ولكى يمنع أيضا الضربات المتلاحقة التى يتلقاها القطاع من جميع الوزارات والهيئات دون رحمة أو شفقة..غير عابئين بخسائره التى تحملها صاغرا خلال السنوات الأربع الماضية.. وصباح السبت الماضى تقدم هشام زعزوع وزير السياحة بطلب بتشكيل وتفعيل المجلس الأعلى للسياحة.
كان هذا القرار الرئاسى مرجوا ومتوقعا فى ظل اهتمام الرئيس شخصيا برعاية ودعم كل أجنحة وأعمدة الاقتصاد المصرى..والتى تأتى السياحة على رأسها باعتبارها الصناعة الوحيدة المؤهلة والقادرة على تحقيق تنمية سريعة لتوافر بنيتها الأساسية من فنادق وقرى سياحية وشركات ومطارات وعمالة مدربة..علاوة أيضا على قدرتها على إمداد الدولة بالعملات الأجنبية.
ولعل هذا الاهتمام الرئاسى غير المسبوق.. كان السر وراء التفاؤل الذى كان باديا على وجه وزير السياحة عندما إلتقيته أمس الأول..فقد بدا مختلفا عن المرات السابقة التى حاورته فيها..وأصبح اكثر حماسا وأملا فى المستقبل.. فقد كانت كلمات الرئيس له حافزا لكى يدعو القطاع بجميع فئاته من عمال وسائقين ومرشدين وغرف سياحية بأن يكونوا على قلب رجل واحد من أجل عودة الحركة السياحية إلى تدفقها من جديد.
وكان استماع الرئيس واهتمامه بالعرض The Presentation الذى قدمه هشام زعزوع حول رؤيته للقطاع.. أثناء مشاركته فى اجتماع السبت الماضى بحضور رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وبعض الوزراء ومحافظ البنك المركزى..دافعا لكى يتقدم الوزير بطلب بتشكيل وتفعيل المجلس الأعلى للسياحة برئاسة الرئيس شخصيا.. وكان متأكدا من ان موافقة الرئيس ودعمه سيكونان القوة الدافعة لصناعة السياحة حتى تعود بالفائدة على الاقتصاد القومى وزيادة تدفق العملات الأجنبية على الخزانة العامة للدولة..والأهم من ذلك إتاحة فرص عمل لشباب مصر الذين يعتبرهم الرئيس ثروة مصر الحقيقية.
إذن هى حالة من التفاؤل تسيطر على قطاع السياحة بعد الاحباطات المتتالية التى تعرض لها خلال الفترة الماضية والتى لم تكن بسبب إنحسار الحركة السياحية فقط.. بقدر ما كانت انعكاسا لتعنت بعض الوزارات مع قطاع السياحة وتحميله أعباء هو فى غنى عنها بعد تراجع إيراداته إلى أدنى مستوى لها.. وليس أدل على ذلك من قانون الضريبة العقارية الذى تعتزم وزارة المالية تطبيقه على قطاع السياحة..وتعنت النقل النهرى مع الفنادق العائمة ورفضه منحهم تراخيص تشغيل، وتدخل المحليات وغرامات التأمينات وفوائد البنوك، وغيرها من الأمثلة التى تؤكد ضرورة وجود المجلس الأعلى للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية حتى يكون حكما بين الوزارات المختلفة والسياحة.
وهنا يؤكد وزير السياحة هشام زعزوع أن جميع الوزارات أصبحت الآن أكثر تفهما لمعاناة القطاع وأن الاجتماع الوزارى الأخير مع الرئيس عبدالفتاح السيسى..يمثل لحظة فارقة وبداية قوية لكى تكون السياحة على رأس الملفات التى تهتم بها الحكومة الحالية..مشيرا إلى أن الرئيس شدد على أهمية تنشيط قطاع السياحة وإستعادة التدفقات السياحية لمعدلاتها الطبيعية وطرح المزيد من الحزم التشجيعية والحملات الترويجية للأسواق العربية والأجنبية والداخلية أيضا..مضيفا أن جميع أجهزة الدولة حاليا تتكاتف لدعمها باعتبارها ركيزة أساسية للاقتصاد القومى، حيث تمثل 5.11% من إجمالى الناتج المحلى، ونحو 7% من الدخل من النقد الأجنبى، علاوة على إنها من الصناعات التى تحتاج لتشغيلها إلى عمالة كثيفة.. ويعمل بها حاليا أكثر من 7% من إجمالى القوى العاملة فى مصر.
وقال زعزوع إن الرئيس سيرأس بنفسه المجلس الأعلى للسياحة لتذليل جميع العقبات التى تواجه القطاع حتى ينطلق بحرية ويحصل على حقه الطبيعى من حركة السياحة العالمية..مشيرا إلى أن السياحة تتشابك مصالحها مع جميع الوزارات مثل المالية والخارجية والداخلية والبيئة والرى والكهرباء والطيران المدنى والتأمينات والمحليات والتعليم والنقل بجانب الجهاز المصرفي، وهنا ضرب زعزوع مثلا بتعاون وزير النقل معه فى إنهاء أزمة توقف الفنادق العائمة فى «هويس» إسنا بسبب انتهاء تراخيصها..مؤكدا انه بمجرد عرض الموضوع تليفونيا على وزير النقل أصدر توجيهاته الفورية لقطاع النقل النهرى بالسماح بتسيير الفنادق وتنفيذ البرنامج السياحى المتفق عليه.
لقد التقيت وزير السياحة وكانت لديه العديد من الأفكار غير التقليدية والتى طرحها بصورة متلاحقة.. مدفوعا بالاصرار على النجاح وإستخدام جميع الوسائل للعبور بالسياحة المصرية إلى بر الأمان..ولكن هذا الحماس لم يمنعه من أن يكون واقعيا عندما أكد أن السياحة لن تتقدم وتزدهر كما يأمل..إلا بتعاون الجميع والترفع عن المصالح الشخصية..وأن يصبح القطاع الخاص والحكومة يدا واحدة لاستعادة الحركة والبحث عن حلول للمشاكل التى تواجه القطاع..وطالب من الشعب المصرى بجميع طوائفه بأن ينضموا إلى كتيبته التى سيشكلها من أجل عودة الحركة السياحية.. وان يكونوا جميعا سفراء لتنشيط الحركة السياحية وتصدير صورة إيجابية للعالم عن مصر الجديدة التى سوف تتقدم إلى الأمام وتحقق التنمية المنشودة.. وطالب ايضا بأن يقوم شباب مصر بدوره عبر صفحات التواصل الاجتماعى بجميع أشكاله للتواصل مع سائحى العالم من أجل إبراز الصورة الحضارية للشعب المصرى.
هذه الحالة الايجابية التى تسيطر على حكومة المهندس شريف إسماعيل..تفرض على القطاع السياحى الخاص أن يبادر بدعم وزير السياحة هشام زعزوع وأن يعمل معه جنبا إلى جنب إعلاء لمصلحة الوطن التى تفرض على الجميع العمل ليل نهار من أجل تعويض الخسائر التى لحقت بالقطاع خلال السنوات الماضية..وتفرض على الشعب المصرى كله ان يدعم صناعة السياحة من خلال تعامله مع السائحين..بداية من سائق التاكسى والبائع فى البازار نهاية بمدير الفندق.. وأن يرفع الجميع شعار «هى دى مصر» This is Egypt..وهو شعار الحملة التى ستطلقها مصر قريبا بهدف إبراز الوجه الحقيقى للشعب المصرى صاحب الحضارات التى تضرب فى أعماق التاريخ..
صورة زنكوغرافية لما تناولته صفحات «سياحة وسفر» فى عددها الصادر بتاريخ 23 إبريل الماضى حول المجلس الأعلى للسياحة
احتفلت مصر الأحد الماضى بيوم السياحة العالمى وبجانب الاحتفال الرسمى الذى نظمته وزارة السياحة، فقد شهدت المقاصد السياحية المصرية احتفالات شعبية بجميع المحافظات شارك فيها المواطنين احتفاءا بصناعة من اهم الصناعات المصرية التى يمكنها ان تسهم فى نهضة اقتصادية شاملة لمصر.
[email protected]