رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كواليس الضربات الفرنسية على «داعش»

باريس: نجاة عبد النعيم
تباينت التفسيرات والتحليلات حول اختيار التوقيت وما حدث من ترتيبات واتفاقيات فى الكواليس بين القوى الدولية الكبرى فيما يخص بدء الغارات الجوية على داعش فى سوريا!..


و المقصود هل التنظيم الإرهابى الذى صنعه الغرب ام تفتيت سوريا والمزيد من الفوضى فى المنطقة؟..كلها تساؤلات طرحها ومازال يطرحها المحللون والمتخصصون فى شئون الشرق الاوسط بفرنسا، بل تحاول تفنيدها مراكز ابحاث عدة كل حسب انتماءاته واتجاهاته خاصة فى ظل الظروف الحرجة التى تواجهها فرنسا والاتحاد الاوروبى وما تقدره الاحداث من كتابة شهادة وفاة محتملة لمعاهدة «شينجن» فى ظل توافد ملايين من اللاجئين الفارين من مناطق النزاع،خاصة من سوريا.

فالرئيس الفرنسى فرانسوا اولاند اختار هذا التوقيت وهو خارج البلاد فى اثناء مشاركته فى الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة فى دورتها الــ 70 بنيويورك.

اضافة الى ان قصر الرئاسة الفرنسية الاليزيه سيشهد يوم الجمعة الموافق(2 اكتوبر)اجتماع قمة «نورماندي»بحضور قوى رباعية دولية مهمة..المستشارة الالمانية انجيلا ميركل،والرئيس الروسى فلاديمير بوتين،والرئيس الاوكرانى بيترو بوروشينكو،وفرنسا..بكل ما يمثله هذا اللقاء من توقعات محتملة تصب فى حجم التحالفات،والترتيبات.

 وفى غضون ذلك تواترعلى مسامع العالم ما قامت به القوات الجوية الفرنسية كخطوة تنفيذية بعد اكثر من اسبوعين من اعلان الرئيس فرانسوا اولاند اعتزام بلاده محاربة تنظيم داعش فى سوريا،وتم توجيه أولى الضربات الجوية لمواقع التنظيم الارهابي.

وهنا يشير المحللون إلى ان «داعش والقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية» تكوينات صهيونية امريكية تهدف فى الاصل الى هدم المنطقة العربية بأسرها وإعادة تشكيلها وذلك ضمن الخطة المعلنة من مخطط الشرق الاوسط الجديد.

والواقع ان بعض المحللين يذهب لتفنيد مايحدث فى سوريا ومن قبلها العراق وليبيا ومالى وغيرهم من الدول الإفريقية من ارهاب وتداعياته بترويع للآمنيين وتهجير للبعض الاخر..كونه حربا للمصالح مابين الكبار الذين لايدخرون جهدا لتطويع كل السبل..دين،فقر،بطالة والفساد وغيره.

 وقد لانغفل الاشارة الى ان مساندة الغرب للحكومات ببعض دول العالم النامى بالمنطقة،ادت الى تنامى الفساد وتعمقه فى جذور تلك المجتمعات واستشراء الفقر والبطالة والامراض الاجتماعية قبل الوبائية..النتائج كلها عوامل أسهمت اسهاما كبيرا فى سقوط هذه الدول تحت شعار الربيع العربي.

 وبالرجوع لموقف فرنسا الرسمى من ضرب داعش بسوريا والإصرار على استبعاد الاسد من خلال حكومة انتقالية تتكون من قوى المجتمع المدنى المعارض.اكد البيان الصادر عن قصر الاليزيه بمناسبة توجيهها اولى الضربات فى سوريا حرصها التام على مكافحة التهديد الإرهابى لتنظيم «داعش»وعلى انها عاقدة العزم لضرب كل من ستخول له نفسه تعريض امن البلاد القومى للخطر،مبررا..ان الفوضى السورية يجب ان تجد استجابة عالمية، كما يجب حماية المدنيين من جميع أشكال العنف الذى تتعرض له من تلك الجماعات الارهابية، ولم يغفل الاليزيه الاشارة الى ضرورة حماية الشعب السورى من القصف الجوي..والحاجة الملحة لإنشاء الانتقال السياسى بسوريا والذى تحتاج اليه اليوم أكثر من أى وقت مضي.

وفى حقيقة الامر ان مايحدث فى منطقة الشرق الاوسط قد لايغير جغرافية وسياسيات المنطقة ذاتها فحسب بل ستمتد تداعياته للضفة الشمالية للمتوسط.

فمع توافد وتدفق المهاجرين الجدد على حدود الدول الاوروبية سيفتح المجال لتغير جديد فى الهوية الاوروبية،رغم مااثبتته من تماسك امام ما لديها من ثقافات وديانات مختلفة سبق لها الاندماج  فى نسيجها، فإن القادمين الآن بما يحملونه من موروث ثقافى ودينى وعقائدى قد يؤثر سلبيا على الهوية الأوروبية مهما صمدت امام هذا التغير والذوبان.

بالاضافة الى ان اتفاقية الاتحاد الاوروبى ذاتها اصبحت مهددة،ومعاهدة شينجن الخاصة بحرية التنقل بين دول الاتحاد الـ28 دولة،قد وضعتها الاحداث الراهنة على المحك،وشهدنا خلافا حادا بين بعض الدول الرافضة لاستقبال المهاجرين اللاجئين،وبين الدول التى ابدت استعدادا،كفرنسا والمانيا والنمسا وغيرهم.

والجدير بالذكر أن فرنسا من ناحيتها اعلنت عن ترحيبها بقبول استقبال 30 الف لاجئ ذلك بالرغم من الانتقادات الحادة التى تواجهها الحكومة من المعارضة كون ان البلاد لديها مايقرب من 30 مليون مواطن ينتظرون ايجاد مسكن لائق ومدرجين على قوائم الانتظار.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق