ولجأ الفلسطينيون لخيار التوجه للمنظمات الدولية والحصول على الاعترافات الدولية عقب ما وجدوه من صلف إسرائيلى أدى لإفشال المفاوضات وانهيارها فى أبريل ٢٠١٤، والتى استؤنفت برعاية أمريكية بعد ثلاث سنوات من التوقف فى يوليو ٢٠١٣.
رفع العلم الفلسطينى
ويمثل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رفع علم فلسطين إلى جوار أعلام ١٩٣ دولة عضوا على مقرات الأمم المتحدة فى نيويورك وجنيف وفيينا آخر سلسلة إنجازات الدبلوماسية الفلسطينية على الساحة الدولية.
وحاز القرار على موافقة ١١٩ دولة، ومعارضة ٨ دول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وأستراليا، و٤ دويلات صغيرة، وامتناع ٤٥ عن التصويت، ورعت مشروع القرار أكثر من٥٠ دولة من بينها مصر والسعودية والأردن والكويت وإيران والهند والبرازيل، وينص على قيام الجمعية العامة برفع أعلام الدول غير الأعضاء التى لها صفة المراقب فى مقرها وفى مكاتب الأمم المتحدة، وأن يكون لهذه الدول بعثات فى المقر، وطالب القرار الأمين العام للأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات الضرورية لتنفيذه خلال عشرين يوما من تاريخ اعتماده.
اليونسكو
ودشنت الدبلوماسية الفلسطينية طريقها نحو انتزاع اعتراف المجتمع الدولى بانضمامها عضوا كامل العضوية فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" فى أكتوبر ٢٠١١، لتصبح العضو الـ ١٩٥، حيث دعمت ١٠٧ دول الطلب ورفضته ١٤ دولة، فى حين امتنعت ٥٢ عن التصويت الذى جرى فى مقر المنظمة بباريس بمؤتمرها العام الـ٣٦.
دولة مراقب
وفى ٢٣ سبتمبر ٢٠١١ بدأت حملة فلسطين ١٩٤، إشارة إلى أن تصبح فلسطين العضو ١٩٤ فى الأمم المتحدة، والحصول على اعتراف دولى بحدود ما قبل ١٩٦٧، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، لكنها فشلت فى الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة بعدما تقدم الرئيس الفلسطينى محمود عباس بالطلب للأمين العام، حيث لم تحصل على الأصوات التى تضمن لها العضوية، بالإضافة لتهديد الولايات المتحدة باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد العضوية الكاملة.
وفى يوم ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢ الذى يوافق اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها السابعة والستين على الاقتراح الذى تقدم به ممثل فلسطين بالأمم المتحدة لمنح فلسطين صفة دولة غير عضو فى الأمم المتحدة، وأيدت القرار ١٣٨ دولة، وعارضته ٩ دول، وامتنع عن التصويت ٤١، وتغيبت ٥ دول.
وأتاح القرار ترقية مرتبة فلسطين من كيان غير عضو إلى دولة غير عضو كما الفاتيكان، وتمكن الصفة الجديدة لفلسطين الانضمام للمنظمات الدولية.
الجنائية الدولية
أعلنت المحكمة الجنائية الدولية فى الأول من أبريل ٢٠١٥ انضمام فلسطين رسميا إلى المحكمة التى يوجد مقرها فى مدينة لاهاى بهولندا،لتصبح العضو رقم ١٢٣ فى المحكمة التى تأسست عام ٢٠٠٢، وتشمل صلاحياتها ملاحقة المتورطين فى جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وهو ما يتيح لفلسطين قانونيا ملاحقة المسئولين الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين، وهو ما فسره الخبراء بالخطوة الكبيرة على درب تدويل القضية الفلسطينية.
اتفاقيات جنيف
وفى العاشر من أبريل الحالى أعلنت وزارة الخارجية السويسرية أنها سجلت وثيقة انضمام فلسطين لتصبح عضوا فى اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الإضافى الأول، وأبلغت كل الدول الأعضاء بهذه الاتفاقيات، وتعتبر هذه الاتفاقيات نصوصا أساسية للحق الإنسانى، كما تسلّمت فلسطين صكوك الانضمام إلى ١٥ معاهدة وميثاقا دوليا خلال الشهر ذاته، وهو ما كان أحد أسباب انهيار المفاوضات. وشهد عام ٢٠١٤ اعتراف السويد والفاتيكان رسميا بالدولة الفلسطينية.