رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد الاهرام
اشراف : احمد البرى
عائدة من المحمية!

أكتب إليكم بألم وحسرة بعد عودتى من محمية رأس محمد بجنوب سيناء، حيث استولى البعض على منطقة التخييم الأولى فى المحمية المصنفة كحديقة وطنية،

 واستولى آخرون على منطقتى التخييم الثالثة والرابعة، بينما يتركون المنطقة الثانية أحيانا ويستولون عليها أحيانا أخري، وهذه المناطق من أجمل شواطئ المحمية، وتتميز بشعابها المرجانية القريبة جدا من الشاطئ، مما يجعل الوصول إليها سهلا وآمنا، لكنها مهددة الآن بالتلوث، حيث أنشأ من استولى على المنطقة الأولى مطعما ومخيما، وأنشأ الآخرون مخيمات، وتعد هذه الأنشطة انتهاكا للقانون 201 لسنة 3891، الذى يحظر إقامة أنشطة تجارية فى المحميات إلا بتصريح من الجهة المختصة وفقا للشروط والإجراءات التى يصدر بتحديدها قرار من رئيس الوزراء، ويجرم القانون الأنشطة التى ينتج عنها تلويث لبيئتها، وقد أدى نشاط الشخص المستولى على المنطقة الأولى وهى أجمل وأكبر مناطق التخييم وأنسبها للسباحة ـ إلى تلويث البيئة البرية والبحرية من خلال المخلفات الناتجة عن نشاطه، والتى تتناثر وتتطاير حتى تصل إلى البحر، ومنها الأكواب البلاستيكية وأطباق الفوم والمناديل الورقية، كما يلقى زبائنه أعقاب السجائر على الشاطئ وتجرفها الأمواج مما يؤثر سلبا على الشعاب المرجانية، كما يتسبب استخدام الزبائن الحمامات فى قتل ما يتراوح بين 05 و07 فراشة يوميا، حيث تغرق فى المياه التى تتجمع فى أرضية الحمامات التى ليس بها ميل يدفع المياه تجاه البالوعات، ويتم تلويث الهواء كل ليلة بإيقاد النار لعدة ساعات باستخدام كميات كبيرة من الأخشاب، وهو ما يؤدى لدخان كثير يتحرك لمسافات طويلة وفى اتجاهات عديدة، وعندما طلبت أنا وآخرون عدم إيقاد النار لتأثير الدخان السلبى على الحيوانات البرية والطيور علاوة على الزائرين أنفسهم، رفض من يتحكم فى المنطقة، وكان رده أن زبائنه «دافعين فلوس ويريدون النار»، بل وهدم المظلة التى أقامتها إدارة المحمية وفقا للمعايير البيئية المراعية لعدم قطع أو تشويه المنظر الطبيعي، وقام ببناء مظلة كبيرة شوهت منظر بانوراما البحر والجبل، وأنشأ مطبخين مما أدى إلى دخول حشرات لم تكن موجودة مثل الصراصير، ووضع تحت المظلة مجموعة من الكراسى والمناضد وإلى يمين المظلة وشمالها ينصب عددا من الخيام عندما يتوافد زبائن، كما استولى على منطقة أخرى على بعد خطوات فعل فيها الشيء نفسه، ويتم منع أى زائر خارج دائرة الزبائن من الجلوس تحت المظلة أو وضع أدوات التخييم الخاصة به، حيث يقوم بتأجير الخيمة بمائتى جنيه يوميا، كما يقدم الغداء لزائر اليوم الواحد بستين جنيها، ونتج عن هذا النشاط قدوم أعداد كبيرة من زائرى اليوم الواحد تزيد على مائة شخص لتناول وجبتى الغداء والإفطار يوميا، بالإضافة لمن يأتون للتخييم عدة أيام من الزبائن فى منطقة قدرتها الاستيعابية لا تحتمل ذلك، حيث يكتظ المكان بهم خلال الأعياد وشم النسيم ورأس السنة، ويتم دق ما يزيد على ثلاثين خيمة. هذا فيما يخص منطقة التخييم الأولي، أما المنطقتان الثالثة والرابعة فيحافظ من فيهما على نظافة المكان إلى حد ما، بينما يتسبب بعضهم فى تلويث الهواء بإيقاد النار ليلا لزبائنهم. وكان المكان سابقا ملكية عامة يأتى فيه بشكل فردي، ولا يمثل عبئا على المكان محبو الطبيعة ممن يحترمون قوانين البيئة، لكن تم حرماننا جميعا من التخييم فى هذه المناطق بعد استيلاء هذا الشخص وأشخاص آخرون عليها كلها وتعاملهم معها كأنها ملكية خاصة لهم، حيث وضع هؤلاء ـ أيضا ـ خيامهم ومعداتهم بشكل دائم، فأصبحت المناطق حكرا على زبائنهم، وبعض هؤلاء يكتفون بما يدفعونه لأصحاب المخيمات ولا يدفعون رسوم المحمية للمبيت لعدة ليال.

مها برنس ــ مذيعة بإذاعة الشباب والرياضة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق