رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

وليد العناء!

حسنا فعل «الأهرام» عندما وقع عقد نشر كتاب »حوارات نجيب محفوظ« للأستاذ محمد سلماوي

، وكم يكون جيدا لو قام «الأهرام» بتجميع ما سطره الأديب العالمى فى نافذته بالأهرام «وجهة نظر» والتى كانت تنشر كل يوم خميس واصدارها فى مجلد واحد أو أكثر، فوجهات نظر صاحب نوبل تشتمل على حلول للعديد من المشاكل التى تعانيها مصر، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

الأولي: تلك النافذة التى كانت بعنوان »محكمة«.. وفيها يطرح مشكلة تكدس القضايا بمجلس الدولة مع بطء التقاضى لأربعمائة ألف قضية منظورة أمام محاكم مجلس الدولة حينها. ويضيف أن هناك أكثر من هذا العدد تنازل أصحابها عن الدعاوى الخاصة بهم لعدم مقدرتهم على ترف التقاضى المتمثل فى رسوم اقامتها، واتعاب المحامين، تاركين الأمر لله وحده وهو الحق، ولما كانت الدعاوى التى تنظر أمام محاكم مجلس الدولة، أحد طرفى الخصومة فيها هى الدولة نفسها فمن ثم يضيف كاتبنا .. كيف كان يتصرف الدكتور عبدالرزاق السنهورى «أبوالقانون فى مصر» لمعالجة هذا الموقف فى نهاية كل عام قضائى حال كونه رئيسا لمجلس الدولة، قبل اقالته!! أو تقديم استقالته!!.

الثانية: كانت عندما طالب محفوظ القادة العرب الذين أنعم الله عليهم بثروات النفط الهائلة بأن يقوموا من جانبهم، بتقديم السلاح فقط!! إلى مصر التى تحارب وتحامى نيابة عنهم بدماء شبابها فلقد قدمت ومازالت تقدم آلاف الشهداء من ابنائها فى حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل!! وحتى لا يكون ثمن هذا السلاح خصما من اقتصاد مصر المحدود والمنهك.

وهذا ما تحقق بعد أن قدمت السعودية والإمارات والكويت المساعدة التى طالب بها الأديب الراحل.

الثالثة: كانت عن ضرورة الاستفادة من طمى نهر النيل الذى حرمت منه مصر بعد احتجازه أمام السد العالى والذى تكونت منه أخصب تربة فى العالم سواء فى دلتاه أو واديه على مدار آلاف السنين وذلك باستغلال مفيض توشكي!! وغير هذا الكثير من النوافذ التى قدم محفوظ من خلالها وجهات نظر صائبة، ولا أنس ما خطه أديب نوبل عقب هزيمة يونيو المنكرة البريء منها جيش مصر، فإثر هذه الهزيمة حضر إلى القاهرة وفد روسى رفيع المستوى ضم على ما تعيه ذاكرتى الآن، حيث أبلغ من العمر 81 عاما، السيد «بودجورنى» رئيس اتحاد الجمهوريات السوفيتية و«اليكسى كوسيجين» رئيس الوزراء، و«اندريه جروميكو» وزير الخارجية، ونائب وزير الحربية الروسى لمعالجة آثار هذه الهزيمة المرة والأسباب التى أدت إليها، وكان منها عدم وضع القائد المناسب فى المكان المناسب وتركيز خزانات الوقود الخاصة بالطائرات والدبابات فى أماكن محدودة، وكانت الطامة الكبرى هى صدور أمر بانسحاب الجيش المصرى من سيناء ـ دون ترتيب ـ فكان انسحابا عشوائيا وكارثيا ـ عمته الفوضي، وقبل أن يغادر الوفد الروسى مصر وقع مع الجانب المصري.. معاهدة دفاع مشترك فتصدى أديبنا العالمى لهذه المعاهدة!! فكتب قصة قصيرة نشرها «الأهرام» وقتها على صفحة واحدة فقط!! بأسلوبه الرمزى الذى اشتهر به وبعنوان «وليد العناء»!! وكانت القاهرة تعيش فى ظلام دامس، ومؤدى هذه القصة أنه لا يحرر تراب الوطن من المحتل الغاشم إلا ابناء الوطن وهو ما تحقق تماما فى حرب أكتوبر 1973، وليت «الأهرام» يعيد نشر هذه القصة مرة أخرى وان كان قد مضى على نشرها أول مرة ثمانية وأربعون عاما!!. حيث لم أجدها فى أى من المجلدات أو الكتب التى صدرت عن إبداعات كاتبنا الكبير والتى أحوز أغلبها.

م ـ جرجس داود صموئيل

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق