تقول الدكتورة هبة: على الرغم من أن المنجنيز مادة مهمة، ويعد من العناصر الأساسية للنبات، وأيضا جسم الإنسان، إذ يحتاج منه يوميا إلى ما يعادل نحو 1.25 مللى جرام، وهو يحصل على تلك الكمية من تناول الحبوب والشاى، لكن الحصول عليه بنسب أعلى يسبب مخاطر كبيرة تتمثل فى حصول اضطرابات فى الجهاز العصبى، وقد يتطور الوضع إلى الإصابة بمرض الشلل الرعاش.
وتوضح أنه أُجريت دراسة على 69 عاملا، تم اختيارهم بشكل عشوائى من العمال المعرضين لأتربة المنجنيز فى قطاع التلبيد بصناعات الحديد والصلب، وتم إجراء مقارنة بين نتائج فحوصاتهم مع مجموعة أخرى مكونة من 31 عاملا من غير المعرضين لأتربة المنجنيز أو أى معادن أخرى.
وتضيف: تم إجراء فحوص لمعرفة مستوى المنجنيز فى الدم، واتضح أن عمال الحديد والصلب المعرضين لعوادم المنجنيز يعانون من اضطرابات بالجهاز العصبى والجهاز التنفسي، نتيجة تأثر وظائف الرئة من الأتربة التى تحتوى على أكاسيد المنجنيز والسيليكون والكبريت، بالإضافة إلى إصاباتهم المتكررة بالتهابات الأنف والعيون، فضلا عن ضعف جهاز المناعة لديهم بسبب انخفاض عدد كرات الدم البيضاء .
وتؤكد أن الخطورة تكمن فى أن زيادة نسبة المنجنيز التى تدخل فى جسم الإنسان، لا يمكن التخلص منها، وحينئذ يقوم الجسم بتخزينها فى الكبد وعضلة القلب والغدد الصماء، مثل الغدة الدرقية والبنكرياس والخصيتين، مما يجعل الانسان عرضة للأمراض.
وتشدد على أن عنصر المنجنيز مهم، ويخزنه الجسم فى الأنسجة والعظام، بجانب أنه يتركز فى الكبد والكلى، وأنه بالنسبة للنبات تأتى أهميته باعتباره عنصرا مهما فى عملية التحليل الضوئى، ولهذا يدخل المنجنيز فى معظم أسمدة النباتات من أجل اخضرار الأوراق، بالإضافة إلى أنه يدخل فى صناعات كثيرة مثل الصلب، خاصة صناعة الحديد غير القابل للصدأ. كما يدخل فى صناعة البطاريات الجافة والسبائك المختلطة مثل الألومنيوم والنحاس والمسامير وأدوات الحلاقة والصابون والشامبو والزجاج والسيراميك والمواد المطهرة للجروح ومساحيق التجميل.
وتقول الدكتورة هبة إن تعدد الصناعات التى يدخل المنجنيز كعنصر مهم فيها يؤكد ضرورة الاهتمام بالعمال الذين يقومون باتمام تلك الصناعات لحمايتهم من مخاطر تلك الأتربة، وكذلك أهمية اتباع الأساليب العلمية فى اتمام تلك الصناعات، واتباع المعايير البيئية فى حماية العاملين، والقائمين عليها.
ويُذكر أن أهم مواقع استخراج المنجنيز فى مصر، مناجم «أم بجمة» فى جنوب سيناء، وجنوب الصحراء الشرقية .