير دون أن يشعر بالعار من الفعل الذى يعتذر عنه؟ هذا ما فعله.

فالاعتذار «إجرائيا» وليس «أخلاقيا»، وهو مهين للضحايا، ومهين للأحياء أيضا، إذ يحمل بلير العرب ضمنا المسئولية عن الفوضى العارمة والإنهيار الكامل لمجتمعات ودول لأن «الشعوب العربية لم تدخل بعد عصور الحداثة»، وطالما ظلت متأخرة ورجعية، ستنتشر وتزدهر فيها الجماعات الأصولية المتطرفة وتستغل كل منعطف تاريخى وتحوله لمستنقع.

لكن اعتذار بلير «الناقص» و»الجزئي»، والذى جاء خلال مقابلة تليفزيونية مع فريد زكريا فى محطة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، حمل الكثير أيضا من «المسكوت عنه» والكثير من «المغالطات» التى تكذبها وثائق كشف عنها حديثا.

فمثلا يقول بلير إن أمريكا وبريطانيا لم تقررا غزو العراق إلا بعد فشل كل الخيارات الأخرى وأنه فى مطلع 2002 لم يكن هناك قرار أتخذ بعد بغزو العراق. فهل هذا حقيقي؟ الإجابة لا.

فوثائق جديدة تظهر أن قرار الحرب اتخذ منذ مطلع 2002 وربما حتى بحلول نهاية 2001، وأن بلير وعد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن بدعمه، وأن كليهما جهز للحرب قبل انتظار نتائج تحقيق المفتش الدولى على أسلحة الدمار الشامل فى العراق هانز بليكس.

ففى مذكرة كانت موجهة إلى بوش وتعود إلى شهر مارس 2002 يقول وزير خارجيته آنذاك كولن باول:»فيما يتعلق بالعراق، سيكون بلير معنا إذا ما أصبحت العملية العسكرية ضرورية. هو مقتنع بنقطتين. أولا أن الخطر حقيقي. ثانيا أن النجاح ضد صدام سيحقق نجاحات أخرى فى المنطقة». ويتابع باول فى المذكرة:»دعم بلير سيوفر الخط الإستراتيجى والتكتيكى والعلاقات العامة التى ستقوى الدعم العالمى للهدف المشترك الامريكى والبريطاني... بلير لديه المهارات لتقديم قضية ذات مصداقية حول مخاطر العراق على السلام العالمي».

هذه المذكرة التى كشفتها صحيفة «ميل اون صنداي» البريطانية تؤكد ما سبق وأشار إليه دبلوماسيون وسياسيون عملوا فى حكومة بلير واستقال بعضهم احتجاجا على الحرب، من أن إدارة بوش اتخذت قرارها بغزو العراق ربما منذ نهاية 2001 ومطلع 2002، وأنها بدأت الإعداد لملف الحرب وكانت تبحث فقط عن مبررات ودواع سياسية وأمنية فى محاولة لجعل الغزو قانونيا، وأن بلير لعب دور «الدعاية» للخطة الأمريكية، وأعلن دعمه لبوش فى حالة شن حرب على العراق منذ مطلع 2002 بدون أن يننظر تصويت مجلس العموم البريطاني، أو دعم الرأى العام البريطانى الذى كان معارضا بشكل حاسم للحرب.

وتكذب مذكرة كولن باول إلى بوش، مزاعم بلير أنه لم يكن هناك أفكار متداولة بينه وبين بوش لغزو العراق مطلع عام 2002. فمذكرة كولن باول كتبت قبل أسبوع من قمة كراوفورد، التى عقدت فى مزرعة بوش فى تكساس والتى قال خلالها بلير:»نحن ندرس كل الخيارات. أننا لا نقترح عملا عسكريا فى هذه اللحظة».

وكان السير كريستوفر ماير السفير البريطانى السابق لدى واشنطن قد قال أمام لجنة التحقيق البريطانية المعنية بحرب العراق وملابساتها، والتى يرأسها السير جون شيلكوت، إنه لم يكن موجودا خلال ذلك الاجتماع بين بوش وبلير. ويوضح ماير:»بالتالى ليس واضحا بالنسبة لى مستوى التفاهم، إذا ما أمكن استخدام ذلك التعبير، الذى وقع بالدم بين بلير وبوش فى كراوفورد».

