رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

خبراء صينيون لـ «الأهرام»: السياسة الخارجية المصرية واقعية وتتوافق مع المتغيرات الدولية

بكين- سـامى القمحـاوى:
قال خبراء صينيون فى شئون منطقة الشرق الأوسط إن سعى مصر لتطوير علاقاتها الدولية وتنويع خياراتها، من خلال توجه سياستها الخارجية نحو الشرق، يتوافق مع المتغيرات الدولية والإقليمية، ويعبر عن واقعية شديدة لمتخذى القرار فى مصر، معتبرين أن هذا التوجه يساهم فى تحقيق الاستقرار والتنمية، ليس لمصر وحدها، ولكن لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل، حيث تمثل مصر ثقلا مهما فى المنطقة.

وشدد الخبراء الصينيون، فى تصريحات خاصة لـ«االأهرام»، على أن العالم اليوم يختلف عنه قبل نصف قرن، وأن فكرة التحالفات الدولية التى يصارع بعضها بعضا لم تعد مقبولة فى ظل الانفتاح الذى يشهده العالم، والعولمة التى أصبحت مسيطرة على جميع المجالات. وأكدوا أن توجه مصر نحو الشرق ساهم بشكل كبير فى تطوير العلاقات المصرية الصينية.

ففى تعليقه على توجه السياسة الخارجية المصرية نحو الشرق قال وو سى كه، مبعوث الصين السابق للشرق الأوسط، إنه توجه يعبر عن واقعية شديدة لمتخذى القرار فى مصر، وهو توجه صحيح وحكيم يتفق مع مصلحة مصر، وتحقيق الاستقرار والأمن فى المنطقة، فالسنوات الماضية كشفت عن أن الاستقرار والتنمية، ضروريان لتحسين معيشة الشعب، وتوسيع دائرة العلاقات يساهم فى تحقيق ذلك.

وأضاف وو سى كه أنه يتابع بسعادة ما تشهده مصر من تطورات إيجابية، حيث إنه صديق قديم ومحب لهذا البلد وللشعب المصرى، فقد بذل الرئيس عبدالفتاح السيسى جهودا كبيرة خلال فترة توليه السلطة، على جميع المستويات الداخلية والإقليمية والخارجية، فداخليا ظهر دفعه للاقتصاد المصرى، فكان إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة، وعلى المستوى السياسى بدأ الإعداد للانتخابات البرلمانية لتكتمل مؤسسات الدولة، وإقليميا يساهم فى حل بعض المشكلات، ويقدم رؤية واضحة لما تشهده المنطقة من قضايا ونقاط ساخنة، وهو دائما يدعو لمكافحة الإرهاب فى جميع الدول، حيث إن ظاهرة الإرهاب أكبر تهديد للمنطقة، ولدينا أمثلة على ذلك فى كل من سوريا وليبيا. ويرى مبعوث الصين السابق للشرق الأوسط أن العالم اليوم أصبح مختلفا عنه قبل نصف قرن، فنحن نعيش فى عصر العولمة الاقتصادية، والانفتاح فى جميع المجالات، والعلاقات بين الدول يجب أن تقوم على التعاون المفيد للجميع، ويجب أن تكون هناك نظريات جديدة للعلاقات الدولية تواكب التطورات التى يشهدها العالم. وشدد على أن فكرة وجود تحالفات دولية تواجه تحالفات أخرى لا يمكن أن تحدث الآن فى العالم، الذى يسعى إلى الانفتاح والتواصل والتعاون، ويجب أن تصب جميع الجهود فى هذا الاتجاه لمصلحة الجميع. وبوصفه مبعوثا سابقا للصين فى الشرق الأوسط، وخبيرا فى العلاقات بين القاهرة وبكين، أكد وو سى كه أن الصين تولى اهتماما خاصا لعلاقاتها الاستراتيجية فى جميع المجالات مع مصر، لأن بكين ترى أن للقاهرة دورا مهما فى منطقة الشرق الأوسط وفى المجتمع الدولى بشكل عام.

ويتفق وو يى هونج، الرئيس السابق لوكالة شينخوا فى الشرق الأوسط والباحث فى معهد الدراسات الدولية التابع لها، مع مبعوث الصين السابق للشرق الأوسط، فيرى أن توجه السياسة الخارجية المصرية نحو الشرق يتوافق مع المتغيرات فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأن هذه السياسة تناسب التوجهات الصحيحة لمصر، وتدعم عودتها بقوة لتقوم بدورها وتكون الدولة القائدة فى المنطقة، حيث إنها أكبر دولة عربية من حيث السكان والقوة العسكرية.

وأوضح وو يى هونج أن الانكماش الذى تشهده السياسة الاستراتيجية الأمريكية فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وتنامى ظاهرة الإرهاب فى عدد من دول المنطقة، والتفكك الذى حدث بمواقف دول المنطقة حول قضاياها منذ اندلاع ثورات الربيع العربى عام 2011، كلها عوامل ساهمت فى توجه مصر نحو سياسة خارجية تستطيع معها تنويع خياراتها، فكان توجهها نحو الشرق. وأضاف أن أكثر ما يهم مصر فى الوقت الحالى هو تنمية القدرة الاقتصادية للدولة، وتلبية متطلبات المواطنين المرتبطة بحياتهم اليومية، وتأمين فرص العمل، وكل هذه الأمور تحتاج إلى استقرار البلاد، الذى يفرض ضرورة أن تتمتع مصر بسياسات خارجية ثابتة، ومواقف مبدئية راسخة، وعلاقات جيدة مع أكبر عدد من الدول، لجذب الاستثمارات الأجنبية.

حول انعكاسات هذا التوجه للسياسة الخارجية المصرية على العلاقات الثنائية بين مصر والصين قال رئيس شينخوا السابق بالشرق الأوسط إن ما يربط الصين ومصر يمكن أن نطلق عليه المصير والمصالح المشتركة، فالعلاقات السياسية بين مصر والصين الآن فى أفضل حالاتها، وهى قوية وثابتة رغم ما تشهده منطقة الشرق الأوسط وما يحدث فى العالم من تغيرات، لأن البلدين لهما ظروف متشابهة، فالصين تحتاج إلى دعم معنوى وسياسى، بينما تحتاج مصر إلى دعم اقتصادى واستثمارات أجنبية، واعتبر وو يى هونج أن توجه السياسة الخارجية المصرية شرقا يؤكد تمسك مصر بالاستقلالية، وبمبادئها ورغبتها فى هدوء الوضع بمنطقة الشرق الأوسط، مع توصلها لحقيقة أن دول المنطقة يجب أن تتوحد لحل مشكلاتها بنفسها، لأن التدخل الأجنبى يعقد الأمور، وهذا ما تدركه دول المنطقة الآن بعد سنوات من المعاناة.

الدكتور تشانج هونج، العميد السابق لكلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية فى بكين، يرى أن التوجه المصرى نحو الشرق لحسن الحظ يصادف توجها صينيا نحو الغرب، والغرب بالنسبة للصين لا يعنى الدول الغربية، بل يعنى الدول الواقعة غرب الصين، من الدول العربية ودول آسيا الوسطى، وأن هناك اتجاها صينيا للتعاون المثمر مع هذه الدول. مشيرا إلى أن الصين تهتم جدا بتطوير هذه المجالات من التعاون مع مصر، وهناك برامج لترجمة عدد من الكتب والروايات المصرية إلى اللغة الصينية، لتعريف القارئ الصينى أكثر بمصر، كما يجرى العمل على ترجمة بعض الكتب الصينية إلى العربية. وأكد الدكتور تشانج هونج أن مصر والصين تدركان أهمية الاقتصاد لتحسين مستوى معيشة الشعب، وأن مصر تمضى نحو نهضة وطنية، وتسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية، وقد بدأت ثمار هذا السعى بإنجاز قناة السويس الجديدة، وقد اتبعت مصر خلال الفترة الماضية دبلوماسية خارجية محترفة، رغم وجود بعض التحديات التى تطلب التغلب عليها وقتا وصبرا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق