وسعيا لخفض المخاطر المحيطة بهم تسعى الفرق البحثية فى العالم لإيجاد مسارات بديلة تقلل من مدة وجود الأطفال بالحضانات ومنها دراسة حديثة بفريق بحثى بالولايات المتحدة بقيادة د. سعيد عمر رئيس قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة بجامعة ميتشيجن ايست.
حيث أثبتت تجارب الفريق البحثى على مستوى الفئران من إمكان الاستفادة من الخلايا الجذعية الموجودة بالمشيمة وتحويلها معمليا إلى خلايا رئة وحقنها بالمولود المبتسر بما يسهم فى سرعة اكتمال نمو الرئة وتقليل فترة الوجود بالحضانة.
ويوضح د.سعيد إن الدراسة والتى مازالت فى مراحلها الأولى وتعتمد بشكل كبير على البحوث المتطورة فى مجال الخلايا الجذعية فمن المعروف أن تلك الخلايا والمتوافرة فى العديد من أعضاء الجسم مثل الأسنان والنخاع الشوكى كما تتوافر أيضا بالمشيمة والحبل السرى.
هذه الخلايا الأولية يمكن تحويرها وإكثارها معمليا إلى أى خلية وظيفية بالجسم مثل خلايا كبدية أو خلايا كلى ومن المأمول فى المستقبل أن يتمكن الإنسان من إنتاج أعضاء بديله لجسده اعتمادا على الخلايا الجذعية فى حالة تلف الأعضاء الأولية للجسم أن ضعف كفاءتها. ولعل ما يميز الخلايا الجذعية المستخرجة من المشيمة
كما يوضح د. سعيد هو أنها أعلى كفاءة وقدرة على الانقسام والتحور كما أن الجهاز المناعى للمريض لن يهاجم العضو الذى تم زرعه وبالتالى لن تكون هناك حاجة لمنح المريض مثبطات للجهاز المناعى مثلما هو الحال الآن مع عمليات زرع الأعضاء. وبالعودة للبحث فقد أظهرت التجارب التى أجريت على الفئران فاعلية زرع الخلايا الجذعية فى سرعة اكتمال الرئة.
ومن المتوقع البدء فى التجارب على البشر بعد 4 سنوات من الآن بعد استيفاء كل التجارب العلمية وإجراءات السلامة والأمان طبقا لاشتراطات التجارب السريرية على المرضى بالولايات المتحدة. وقد اشترك فى الدراسة10أطباء وباحثين فى علوم المناعة والهندسة الوراثية وأمراض الحساسية منهم باحث من جامعة جنوب الوادي. ويختتم د. سعيد عمر حديثه بضرورة الاهتمام بمثل هذه الأبحاث المستقبلية خاصة فى ظل ارتفاع عدد الأطفال المبتسرين فى مصر حيث من المتوقع أن تسهم أبحاث الخلايا الجذعية فى تحسين نوعية الحياة وتقليل المخاطر الصحية لأطفال الحضانات.