وقد أكدت اللجنة فى حيثياتها أن اكتشاف العالمين ذبذبات النيوترينوات غير من فهمنا كيفية عمل الجسيمات الداخلية للمادة وأثبت أنه أمر جوهرى بالنسبة لنظرتنا للكون، وأضافت اللجنة أن الاكتشاف سمح باستنتاج له انعكاسات كبيرة، مفاده أن النيوتروينوات التى اعتُبرت لزمن طويل مجردة من الكتلة، لا بد أن تتمتع بكتلة وإن كانت ضعيفة، واصفة الاكتشاف بالتاريخى. وقد كان من الصعب فى السابق رصد النيوتروينو حيث أنه من كل 10 مليارات نيوترينوات تمر عبر الأرض يتفاعل نيوترينو واحد مع ذرة من كوكبنا.
"تاكاكا كاجيتا " الذى ولد فى اليابان عام 1959 ويعمل كفيزيائى بجامعة طوكيو، قام باكتشاف الطبيعة المزدوجة للنيوترينو. أما الدكتور" آرثر ماكدونالد " المولود فى كندا عام 1943، والذى يعمل مديرا لمختبر النيوترينوات بكندا ، أكد أن النيوترينوات المنبعثة من الشمس لا تفنى فى طريقها إلى الأرض.
د. هدى أبو شادى أستاذ الفيزياء النووية وضحت لنا أن النيوترينو هو تصغير لكلمة نيوترون، والنيوترينو هو جزىء صغير الحجم يصاحب خروج الالكترون، وقد تم اكتشافه فى الثلاثينيات على يد الأمريكى "فولفجانج باولى" ، وفى النظريات القديمة لم يتم تحديد كتلة للنيوترينو لأن تفاعله مع المادة كان ضعيفا جدا ، كما أنه لا يحمل أى شحنة كهربية مما صعب من مهمة العلماء فى رصده، حتى شبهه البعض بالشبح ، لكن هؤلاء العلماء استطاعوا اكتشاف أن لهذا الجزئ ذبذبات واستنتجوا من ذلك أن له كتلة. وهذا الاكتشاف سيعيد صياغة قوانين النسبية والفيزياء الحديثة وبالتالى سيتبعه تغيير فى التطبيق العملى بعد تغير النظريات القديمة، ولهذا استحقوا جائزة نوبل فى الفيزياء لهذا العام.
وأشارت إلى أن جوائز نوبل فى الفيزياء اتجهت فى السنوات القليلة الماضية إلى فيزياء الجسيمات، حيث تم منح الجائزة العام الماضى عن اكتشاف " بوزون هيجز " وهو أحد الجسيمات المسئولة عن اكتساب المادة لكتلتها وقد استغرق اكتشافه مايقرب من خمسين عاما، وقد استغرق العلماء أيضا وقتاً طويلاً حتى استطاعوا اكتشاف النيوترينو، فالتجارب على اكتشاف النيوترينو استلزمت طاقة بلغت 10 تيرا الكترون فولت، وهى طاقة عالية جدا تحتاج تكنولوجيا وامكانيات ضخمة لم تكن تتوافر فى الماضى.