رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

التكيف «الخلاق» للنجاة من التغير المناخى

◀ أحمد مهدى
د. مجدى توفيق
تعتبر الدراسات العالمية والمحلية مصر من الدول المتوقع تأثرها بشدة بمردودات التغيرات المناخية، إذ تنعكس على شتى نواحى الحياة بمصر، ويعتبر انخفاض الأراضى بمنطقة دلتا النيل الأكثر تعرضا للخطر من أى آثار أخرى، نظرا لارتفاع مستوى سطح البحر، الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

تلك حقائق تناولها العديد من الدراسات التى أكدت حساسية مياه نهر النيل لتغير المناخ. فمن الواضح أن منطقة شرق النيل (عطبرة والنيل الأزرق) حساسة للغاية للتغير فى هطول الأمطار، سواء كانت إيجابية أو سلبية، إذ إن زيادة قدرها 10% فى حجم هطول الأمطار، تؤدى إلى زيادة 36% فى تدفق المياه فى الخرطوم، كما أن انخفاض قدره 10% فى حجم هطول الأمطار يؤدى إلى الحد من تدفق 31%.

كما تتأثر حساسية تدفقات مياه النيل، وتنوع الأنواع، من التغير فى درجة الحرارة، الذى يسبب التغييرات المقابلة فى التبخر.

أما المناطق الساحلية والبحيرات الداخلية فى مصر فهى عرضة لآثار تغير المناخ؛ ليس فقط بسبب الآثار المباشرة لارتفاع مستوى سطح البحر، ولكن أيضا بسبب الآثار المحتملة للتغيرات المناخية على الموارد المائية، والموارد الزراعية، والتنوع البيولوجي، والسياحة والمستوطنات البشرية, خصوص منطقة دلتا النيل، التى تشكل الأراضى الزراعية الرئيسة فى مصر، التى تستضيف أكثر من ثلث سكان البلاد.

وهناك أيضا تسرب المياه المالحة، وتأثيراتها المحتملة على الأراضى الرطبة، ونوعية المياه الجوفية فى المنطقة الساحلية، إذ لا يمكن تجاهلها خصوصا فى المناطق المنخفضة على طول الساحل المتوسطى لمصر، الذى يؤدى بدوره إلى اختفاء الكائنات الحية فى المياه العذبة، وتدهور تنوع الأراضى الرطبة.

هذا كله رصده الدكتور مجدى توفيق أستاذ البيئة المائية بكلية العلوم بجامعة عين شمس، فى دراسته حول «طرق تكيف وتخفيف آثار تغير المناخ على مصر وخاصة التنوع البيولوجي».

وأوضح أن غبار الصحراء، وموجات الحرارة المرتفعة، تؤثر تأثيرا خطيرا على إنتاج الأراضى الزراعية، والصحة العامة، وأن زيادة كثافة وتواتر العواصف البحرية سوف تؤدى إلى زيادة مخاطر حوادث النقل، والمخاطر الصحية.

ويؤثر تغير اتجاه الريح والنمط الحالى لتيارات المياه الساحلية تأثيرا خطيرا على الحيوانات البحرية، وفق الدراسة، علاوة على انخفاض هطول الأمطار على المنطقة الساحلية للبحر الأحمر، والتغيرات فى نمط النوات المعروفة فى الإسكندرية، وزيادة معدلات وترددات عواصف الغبار، ودرجة الحرارة السائدة، وكلها أمثلة قليلة للملاحظات المسجلة على تغير المناخ فى المناطق الساحلية.

ويشمل أثر تغير المناخ على أشجار القرم والشعاب المرجانية فى البحر الأحمر «ابيضاض المرجان» بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وفقدان الموائل، وكذلك فقدان التنوع البيولوجي، وبالتالى تدهور مصائد الأسماك والسياحة، فضلا عن الحد من التنوع النباتى والحيوانى فى درجات الحرارة العالية والبيئة الجافة جدا.

ويوضح الدكتور مجدى أن مثال ذلك ما حدث فى جبل علبة وجبال جنوب سيناء، إذ زادت درجة حرارة الهواء فى جبل علبة نحو ثلاث درجات مئوية منذ بداية الستينيات، مما أدى إلى اختفاء بعض الأنواع النباتية الحساسة مثل أشجار زانبتس المتوطنة أسفل الجبال، وهذا أدى إلى تحرك كثير منها، إلى الأجزاء العليا من الجبال، نظرا لوجود درجات الحرارة المنخفضة، والرطوبة العالية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق