رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هجمة داعش ضد المثقفين تسترجع مخاطر النازيين

شريف الغمرى
توقف المثقفون فى العالم باهتمام أمام ما كشفت عنه داعش من خطط تنفذها بالفعل الآن لذبح وقتل واختطاف المثقفين والجامعيين عموما، لأنهم فى نظرها يحرضون على التفكير وإعمال العقل، وهو شيء ضد عقيدتها وأفكارها.

فى الشهر الماضى ذبح تنظيم داعش الأكاديمى وعالم الآثار السورى دكتور خالد الأسعد (82 عاماً)، وهو أمين متحف «تدمر» الذى يضم مقتنيات أثرية تاريخية فى سوريا، ثم علقت جثته على عمود فى أحد الشوارع، وأسفل جثته لافتة كتب عليها التهم التى قام التنظيم بذبحه بسببها ومنها، أنه متهم بحضور مؤتمرات للكفار، وأنه يدير متحفا وثنياً، إلى جانب الزيارة التى قام بها قبل ستة أشهر إلى إيران للاحتفال بالثورة.

الأسعد هو آخر ضحايا الحملة الوحشية لداعش، ليس فقط لمسئوليته عن متحف للآثار، لكن لأنه ضمن قائمة طويلة من المثقفين المعتدلين الذين قرر التنظيم استئصالهم من الحياة فى هذه الدولة العربية، الذين وردت أسماؤهم وصفاتهم فى القائمة، وبأنهم أعداء داعش. وتضم القائمة مدرسين وباحثين وعلماء ومفكرين.

وطبقا لتقرير صادر عن مجلس بريطانى مهمته التحذير من الخطر الذى يهدد الأكاديميين، والذى تابع حالات تزايد البطش بالمثقفين فى كل منطقة تسيطر عليها داعش، فإن حملة مطاردة المثقفين بدأت بأساتذة الجامعات فى سوريا والعراق، خشية إعطاء درجات ضعيفة للطلبة الذين تأثروا بأفكار داعش، لأن التنظيم يريد جذب الكثير من الطلاب فى الجامعات الذين نجحوا فى التأثير عليهم، ثم أعقب ذلك عمليات حرق الكتب التى لا تتفق مع أفكارهم، وإلغاء برامج الأبحاث العلمية، ثم واصلوا حملتهم باختطاف وقتل أساتذة الجامعات فى منطقة الأنبار العراقية، وبعدها تم إغلاق جامعة الموصل وإيقاف الدراسة نهائيا بها.

وكان مسلسل الذبح قد بدأ قبل قتل الدكتور الأسعد بأسبوع فى العراق، بذبح دكتور محسن سلوم إبراهيم، رئيس قسم القانون بجامعة الموصل.

الكاتب البريطانى بصحيفة التايمز البريطانية، بن ماكنتير، شبه ما يفعله تنظيم داعش فى سوريا والعراق، بما سبق أن فعله النازيون فى ألمانيا من كراهية المثقفين والقضاء عليهم، وهو ما كان قد نبه إليه فى ذلك الوقت العالم الألمانى ألبرت أينشتاين حين دعا دول العالم لتوفير ملاذ آمن للمفكرين والمثقفين الهاربين من القمع فى ألمانيا النازية، ودعا فى خطاب ألقاه أمام عشرة آلاف شخص فى مؤتمر بقاعة ألبرت هول الملكية فى لندن فى أكتوبر عام 1933، لمقاومة الهجمة النازية التى تهدد المثقفين والحرية الفردية فى ألمانيا.

ومن المعروف أن ألمانيا النازية كانت قد أحرقت كل كتب أينشتاين، وفى ذلك الوقت كان أى فرد ينتقد العنصرية النازية، يتم اختطافه وقتله، بالإضافة إلى استهداف واضح للمثقفين والمفكرين الذين هربوا وطلبوا اللجوء للغرب، وبالتالى يجب على بريطانيا، والكلام على لسان ماكنتير، أن توفر الأمان للهاربين والمطاردين من داعش.

وكما يقول ماكنتير إن الحملة التى أطلقتها داعش لمطاردة المثقفين والجامعيين تشبه تماما ما فعله النازيون من قبل.

وتقول صحيفة التايمز: إن خسارة الدول للمتعلمين والمدرسين والمثقفين، تمثل عودة إلى نشر الجهل فى أى بلد يسيطر داعش على بعض مناطقه وسكانه

إن داعش حين ذبحت دكتور خالد الأسعد واتهمته بحضور مؤتمرات للكفار، لم تحدد ما هى صفة الكفر فى نظرها، لأن ذبحه لم يكن مقصودا لكونه يحضر مؤتمرات أو لمسئوليته عن متحف تاريخى للآثار، ولكن لأن اسمه كان ضمن قائمة طويلة من المثقفين والمدرسين والمفكرين والجامعيين عموما، لذبحهم أو قتلهم أو اختطافهم، ولأن ذبحهم أو اختطافهم كان لسبب أهم، وهو أنهم يطبقون نظاما تعليميا وثقافيا يخاطب عقول الناس ويجعلهم يفكرون، وهذا الأمر مضاد تماما لعقيدة التنظيم الذى يحرم على أعضائه التفكير الحر، ويفرض عليهم قاعدة السمع والطاعة لكل ما يقال لهم، دون أن يكون لهم حق التفكير فيما يسمعونه من قادتهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق