رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حكاية ابن أختى

قرأت بالصحف عن عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببورسعيد الذى تحول الى ما يشبه

«الأخطبوط»، وذلك عندما وضع اسمه على ما يقرب من عشرة كتب وفرضها على طلاب معهده ليجنى من ورائها ملايين الجنيهات. وأن ذلك يكشف عن عوار خطير، ليس فى هذا المعهد فقط، وإنما فى كثير من معاهد الخدمة الاجتماعية بمصر... الخ ـ كما ذكر الخبر.

والحقيقة أن العوار ليس مقصورا على معاهد الخدمة الاجتماعية الخاصة والتى هى بمصروفات، بل إنه ينطبق على جميع المعاهد الخاصة ـ بل وكثير من الكليات النظرية المنتشرة بأرجاء المحروسة، فلم يعد لكثير من أساتذة تلك المؤسسات التعليمية هم سوى التربح وجمع المال جراء تجارة الكتب، ولم يعد هناك علم يدرس نهائيا، وأعتقد أن ذلك أحد الأسباب الرئيسية لانهيار التعليم بمصر وتذيلنا القائمة الدولية ـ بل والقارية، فخريجوها أقرب الى الأميين منهم إلى أنصاف المتعلمين، ولا رقابة على هذه المعاهد نهائيا وعمداؤها يفعلون ما يتراءى لهم، ولا عجب من أن نسمع عن كل معهد منها بأنه «عزبة» خاصة يديرها «أبونا العمدة» الذى هو العميد.

ويحضرنى هنا شخصان، الأول هو الواد إسلام ابن أختى، وإسلام هذا ما هو إلا مثل صارخ لما يدور بهذه ا لمعاهد الخاصة من ذلك العوار الخطير المذكور آنفا، فإسلام شاب لطيف خفيف الظل يميل الى اللعب واللهو أكثر من الجد والمذاكرة، وحين ظهرت نتيجة الثانوية العامة وجدناه فى منتهى السعادة بعد أن حصل على مجموع أقل من 60% وحينها أخبر والديه بأنه سيكتفى بتلك الشهادة ويبحث عن أى «شغلانه»، وبعد نقاش أقنعناه أن يلتحق بأحد معاهد الحاسب الآلى الخاصة برأس البر، يلتحق إسلام على مضض بذلك المعهد، وفى السنة الأولى لم يذهب إسلام الى معهده هذا سوى مرة أو مرتين فقط طوال العام، حينها اعتقدنا ـ بل تأكدنا ـ بأنه سوف يرسب، ولكنا فوجئنا بنجاحه فى جميع المواد التى لم يدرسها بالطبع ولم يعرف عنها شيئا نهائيا ـ بل إننى أتذكر حين داعبته ذات مرة فى أثناء فترة الامتحانات عما يقوم به من إجابات، فإذا به يخبرنى بأنه لا يعرف شيئا عن امتحاناته ولا مواده الدراسية، وأنه يتلقى اتصالا تليفونيا مساء كل امتحان من بعض أصدقائه يخبرونه أن لديه امتحانا فى اليوم التالى دون أن يعرف فى أى مادة سيؤدى فيها الامتحان، أسأله باستغراب: كيف ذلك؟! لتكون الإجابة هى ذلك العوار الخطير، فكل ما عليه هو أن يدفع مصاريف المعهد فى بداية كل تيرم دراسى بجانب شراء كتب أساتذة معهده، والباقى بالطبع عليهم (أى أساتذته)...!!!

أما الشخص الآخر الذى تذكرته، هو أستاذ من أساتذة الزمن الجميل، بل الجميل جدا، والذى قل أن يجود الزمان بمثله، هو أستاذى وأستاذ الأساتذة الدكتور؛ هاشم فؤاد ـ رحمه الله، ففى منتصف ثمانينيات القرن الماضى كنا طلبة بكلية طب قصر العينى، وكان الدكتور هاشم عميدا له وأستاذا لمادة «الأنف والأذن والحنجرة»، فقد كان يقوم بتأليف وطباعة كتاب مادته المقررة لطلبة البكالوريوس سنويا على نفقته الخاصة، وكنا نذهب لمكتبة الكلية لاستلامه مجانا، بكارنيه الكلية فقط دون أى مقابل مادى ولم يكن د. هاشم فؤاد يوزع كتابه المجانى على طلاب قصر العينى فقط، بل كان يوزعه على كل طلاب بكالوريوس الطب والجراحة بجميع كليات الطب بمصر مجانا أيضا، وكذا جمع د. هاشم فؤاد الأشياء الثلاثة النافعة التى بشر بها رسولنا الكريم فى حديثه الشريف (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فذلك الكتاب ما هو إلا صدقة جارية وعلم انتفع به الكثيرون من طلابه وتلاميذه الذين هم فى مقام أبنائه حيث يدعون له بالرحمة والمغفرة كلما تذكرنا كتابه هذا، إذن ـ شتان بين علم ينتفع به ـ مثل علم هاشم فؤاد ـ لا يقدر بمال، وعلم آخر الغرض منه التربح وجمع المال، وهو العلم الذى (لا يكيل إلا بالباذنجان)...!!!!

د. حسام الدين أحمد سلطان

بورسعيد

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 4
    صديق
    2015/10/14 09:33
    0-
    5+

    معاهد يتم الا لتحاق بها بما يقارب درجات الرأفة ومنها يتأهل القائمين بالتدريس فيها
    فهل تنتظر من ذلك املا او خيرا ياحبيبنا د.حسام؟!
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 3
    طارق عبدالمجيد كامل
    2015/10/14 04:33
    0-
    8+

    هكذا تكون أخلاق العلماء
    نشكر لكم مقالكم وليت علماءنا يتحلون بأخلاق العلم ويكون علمهم زخراً لهم يوم القيامة.
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 2
    سالم
    2015/10/14 03:03
    0-
    6+

    حقبقة واقعة
    المعاهد الخاصة هى سبوبة معروفة للأساتذة المنتدبين لهذه المعاهد فما بالك بسيادة العميد ولك الله يامصر
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    د/حسام سلطان
    2015/10/14 02:06
    0-
    7+

    وله طموحات أكثر
    شكراً لأستاذنا / البرى لنشر الكلمة ، وكل عام وجميع الإخوة بخير وسعادة بمناسبة العام الهجرى الجديد ( 1437هـ ) ...... لقد نسيت أن أذكر بكلمتى أن الواد إسلام ابن أختى له طموحات أكبر الآن ، وهى أن يحصل على درجة الإمتياز فى سنواته الباقية له بمعهده ليتم تعيينه معيداً به ...!!!
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق