ويمثل المجرى المائى للقناة العائق الأول حيث يبلغ طوله 170كم ويصل عرضه إلى 200 متر، وأجنابه حادة الميل ومكسوة بالدبش والحجارة وحتى تعبره الدبابات البرمائية فإنه لابد من نسف أكتاف الشاطئ وتجهيز منزل ومطلع لكى تتمكن الدبابات البرمائية من النزول إلى الماء ثم الخروج منه إلى سيناء.. أما المانع الثانى فهو الساتر الترابى الذى أنشأته اسرائيل بارتفاع 25 مترا وبميل حاد مقداره 45 درجة، ويصل هذا الميل إلى 65 درجة فى بعض أجزاء الساتر ويستحيل عبور المركبات العسكرية إلا بإزالة هذا الساتر وفتح ممرات من خلاله.. أما العائق الثالث فهو خط بارليف المنيع الذى يعتبر أقوى خط دفاعى فى التاريخ الحديث، وينتسب إلى حاييم بارليف رئيس أركان الجيش الإسرائيلى وقت إنشاء الخط، وعن خط بارليف يقول حمدى الكنيسى المراسل الحربى خلال حرب أكتوبر فى كتابه «الطوفان» إن خط بارليف كان يتكون من ثلاثة خطوط متوازية بامتداد مجرى القناة:
الأول وهو الرئيسى عبارة عن حصون بعمق 12 كيلو مترا داخل سيناء ويليه الخط الثانى على بعد 5كم من الأول ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابط للدبابات والمدفعية، ثم يليها الخط الثالث وكان به تجهيزات هندسية أخرى وتوجد به احتياطات من القوات وبالإضافة إلى كل ذلك يوجد شبكة من المواسير المتصلة بخزانات مملوءة بمواد حارقة لتجعل سطح المجرى المائى مشتعلا.. وفى أقل من ست ساعات يوم السادس من أكتوبر عبر خير أجناد الأرض وأزالو الساتر الترابى بابتكار مصرى وهو مدافع المياه، وحطمت حصون خط بارليف، وحرروا مساحة كبيرة من أرضنا فى ملحمة شارك فيها كل أسلحة الجيش المصرى الجوية والبرية والبحرية.. ووقف العالم مبهورا بالأسود المصريين الذين قهروا كل الصعاب، وحطموا خط بارليف الذى قيل عنه إنه لا يحطمه إلا قنبلة ذرية وفى الجبهة السورية قام الجيش السورى بتحطيم خط «آلون» وهو حصون دفاعية أقامها الجيش الإسرائيلى لتثبيت احتلال مرتفعات الجولان السورية ويبلغ طول هذا الخط القوى 70 كيلو مترا وخاضت القوات السورية معارك ضارية فوق مرتفعات الجولان. وسيذكر التاريخ موقف الراحل الملك فيصل الذى قاد الموقف العربى لمؤازة مصر وسوريا وأوقفت الدول العربية ضخ البترول للدول التى تساند إسرائيل.. ودائما قوة العرب فى اتحادهم.
مهندس ـ السيد صقر ـ المطرية ـ دقهلية