ربما هذه الأم من المدرسة الكلاسيكية التى ترى أن مثل هذه الألوان أو النقوش تناسب الفتيات فقط وليس للجنس الخشن، وأن لها تأثيرا على شخصية الولد أو الشاب فيما بعد ومن ثم يجب عدم الانسياق وراء هذه الرغبة مستدعين نظرة المجتمع له ولهم، ولكن هناك اتجاه آخر يناصره فى الغالب الجيل الجديد من الأمهات التى ترى أنها تساير الموضة العالمية ولا ترى مشكلة فى اختيارات الابن، بل وقد تدفعه إلى مسايرة هذه الموضة، فقد انتشرت فى السنوات الأخيرة موضة الألوان الزاهية والفوسفورية وكان للشباب والرجال نصيب منها، فألوان كالسيمون والأحمر والوردى والبرتقالى والبنفسجى والفوشيا بدرجاتها المختلفة أصبحت أحدث صيحات للرجال والشباب فى الشورتات الملونة (وهى أحدث صيحة) أوالقمصان أو التى شيرت والمايوهات أوالبنطلونات أوالجاكيتات أو الأحذية، كما انتشرت النقوش مثل المشجر والمقلم والنجوم والمنقط وغيرها. وقد يضيف بعض الشباب بعض التقاليع مثل السلاسل أو الأساور الجلدية أو المصنوعة من الخيوط الملونة، أما الشعر الطويل فأصبح منتشر بشكل كبير بين الأطفال والشباب من الذكور سواء كان ناعم ومتدلى على وجوههم أو كان خشن فيتم تركه على طبيعته.
فإذا رأيت أحد الشباب أو الرجال يرتدى مثل هذه الألوان أو النقوش فلا تستغرب لأنها ببساطة »الموضة«
والسؤال المهم :هل لهذه الموضة تأثير على شخصية وسلوك أبنائنا من الذكور فيما بعد؟
توضح د. هبة محمد وجيه قطب أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية أن سن المراهقة يجب التعامل فيه بحرص مع أولادنا لذلك على الأم ألا تصر على رأيها وتمنع ابنها من مسايرة هذه الموضة لأن له حق الاختيار، والخطأ وارد ومقبول فى هذه السن كما أنها الطريقة الوحيدة التى يعبر بها عن نفسه من خلال اتباع الموضة فى كل شىء أسوة بأصدقائه حتى لا يكون مادة للسخرية وسطهم أو حتى يضمن أن يظل ضمن المجموعة لذلك عليها بالموافقة مادام أن هذه الموضة ليست مستنكرة أو محرمة. أما لو أصرت على منعه ستقابل إما بالرفض والتمرد إما بالقبول، ولكنه سيأتى بنتائج عكسية فيما بعد نتيجة إحساسه بعدم تحقيق احتياجاته ورغباته ولم يشبع منها، من ثم يبدأ فى تحقيقها ولكنها ستكون مستهجنة لأن وقتها قد فات.
وتشير إلى أن المجتمع هو من حدد طريقة استخدام هذه الألوان، مثل اللون البمبى للبنات واللون الأزرق للأولاد ومن ثم فهى ليست نصا دينيا مفروضا ولكنها قابلة للتغيير والتجديد إذا اتفقت المجتمع واتجاهاته على ذلك وبالتالى لا داعى للقلق، كما أن موضة الشعر الطويل التى انتشرت منذ سنوات وقوبلت بالاستنكار لفترة اعتاد المجتمع عليها كما أنها ثبت أن الرجال فى عهد النبى عليه الصلاة والسلام كانوا يطلقون شعرهم، وعليه على الأم أو الأب الذين يتشددون فى مظهر ابنهم أن يكونوا أكثر هدوءا واستيعابا له.