رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

صورة وحكاية
التعليم فى جنوب إفريقيا .. ضحية العنصرية

هــدير الزهــار
«التعليم الجيد هو أمضى سلاح يمكن أن يستخدم لتغيير العالم» .. إنها كلمات الزعيم الراحل ورئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، والذى حاول من خلال كلماته أن يوضح لشعبه مدى أهمية العلم والتعليم فى مواجهة وتغيير العالم ..

ولكن لم يدرك مانديلا أنه سيأتى يوم يكون التعليم فى بلاده ثمنه باهظا جدا إلى حد يجعل الطلاب غير قادرين على دفع ثمنه، ولكن يبدو أن روحه الثورية والمناضلة لاتزال باقية بين أبناء وطنه مما جعلهم لا يستسلمون للأمر الواقع فخرجوا بالآلاف ليعلنوا احتجاجهم ورفضهم لقرارات الحكومة الأخيرة برفع رسوم التعليم الجامعى لتصل تكلفة العام الواحد فى كلية الطب لـ «٦٠ الف راند» أى ما يعادل «٤٥٠٠ دولار».

ومنذ منتصف الشهر الحالى شهدت عدة مدن بجنوب إفريقيا سلسلة من المظاهرات الحاشدة نظمها الآلاف من طلاب المرحلة الجامعية للاحتجاج على ما أقره البرلمان مؤخرا بموافقته على رفع رسوم التعليم الجامعي, وهو ما وصفه الكثيرون بأنه نوع من التعجيز وأن تطبيقه سيجبر الكثيرين من غير القادرين ماديا على الإنصراف عن التعليم, وهو أمر خطير سيؤدى إلى تراجع عدد الملتحقين بالجامعة. ومع تجاهل القيادات والمسئولين لمطالب الطلبة بإلغاء تلك الرسوم فقد ذهبت المسيرات إلى مقر الرئيس جاكوب زوما, وأخذوا يهتفون «نحن الطلبة نحلم بالتعليم المجانى .. لا نخشى الشرطة.. وسننتصر فى معركتنا»، وتحسبا لاقتحام الطلبة منزل الرئيس قامت عناصر من الشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع عليهم لتفريقهم ليأتى رد فعل الطلبة سريعا بإلقاء الحجارة عليهم لتبدأ الإشتباكات وموجة من العنف إنتهت بإعتقال ما يقرب من ٣٠ طالبا.

و فى حين تبرر الحكومة قرار رفع الرسوم بانه يرجع إلى انخفاض النمو منذ ركود عام 2009 مما أجبرها على وضع قيود صارمة على الانفاق وبالتالى لن تتمكن من توفير دعم للتعليم الجامعي، يرى عدد من المواطنين أن الأمر يعد تفرقة عنصرية غير مباشرة حيث أن رفع تكاليف التعليم الجامعى ستحول دون التحاق كثير من السود بالدراسة, وذلك لأن مظاهرعدم المساواة والتمييز العنصرى التى كانت سائدة على مدى عقدين حتى بعد انتهاء حكم الاقلية البيضاء لاتزال موجودة فمازالت الأسر من غير السود تحصل على دخل يزيد ست مرات عن دخل اسر السود..

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق