رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

منظمات الإرهاب بين تطابق الهدف واختلاف الديانة

شريف الغمرى
عدد كبير من الدارسين فى الغرب لظاهرة الإرهاب العالمى لاحظوا أن جميع منظماتها تتشابه إلى حد التطابق مع منظمات ظهرت فى مراحل تاريخية مختلفة.

وينتمى اعضاؤها إلى ديانات مختلفة وتتحدد قضيتهم الأولى فى رفضهم للمجتمعات التى نشأوا ويعيشون فيها، وإنعزالهم عنها ومعاداتها وإباحة دماء أفرادها، وفى أحيان كثيرة لا يتردد بعضهم عن الإقدام على الانتحار، بما فى ذلك الانتحار الجماعي، ومن أشهر هذه الجماعات جماعة «مانسون» التى ظهرت فى الولايات المتحدة، والذى أمر أتباعه بالانتحار الجماعى لكراهيته للمجتمع الذى يعيشون فيه فأطاعوه، والجماعة الأخرى وهى مسيحية، والتى نسف أفرادها المبنى الحكومى فى ولاية فلاديلفيا عام 1993، وقامت عقيدتهم على تكفير المجتمع حسب طريقة تفكيرهم، ورفض كل معتقداته وقيمه وأفكاره.

هذا التشابه جعل كثيرا من العلماء المتخصصين الذين لاحظوا أن تنظيم داعش وبعض المنظمات الإرهابية الأخرى المشابهة له تفكر وتتصرف بنفس الطريقة المنافية حتى لتعاليم ديانتها، مما جعلهم يتساءلون عما إذا كان قادة داعش، بكل أفكارهم وتصرفاتهم، يتعمدون تشويه صورة الدين الإسلامى ودفع الناس للنفور منه، خاصة أن أفكارهم وأفعالهم يحرمها الإسلام.

من بين الملاحظات التى سجلت لأفكار وأفعال داعش وأخواتها من المنظمات المشابهة ما جاء ضمن مقال افتتاحى لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وهى التصرفات التى طبقت فى مكانين متباعدين عن بعضهما جغرافيا، إحداها فى أقاصى آسيا والأخرى فى قارة إفريقيا، هذا المقال الذى نقل معلومات من إفريقيا يشير إلى ما ارتكبته جماعة فى مالى تطلق على نفسها إسم «أنصار الدين»، من إغتصاب للنساء والتعذيب واختطاف الفتيات والزواج بالإكراه. و«أنصار الدين» هى فى الأصل جماعة تعتبر جزءا من تنظيم القاعدة، وبعد أن خلقت وجودا لها فى مالى، حاولت أن تنشر عقيدة داعش هناك.

وقالت الصحيفة إن جماعة «أنصار الدين» مثلها مثل داعش لا تبغى شيئا أقل من طمس الحضارة وتدمير كل ما تمثله، بما فى ذلك المعتقدات الدينية.

ومن المعروف أن الإسلام أقام حضارة عظيمة انتشرت فى العالم، ونشرت إبداعات واسهامات علمائها الذين استفاد منهم العالم، خاصة أوروبا نفسها لذلك فإن عداءهم للحضارة بشكل واضح يجيب عن تساؤل الدارسين عما إذا كانوا يتعمدون تشويه صورة الإسلام.

ولا يختلف ما ارتكبه أعضاء تنظيم «أنصار الدين» من جرائم فى إفريقيا عما فعلوه فى آسيا، و هو ما رواه مراسلو صحيفة «نيويورك تايمز» من أفغانستان من إستيلاء من انضموا إلى تنظيم داعش هناك على معظم المنازل فى بلدة «باجه» فى شرق أفغانستان وسرقوا ونهبوا كل ما تحتويه هذه المنازل، وأحرقوا مقتنياتها وطردوا حوالى 80% من العائلات من بيوتهم ودفعوهم للفرار كلاجئين يعيشون فى مدينة جلال آباد.

ويروى أحد السكان ، وهو رجل فقير أنهم احتجزوه لمدة شهرين حتى يدفع لهم فدية 500 دولار، مقابل إطلاق سراحه بعد أن استولوا على كل ما يملكه، وهو عشرة من الماعز وبقرة واحدة.

ولاحظ الخبراء المختصون بظاهرة الإرهاب أن ظهور تنظيم داعش فى أفغانستان لم يكن نتيجة انضمام أعضاء جدد، لكنه جاء نتيجة حالات انشقاق داخل حركة طالبان، ترتب عليها تركهم الحركة وانضمامهم لداعش.

إن الوصف الذى قدمته الصحف وما شرحه الخبراء لتصرفات المنضمين إلى داعش فى أفغانستان فى آسيا ومالى فى إفريقيا، هى مجرد نماذج تنتهج نفس السلوك فى كل مكان يوجد فيه تنظيم داعش، خاصة فى العراق وسوريا، ومحاولة التنظيم الخروج عن حدود هاتين الدولتين، إلى مناطق إقليمية ينشر فيها عقيدته الدموية، والتى أصبحت فى نظر الجميع معادية للعقيدة الإسلامية، وتعمل على تشويه صورة الإسلام، وهو ما يجعلها توصف بأنها تيار منشق عن الدين الإسلامى وخارج عليه، حتى وإن حاول أن يتمسح به زورا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق