رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الجبل والفأر

تمخض الجبل فولد فأرا، الجبل هنا هو الولايات المتحدة الأمريكية بأجهزتها الإستخباراتية، ومعلوماتها الوفيرة المتعددة، وبمؤسساتها المسلحة المتفوقة، ومعداتها العسكرية فائقة التطور.

أما الفأر، فمجموعة من الأفراد السوريين، انتقتهم أمريكا وتبنتهم وتولت تدريبهم وتأهيلهم للقتال، وأمدتهم بالسلاح والأجهزة الفنية المتطورة اللازمة، لينضموا بعد ذلك إلى الفصائل السورية المعارضة، والتى تقاتل منذ أكثر من 4 سنوات، وذلك على أمل القضاء على وحدة سوريا، وتحقيق الحلم الأمريكى التركى بإقامة دويلات عربية منفصلة (وأول المستفيدين من ذلك بالطبع، إسرائيل).

أما ما آل إليه هذا الفصيل العسكرى الجديد، فهو أمر يدعو إلى الدهشة والاستغراب، علاوة على السخرية، إذ تخلى أفراد التنظيم بعد فترة وجيزة عما فى أيديهم من عدة وعتاد وسلاح وذخيرة لطرف آخر معاد هو جبهة النصرة، وتعد ذراعا من أذرع تنظيم القاعدة، وليس ببعيد عنا نشاطه الإرهابى العتيد الذى سبق وألحق الدمار والضرر بدول إسلامية وأوروبية، ولعل أمريكا من أشد الدول دراية به وتضررا منه جراء أحداث سبتمبر عام 1002، ومن المفارقات أنها كانت قبل ذلك بسنوات قليلة، وراء هذا التنظيم وإمداده بالسلاح والأموال إبان الوجود السوفيتى فى أفغانستان .

لذا.. فمن المؤكد أن كل من تولى مسئولية انتقاء أفراد هذا الفصيل السورى الصغير وتبناهم ودربهم وأهلهم للقتال وأمدهم بكل مستلزمات المعركة من سلاح وذخيرة ومعدات ووسائل اتصال وانتقال ...الخ، إلا وأصيب بخيبة أمل صادمة، وبالمثل قطعا أصيبت الإدارة الأمريكية.

أخيرا.. ليت فيما حدث ما يمكن أن تستخلصه القوة العظمى فى العالم، كدرس مستفاد حتى لا تقامر مستقبلا على أى حصان خاسر، كتحالفها فى الماضى القريب مع بعض قيادات الجماعة الإرهابية، وأيضا أن تنأى عن التآمر والتدخل وإلحاق الأضرار بدول أخرى من أجل مصالحها الذاتية وطموحاتها الهوجاء.

جلال إبراهيم عبد الهادى ـ مصر الجديدة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق