هذا المسرح ظل مغلقا لفترة طويلة يتم خلالها تجديده أو إصلاحه، وليبدأ منذ فترة قليلة فى استقبال عروضه.
العرض الذى أنا بصدده هو »غيبوبة« الذى كتبه محمود الطوخى، ويخرجه شادى سرور.
هنا العمل ـ تقريبا ـ يعتمد على البطل النجم، وأيضا الوحيد فى العرض، وهو الفنان أحمد بدير. أبدأ بفكرة المسرحية، وهى بالفعل فكرة جيدة عندما يصاب أحد الشباب بغيبوبة تستمر طوال عامين أو أكثر نتيجة رصاصة طائشة، وينجو من الموت وأيضا من الغيبوبة التى نام بسببها طوال هذه الفترة، وعندما أفاق كانت أمور كثيرة وقعت فى مصر.. وكانت الثورة والمظاهرات وغيرها، ثم حكم فئة على مقاليد الدولة.. وهكذا.
يفيق ولا يتذكر أيا عما حدث.. البعض ينتهز فرصة فقدانه الذاكرة لينصب عليه، والآخر ينتهز الفرصة ـ أيضا ـ ليكسب من ورائه.الفكرة بالفعل جيدة ونحن نشاهد خلال الأحداث ما تم لمصر فى الفترة الماضية ونشاهد الصراعات وأيضا الكثير من التغيرات التى أنقذ الله مصر فى النهاية منها.
إذن نحن بصدد ما يشبه المسرح التسجيلى ولكن من خلال فكرة وليس تسجيلا بغرض التسجيل.أحمد بدير قدم واحدا من أدواره الجيدة، خاصة ونحن لم نشاهده منذ فترة إلا فى أعمال للقطاع الخاص، والتى برع فى تقديم ما تحويه من كوميديا.هنا نحن إزاء كوميديا مختلفة قدمها أحمد بدير بحرفية الفنان المسرحى المتمكن من أدواته ومنها صوته.
أمامه أجد مجموعة من الفنانات الشابات وهن أو معظمهن لم أشاهدهن من قبل، ياسمين جمال فى دور الدكتورة، ونادية نجم، وإيمان الشرقاوى، وفاطمة الكاشف وهى إلى حد ما من الوجوه المعروفة.
أمام أحمد بدير لدينا الفنان محمد الصاوى ومحمد رضوان مع عدد كبير من الفنانين قدموا لنا فترة تراجع الأحوال المصرية بنجاح.
المهم أن النهاية يحاول من خلالها المؤلف محمود الطوخى أن يقدم لنا إفاقة مصر مما ألم بها لكن كان النص فى حاجة إلى مجهود أكبر. أيضا المخرج شادى سرور وهو من شباب المخرجين الواعدين كان فى حاجة إلى مجهود أكبر مما شاهدناه.
فى النهاية هى محاولة لتقديم مسرح يذكرنا بما تم للشارع المصرى ومحاولة الخروج من الأزمة والإفاقة من الغيبوبة التى أصابت مصر.