وكان للذكاء المصرى دوره الإبداعى بصورة أبهرت العالم وبما حدا بقادة إسرائيل قاطبة إلى الإقرار بأن مفاجأة حرب أكتوبر كانت هى الجندى المصرى الذى تجاوز حدود التوقعات وصنع المعجزات التى لابد لها أن تنال ما هى جديرة به من تدوين وإشادة وتنويه. فى هذا السياق الجدير بالتبريز كانت عقبة كؤود راهن العدو على استحالة تجاوزها لأنها أشد وأكبر من خطى سيجفريد الألمانى وماجينو الفرنسي، اللذين شيدا فى الحرب العالمية الثانية، هذه العقبة كانت هى خط بارليف الذى أقيم على الضفة الشرقية لقناة السويس من بورسعيد شمالا إلى السويس جنوبا، وكان مؤلفا من 63 حصنا تتحدى محاولات اختراقها، وجرت مشاورات مع الخبراء السوفييت لكنها لم تثمر سوى حل واحد هو ضرورة استخدام القنابل الذرية لإزالة هذا الخط، بيد أن العقل المصرى مزج ما بين الإرادة والإدارة والعلم والعمل ليبتكر حلا أصاب توقعات العدو بدهشة أعجزته فأسقط فى يده، هذا الحل كان هو استخدام الطلمبات التى كانت ذخيرتها الفتاكة هى مياه قناة السويس التى جعلت هذه الحصون تنهار كأنها بيوت العنكبوت.. حرب أكتوبر إذن هى تاج من الفخار على رءوس المصريين، وقناة السويس التى كانت منذ شقها قاعدة اقتصادية عولمية تستمد أهميتها من قرارة الموقع وفذاذة الموضع صارت إبان حرب أكتوبر سلاحا استراتيجيا أسهم بفاعلية فى تحقيق نصر مؤزر، هذه القناة التى قال عنها العدو إنها عائق لا يمكن اجتيازه ستكون مجازا للانطلاق إلى المستقبل دون ريب.
سمير معوض