وتعاونت معه زوجته فى فلاحة الأرض بالأجر، وكانت الأسرة راضية بحالتها، ثم بدأ الأب يتعب شيئا فشيئا، وتنتابه الآلام من حين إلى آخر فى بطنه فكان يداويها بالمسكنات، ومهما تعرض للألم، لم يفكر لحظة فى ترك العمل، لكن حالته تفاقمت ولم يعد بمقدوره القيام والحركة كما كان يفعل.. فذهب إلى الطبيب وأجريت له الفحوص، وقد أظهرت أنه مصاب بورم فى الكبد منذ فترة ليست قصيرة، وحالته متأخرة.. ولم تجد زوجته أمامها حلا سوى أن تبيع أثاث المنزل، واشترت له كل الأدوية اللازمة، ولم يطل هذا الوضع إذ مات الرجل وترك رعاية الأسرة لها، وواصلت الأم رسالتها وحصل الأبناء على شهادات متوسطة، وتزوجت الابنة الكبرى ثم تلتها أختها وابنها الأكبر، وأخيرا تمت خطبة الابنة الصغري.. وقد تكالبت الأمراض على الأم ولا تقوى على بذل أى مجهود، ويبقى السؤال هل تجد ميادة من يأخذ بيدها ويساهم معها فى شراء مستلزمات الزوجية؟
صفاء عبد العزيز