سرطان الدم الميلودي من أشهر أمراض الليوكيميا التي تحدث نتيجة تكوين كروموسوم فيلادلفيا الناتج عن خلل في الكروموسوم9 والكروموسوم22, كما ينتشر أكثر بين الرجال, وتصل معدلات الإصابة بالمرض إلي1.5% بين كل100 ألف شخص سنويا, بمتوسط عمر40 عاما للمريض. ويمثل مرض سرطان الدم الميلودي المزمن15% من كل حالات سرطان الدم عند الكبار. وسعيا لتصحيح المفاهيم الخاطئة في المجتمع عن مرضي سرطان الدم قامت الجمعية المصرية لدعم مرضي السرطان بعقد ندوة في هذا الإطار, وإجراء استطلاع للرأي بين مختلف فئات المجتمع حول المفاهيم العامة للمرض بين المصريين.
ومن أهم نتائج الاستطلاع بين أكثر من3 آلاف مواطن ومواطنة عن طريق البحث الميداني ومواقع التواصل الاجتماعي:53% لا يعرفون أن هناك أنواعا مختلفة من الليوكيميا و47.5% لا يعرفون أنه يمكن السيطرة علي سرطان الدم المزمن بالعلاج الدوائي, و32.6% أكدوا أنه يمكن التعايش مع المرض من1-5 سنوات فقط, و56% أكدوا أن الإصابة بالمرض ثؤثر علي قدرة المريض علي العمل بنسبة50-75%.
ويقول د.حسام كامل أستاذ أمراض الدم بالمعهد القومي للأورام إن علاج سرطان الدم الميلودي المزمن شهد خلال الـ50 عاما الماضية طفرة طبية أسهمت في تحويله من مرض غير قابل للشفاء إلا بإجراء عمليات لزرع النخاع, إلي مرض من الممكن الشفاء منه باستخدام العلاجات الموجهة, مما يعد انطلاقة طبية في علاج الأورام بصفة عامة, وأورام الدم بصفة خاصة.
وقال إن أهم مواصفات هذا المرض أنه ينشأ عن تغير في جين واحد وهو جينBCR-ABL الذي ينتج عنه بروتين تيروسين كيناز, مما يجعل وظيفة الأدوية الموجهة سهلة حيث تقوم باستهداف هذا الجين الواحد فقط, وذلك علي عكس كثير من الأمراض الأخري التي تنشأ عن تغير في أكثر من جين, مما يحد من معدلات الشفاء.
وأوضح أن ظهور الجيل الثاني من العلاجات الموجهة رفع معدلات الشفاء بشكل كبير وغير مسبوق, وانخفض تعداد المرضي الذين يخضعون لعمليات زرع النخاع من34% إلي أقل من3% خلال الأعوام الخمسة الماضية.وأصبح بإمكان مريض سرطان الدم الميلودي المزمن لأول مرة التوقف عن العلاج, بفضل الفعالية الفائقة لتلك العلاجات ونجاحها في خفض نسبة اللوكيميا في الدم, مشيرا إلي أن ذلك يمثل خبرا سارا للسيدات اللاتي أصبن بالمرض في سن مبكرة ويسعين للإنجاب بعد الشفاء, إذا لم يكن بمقدورهن الحمل بسبب هذا المرض. وقالت د.ميرفت مطر أستاذ أمراض الدم بطب قصر العيني إنه لم يكن لهذا المرض علاجات فعالة حتي عام2000, وكانت عملية زرع النخاع هي الخيار الوحيد رغم نسبة نجاحها المحدودة مما رفع معدلات الوفاة, وبعد التوصل إلي العلاجات الموجهة الجديدة, اختلف الأمر فظهر الجيل الأول الذي منح المرضي أملا في العلاج, ليظهر الجيل الثاني الذي يعتبر نقلة نوعية في تاريخ علاج سرطان الدم. وأثبتت الدراسات أنه استطاع تحسين معدلات بقاء المرضي علي قيد الحياة بنسب تصل إلي90% والتحسن بشكل سريع مع المتابعة واستمرار تناول الدواء بدون الحاجة للدخول إلي المستشفي. أما الأعراض الجانبية فكانت غير مؤثرة تماما ولم تمنع أي حالة من الاستمرار علي العلاج, مشيرة إلي أن العلاج الجديد يجعل المريض قادرا علي ممارسة حياته الطبيعية. وأشارت د. ميرفت مطر إلي أن هناك علاجات حديثة جعلت سرطان الدم الميلودي من السرطانات التي من الممكن علاجها, وحولت المرض إلي مرض مزمن بعد أن كان مرضا خطيرا, والعلاجات الحديثة موجودة حاليا في مصر.
رابط دائم: