وموضوع المقاطعة للأعمال الفنية عموما لم يقتصر على السبكى وحده، بل شملت العديد من الفنانين أيضا، فما يهمنا هى تلك الحملة المقامة ضد السبكى اعتراضا على ما يقدمه من أفلام هابطة وتافهة وسطحية وبلطجة وعرى وأغانى مهرجانات ورقص مبتذل تقدمه راقصات من شوارع الهرم والملاهى الليلية، والمتاجرة بالعشوائيات إلى كل تلك الخلطة السبكية الشهيرة !
وكانت هذه هى حجة معارضيه فى عمل تلك الحملة، أما مؤيدوه فيرون أن أفلامه قد فتحت كثيرا من البيوت، وأنها أنقذت المهنة طوال سنوات الأزمة السابقة، وقت أن توقف الجميع باستثنائه عن إنتاج أى أفلام جديدة للسينما .
ومع احترامنا لهؤلاء المؤيدين إلا أنه لا يمنع بأن هذه النوعية من الأفلام وحتى إن كانوا ما يقولونه عنها صحيحا، فإنها تعتبر ميزة وحيدة بينما مساوئها عديدة، فهى التى أفسدت الذوق المصرى وساعدت على نشر العنف والبلطجة، وتغييب العقول، كما ساهمت أيضا فى انتشار ظاهرة التحرش عندنا بهذا الشكل المخيف، باختصار وكما يقولون عنها إنها قد أفسدت جيلا بأكمله .
ويبقى السؤال هل بعد كل ماسبق وقلناه نستطيع أن نقول إن الحملة قد نجحت ؟ فى الحقيقة إنها لم تنجح كما لم تنجح أى حملة مقاطعة من قبل! لأنه لا ينبغى أن يكون هناك أوصياء على أحد، وان كان كلامى ليس معناه أيضا أنها فشلت! والفشل هنا لم يكن بسبب الحملة وإنما لأن الجمهور الواعى هو الذى لم يقبل بمثل هذه النوعية من الفن الرديء فى بلد المفروض أنه صاحب التاريخ العريق من 100 سنة سينما , لذلك فقد قاطعها هو وحده من غير حاجة لتلك الحملة !
وفى الحقيقة لم اجد منذ فتره مثل هذه الفرحة العارمة من الناس لهذه الدعاوى ضد العائلة السبكية ومن المفترض أن لا نلقى عليهم العبء وحدهم فهناك ممن هما يجب مساءلتهم ايضا مثل الرقابة التى وافقت على كل اﻻعمال الهابطة الماضية كما يجب توجيه اللوم ايضا على النقابة والغرفة وكل من هو مسئول فى تلك الدولة فجميعهم يقع اللوم عليهم فيما وصل اليه الفن عندنا من حاله الهبوط العام وافساد الذوق واﻻخلاق واﻻداب والتقاليد العامة التى تربينا عليها وجاء هؤﻻء ليقضوا عليها وبالضربة القاضية ففقد الفن للوعى والى اﻻن مازال فى غيبوبته ينتظر غرفة اﻻنعاش التى يمكن ان تنقذ انقاذه وتعيد اليه وعيه.