ويمكن أن تثق بأن الدنيا بخير والسماء وردية، ولكن مع مرور الوقت بعد ساعة واحدة فقط، يمكن أن تكتشف ان هناك مشكلة، ويعد ساعتين يمكن أن تتولد مشكلة أخرى من المشكلة الأولي، ثم نتواصل مع مسلسل المشاكل التى تتحول بالضرورة إلى أزمات، فتشعر وكأنك تسير على رمال متحركة.. هذا ما حدث بالضبط مع منتخب الفراعنة الذى أرافق رحلته فى أبوظبى حاليا. ومع بداية الاجتماعات مع الشركة المنظمة بدأنا نشعر بأن شيئا غريبا يحدث، لأن الاجتماعات لا تتوقف، ولا أحد يريد أن يقول شيئا، إلا أن الابتسامات التى كانت طبيعية من وفد البعثة الرسمى فى البداية تحولت إلى مصطنعة، وأصبح حسن فريد نائب رئيس الاتحاد رئيس البعثة لا يجد وقتا ليأكل او يشرب أو ينام من كثرة التحدث فى الهاتف، حتى أننا إذا سألناه ونحن بجواره، لا يجد وقتا للرد، فيكتفى بالاشارة، وأحيانا يغضب، وأحيانا أخرى يبتسم، ومعه يقاسمه نفس المشاعر والمشاهد سيف زاهر عضو مجلس إدارة الاتحاد.
التدريب الأول للمنتخب تم بسلام، والثانى تم بسلام مساء أمس الأول، لكن الغضب كان باديا على وجه هيكتور كوبر، وبدأت تنتشر بينه وبين جهازه المعاون حركات الهمز واللمز والغمز أيضا، حتى وصلت إلى اللاعبين فرأينا ثلاثة منهم يتحدثون مع أحمد ناجى ويقولون له لا يجوز يا كابتن، لا يمكن ان نلعب مع منتخب صغار ؟ فتأكدنا أن هناك مشكلة وتأكدت هواجسنا التى كانت لدينا ونفاها بالأمس حسن فريد ووليد مهدى والتى بنيت على وقائع بأن منتخب السنغال الذى سيأتى هو المنتخب الاوليمبي، وفقا لما نشر على كلام حسن فريد قبل إلغاء المباراة بليلة قال هذا كلام غير صحيح، أنا لا أهتم إلا بحضور المدير الفنى للمنتخب الأول، والشركة أخبرتنا بأن المنتخب هو الأول مطعم ببعض لاعبى المنتخب الأوليمبي، ونفى لنا وليد مهدى نفيا قاطعا وتحدث متبرما وغاضبا إلينا حيث قال: لا اعرف من أين يأتون بهذا الكلام، هذه هى قائمة منتخب السنغال بيدى أنتم لستم غرباء هى الفريق الأساسى مطعم ببعض لاعبى المنتخب الأوليمبى مثلنا.
بالطبع فى اليوم الثانى كل شيء تغيرفبعد ان كانت مشكلة باسم مرسى مع الزمالك هى الوحيدة، كانت هناك مشكلة ثانية هى مشكلة الغاء المباراة، وبرغم تأكد المشهد من الصباح فى الإلغاء، إلا أن التوتر والارتباك كانا واضحين على البعثة وظل الصمت المختلط مع الدهشة هو العنوان الأبرز لتحركات وكلمات الجهاز الإدارى للمنتخب، والكابتن حسن فريد، وسيف زاهر، وكل الحضور، لكن المفاجئ أن وليد مهدى المنسق العام موقفه تحول بنسبة 100 % ، وبعد أن كان فى الأمس واثقا من إقامة المباراة، وحضور منتخب السنغال بشحمه ولحمه، أصبح يائسا غاضبا رافضا ما كان يدافع عنه بالامس. وقال ان البعثة السنغالية التى وصلت هى بالفعل بعثة المنتخب الاوليمبي، ومع ذلك ظلت المباحثات مستمرة حتى بعد منتصف الليل بين بعثة المنتخب وبين الشركة المنظمة، وبين منتخب السنغال، حتى أعلن القرار فى النهاية بالإلغاء.
وقبل ان نغادر هذه المشكلة وتبعاتها لابد ان نعلق على مشهد غريب يمكن تفسيره بأن واحد زائد واحد تساوى 3 و4 عند بعض مسؤولى الاتحاد، وهو المكالمة الهاتفية التى دارت بين قناة العاصمة وبين حسن فريد، وقد كنا بجانب حسن فريد وطلب من المعد أن يطلب من مقدم البرنامج الا يسأله أبدا عن قصة باسم مرسى مع مرتضى منصور، وأنه لو سأله عن تلك القصة سوف يغلق الهاتف.
وفى اليوم التالى وهو صباح امس بدأت مشكلة اخرى تطل برأسها وهى الخاصة بمباراة زامبيا فيدور الحديث عن مشكلة فى تأشيرات منتخب زامبيا، وتدور النقاشات حول مدى امكانية إقامة المباراة فى ابوظبى بدلا من دبي، وتتسرب الاخبار عن موافقة وترحيب أعضاء البعثة، ومع منتخب مصر دائما الاخبار تنتشر بالتسرب وليس بالاعلان، ولذلك تجعل الأرض خصبة للشائعات والاجتهادات، والافتراءات أحيانا. بدليل ان التسريبات التى خرجت من حسن فريد وأسامه نبيه مدرب مساعد المنتخب اكدت أن مباراة زامبيا فى أبوظبي.
إلا أن مساء أمس شهد تغيير ملعب المباراة ليقام فى استاد محمد بن زايد بالعاصمة أبو ظبى فى تمام السابعة مساء بعد غد (الاحد) بتوقيت القاهرة التاسعة بتوقيت الامارات
راحة يوم
من ناحيته وفى تعليقه على الموقف بعد إلغاء مباراة السنغال قال حسن فريد: إن المعسكر مستمر وإن التدريبات سوف تستمر إلا أن الجهاز الفنى لمنتخب مصر أعطى المنتخب راحة أمس، وأن الاجراءات قائمة لاعتماد مباراة زامبيا من الفيفا.
تدريب مركز
وكان الفريق قد أجرى تدريبا مركزا فى الملعب الفرعى لاستاد محمد بن زايد مساء امس الأول حضره عدد كبير من جماهير الجالية المصرية، وتعرض فيه باسم مرسى للاصابة فى سمانة القدم اليمنى حيث خرج على أثرها ولم يستطع اكمال الحصة التدريبية، فى نفس الوقت الذى غادر فيه محمود تريزيجيه لاعب منتخب مصر المحترف فى اندرلخت البلجيكى معسكر المنتخب عائدا إلى القاهرة لتلقى العلاج من اصابته بخلع فى الكتف.