ووفقا لشهادة ماير أمام لجنة التحقيق حول حرب العراق، والتى من المتوقع أن تصدر تقريرها النهائى قريبا، فإن الإعداد للحرب وتجهيز الجدول الزمنى للغزو سبق أى جهود دبلوماسية مزعومة من لندن وواشنطن، وقبل تقرير بليكس عن أسلحة الدمار الشامل فى العراق والذى خلص إلى أنه لم يعد لدى العراق أسلحة دمار شامل، إلا ان بلير وبوش قرارا تجاهل نتائج تقرير بليكس وغزو العراق فى كل الحالات.

وفى المقابلة مع «سى إن إن» يقر بلير أن غزو العراق عام 2003 كان له دور فى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق ولاحقا الشام. فلدى سؤاله عما إذا كان الغزو هو السبب الرئيسى لظهور داعش، الذى يسيطر فى الوقت الحالى على مناطق واسعة فى العراق وسوريا، أجاب بلير بأن هناك «جوانب من الحقيقة» فى هذا الأمر، لكنه قال أيضا أن داعش ولدت من رحم تنظيم «القاعدة فى سوريا» وليس من «تنظيم القاعدة فى العراق» فهل هذا حقيقي؟ الإجابة: لا.

ففى الواقع لم يكن لتنظيم «القاعدة» وجود قوى لا فى العراق أو سوريا قبل الغزو الأمريكى البريطانى للعراق. ولم يبدأ تنظيم «القاعدة» فى الظهور فى العراق إلا بعد سقوط صدام حسين، وتفكيك الجيش العراقى الذى ترك فراغا أمنيا استغله تنظيم «القاعدة» الذى جند ضباط سابقين بالجيش العراقى أصبحوا لاحقا مخططين إستراتيجيين بارزين فى التنظيم.

كما عززت «القاعدة» نفوذها وسط الكثير من العراقيين السنة بعد تغيير بنية النظام السياسى العراقى وتشكيل الشيعة للحكومة العراقية وتقربهم من إيران بحكم الروابط الطائفية والتاريخية والسياسية. وساعد على صعود «القاعدة فى العراق» بزعامة أبو مصعب الزرقاوى أن أطرافا إقليمية عديدة كانت مصممة على عدم استفادة إيران من إطاحة صدام، فبدأت تلك الدول فى دعم وتمويل وتسليح جهاديين وسلفيين وقبائل سنية وبعثيين من أجل إفشال مؤسسات الدولة العراقية الجديدة.

وهكذا بدأت «القاعدة فى العراق» تتبلور منذ عام 2006، أى بعد ثلاث سنوات من الغزو، كمشروع مضاد لشيعة العراق وإيران، باستخدام الجهاديين والبعثيين. وفى كتابه «الإعلام السوداء: صعود داعش» يحكى الكاتب الأمريكى ومراسل الحرب البارز جوبى واريك كيف جاء الزرقاوى من قاعدته فى أفغانستان إلى العراق بـ»تكليف محدد» وهو إنشاء فرع للقاعدة فى العراق. ويقول واريك إن الزرقاوى وجد «حلفاء أقوياء راغبين فى مساعدته لتحقيق هدفه»، أعطوه عندما وصل إلى العراق الأسلحة والأماكن الأمنة، والعناصر الجاهزة للتجنيد، والأموال والمعلومات الاستخباراتية، وأنه برغم أن الكثير من هؤلاء الحلفاء الاقوياء كانوا اصدقاء لامريكا عموما، إلا أنهم كانوا ضد نتائج غزو العراق وأرادوا تغيير التطورات على الأرض بأى ثمن حتى إذا كان التحالف مع «القاعدة» وتمهيد الأرضية لها فى العراق.

من رحم «القاعدة فى العراق» خرجت «الدولة الإسلامية فى العراق» بزعامة أبو بكر البغدادي، ومنها خرجت العناصر الجهادية التى توجهت إلى سوريا لاحقا وشكلت «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» أو «داعش». فمع اندلاع الاحتجاجات فى سوريا، بدأ البغدادى فى إرسال مئات العناصر المدربة من العراق بدءا من اغسطس 2011 لتكوين نواة للقاعدة فى سوريا بقيادة أبو محمد الجولانى الذى بدأ بدعم من القاعدة فى العراق تجنيد وتدريب وتمويل جهاديين فى سوريا منتمين لتنظيم القاعدة الأم.

بعبارة أخري، على النقيض مما قاله بلير، القاعدة فى سوريا ولدت من رحم القاعدة فى العراق ولم يكن من الممكن تمددها وتسليحها بدون الموارد الكبيرة التى حصلت عليها من مركزها وشريانها الأساسى فى العراق. ومحاولة بلير نفى دور الغزو الأمريكى البريطانى للعراق فى صعود القاعدة والجماعات الجهادية المتشددة فى المنطقة هو تعتيم أو تواطؤ. وكل هذا يجعل الأعتذار المنقوص بلا قيمة أخلاقية أو سياسية أو تاريخية.

كذلك اعتذر بلير عما وصفه بأخطاء فى التخطيط والاستعدادات لمرحلة ما بعد الإطاحة بصدام وخطأ الأدلة الاستخباراتية التى استخدمت للتبرير للحرب، لكنه اعتبر أن القرار الرئيسى بشن الحرب «صحيحا»، قائلا: «من الصعب أن أعتذر عن الإطاحة بصدام. اعتقد أنه حتى اليوم فى العام 2015 فإن عدم وجوده أفضل من وجوده». فهل هذا حقيقي؟ الأجابة لا. ليس لأن صدام كان حاكما جيدا. صدام قتل عشرات الالاف من العراقيين بالأسلحة الكيماوية والتقليدية، لكنه فعل هذا وسط صمت وتواطؤ غربي. لكن أيضا منذ إطاحة صدام، قتل فى العراق منذ الغزو الأمريكى البريطانى 2003 وحتى اليوم ما بين 500 ألف إلى 600 ألف شخص. ولا يزال العراق يعانى حتى اليوم من انهيار أمنى وتدهور أقتصادى وعدم استقرار سياسى واحتقان طائفي. وفى كل استطلاعات الرأى فى العالم حول سعادة الشعوب ومستوى الحياة والخدمات والأمن، تجد العراق فى أدنى السلم العالمى رغم الثروات الكبيرة التى يتمتع بها. وفى استطلاع أخير للرأى أجراه مركز «جالوب» لإستطلاعات الرأى العام، كان الشعب العراقى «أكثر الشعوب تعاسة» فى العالم حيث يعانى من الحزن والقلق والخوف والغضب وعدم الثقة فى المستقبل.

ثم يقول بلير فى أعتذاره: «لقد حاولنا (الغرب) التدخل عبر نشر جنودنا فى العراق. ثم حاولنا التدخل من دون نشر الجنود فى ليبيا. ثم حاولنا عدم التدخل على الإطلاق باستثناء المطالبة بتغيير النظام فى سوريا. ولا يبدو لي... بأن السياسات اللاحقة، فى ليبيا وسوريا، قد أعطت نتائج أفضل». بعبارة أخرى يدافع بلير عن الفشل فى العراق بقوله إن هناك فشلا أيضا فى ليبيا وسوريا برغم اختيار مسارات مختلفة. فهل هذا حقيقي؟ الإجابة لا. فأسباب الفشل فى ليبيا وسوريا هى نفس أسباب الفشل فى العراق، وهى أن هناك قوى دولية وإقليمية لم تكن مرتاحة لما يحدث على الأرض فقررت الاستعانة بجماعات سلفية وجهادية بدءا من القاعدة وجبهة النصرة حتى داعش وأحرار الشام من أجل ضمان مصالحها الأقليمية فى شرق أوسط شديد التقلبات بسبب الصراع الاقليمى العنيف.

فلم يذكر بلير فى أعتذاره كلمة عن التأثيرات الأقليمية لغزو العراق. لكن الأثر الإقليمى الأكثر وضوحا هو الصعود الإقليمى الإيراني. وفى هذا الصدد يقول الأكاديمى البارز المتخصص فى الشرق الأوسط محسن ميلانى إنه لفهم كل ما يحدث فى الشرق الأوسط اليوم من حروب بالوكالة يجب العودة إلى عام 2003 عندما عزت أمريكا وبريطانيا العراق. فحرب أفغانستان كانت «حرب الضرورة»، لابد منها كرد فعل بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، لأنها كانت تحت حكم طالبان ولأن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن كان يعيش فيها. لكن حرب العراق كانت «حرب اختيارية»، فلم يكن للعراق إى صلة بـ11 سبتمبر ولم يكن على أمريكا غزو العراق لكنها غزتها.

هذا الغزو لم يغير فقط كل المعادلات فى الشرق الأوسط، بل والعالم. ويقول ميلانى إن الغزو الأمريكى للعراق ترتب عليه نتيجتين كان لهما تداعيات هائلة. النتيجة الأولى أن سنة العراق وهم نحو 20% من السكان لم يعودوا يحكمون العراق. فبعد الغزو أصبح الشيعة هم القوى الحاكمة فى العراق لأول مرة فى تاريخها وهذا ما لم يستطع السنة العراقيون أو دول الخليج هضمه.

وكان سبب المخاوف الإقليمية أن العراق عندما كان تحت حكم السنة كان «المعقل الأخير» أمام تقدم إيران نحو امتداداتها الشيعية فى سوريا حيث العلويون ولبنان حيث الشيعة. لكن بسقوط العراق فى فلك النفوذ الإيرانى أصبح «الهلال الشيعي» الذى حذر منه بعض الحكام العرب حقيقة قائمة. فالعراق تاريخيا بالنسبة لإيران إما «حائط صد» وأما «ممر عبور». امريكا وبريطانيا بعد الغزو حولتا العراق إلى «ممر عبور» إيراني.

ويتابع ميلانى موضحا:»لقد فعلت أمريكا لإيران ما لم يستطع الخمينى نفسه فعله لإيران وهو التخلص من صدام». فأمريكا أزالت أكبر عدوين لدودين لإيران على مدى الثلاثين عاما الماضية وهما صدام وطالبان. فبإزالة طالبان سمحت لإيران بمد نفوذها إلى افغانستان ووسط أسيا. وبإزالة صدام تحولت العراق، الدولة العربية الكبيرة، إلى حليف قوى لإيران بدلا من عدو، وهو ما فتح الباب أمام التصعيد الأقليمى الحالي.

من جهة أخرى يحاجج الكثيرون بلير أن الغزو الامريكى البريطانى للعراق مسئول أيضا عن الـ250 ألف قتيل فى سوريا. فلو لم يقع العراق فى المدى الإيراني، ما استطاعت طهران مد النظام السورى بالمساعدة العسكرية والمالية التى أطالت بقاءه، عبر أراضى العراق الذى صار همزة الوصل بين إيران وسوريا عبر مستشارين ومقاتلين وأسلحة إيرانية تمر بدون أن عوائق. إلى جانب ذلك، طبقت دول إقليمية معادلة «سوريا مقابل العراق» بعد فترة قصيرة من الأحتجاجات فى سوريا وهو ما أدى إلى تحول الاحتجاجات فى سوريا إلى حرب بالوكالة. وبحسب ما قال مصدر غربى مطلع لـ»الأهرام»:الكثير من الدول العربية التى تحمست لإطاحة بشار الأسد حركتها الرغبة فى نزع الورقة السورية من يد إيران بعد نيلها الورقة العراقية. فالورقتان السورية والعراقية فى يد إيران كان فوق احتمال الكثير من الدول العربية». وكان رهان هذه الدول أن الأسد سيذهب كما ذهب غيره ممن أطاحهم الربيع العربي، لكن هذا لم يحدث وبدأت دول وجمعيات ورجال دين فى تمويل ودعم جماعات جهادية فى سوريا حتى انفتح الصراع إقليميا ودوليا وبات الأعنف والأكثر تعقيدا فى كل الشرق الأوسط.

ربما يمكن القول أنه بدون وجود نظام عراقى حليف لإيران لسقط نظام الأسد وتم تلافى مقتل ربع مليون سورى بين مدنى وعسكرى فى المواجهات بين النظام والمسلحوين والجهاديين. لكن هذا لا يعنى أن عددا مماثلا لم يكن ليسقط فى حرب تطهير عرقية وطائفية (تماما كما حدث فى العراق) لو سقط النظام السورى عام 2011 كما كان يأمل الغرب ودول إقليمية عديدة.

سيقول الكثيرون لبلير بعد اعتذاره المنقوص أيضا إنه بدون غزو العراق، لما أصبحت المسألة الكردية بنفس الإلحاح، ولما قتل آلاف الأكراد فى العراق وتركيا وسوريا على يد السلطات المركزية أو داعش لإنهاء احلامهم فى دولة كردية. وسيقولون إنه بدون غزو العراق لما بات الاحتدام الطائفى بين السنة والشيعة بهذا العنف.

لقد قرأت الصحف البريطانية اعتذار بلير على أنه محاولة استباقية منه للدفاع عن نفسه قبل صدور تقرير شيلكوت، وأنتقدت الأغلبية «سيرك» بلير الذى سيبدأ من أجل تبرئة ساحته. يريد بلير أن يغسل يديه من دماء مئات الآلاف فى المنطقة باعتذار يجهل ويتجاهل كارثية الملفات والجروح التى فتحها هذا الغزو على أبناء المنطقة من عرب وأكراد وشيعة وسنة ومسيحيين ويزيديين وأرمن وتركمان ونساء ورجال وأطفال ودول ومجتمعات. هذا ليس اعتذارا، إنما محاولة للتنصل من المسئولية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق