وفي هذه المناسبة ـ أيها الأخوة ـ فإنني ـ والألم يعتصرني ـ أتوجه بخطابي إلي الأخ علي صالح في اليمن.. وإلي الأخ بشار الأسد في سوريا.. وأقول لهما معا، انه إذا اتفقنا علي أن مصلحة الشعوب هي الهدف.. وإذا كانت مهمة الرئيس ـ أي رئيس في أي وطن ـ هي وبالدرجة، الأولي: تحقيق هذه المصلحة.. فإنه يتحتم علي كل منكما أن يساعد الآن ـ وعلي الفور ـ فى وقف نزيف الدم ببلده .
-----
يا.. أخ علي صالح.. لقد إستمرت رئاستك لليمن أكثر من ربع قرن.. ثم غضب شعبك وثار ـ وكلمة الشعب هي العليا ـ وقامت ضدك المظاهرات وأوشكت ان تلقي حتفك في قصرك، ثم سمحوا لك ـ بوساطة الأخوة في الخليج ـ بالرحيل الآمن، وكان يجب عليك الالتزام بالاتفاق وان تجنح إلي السلم وتدعو لبلدك بالاستقرار والوحدة والسلام.. ففي سبيل مصلحة الوطن يهون كل شيء!!
لكنك هربت وعدت إلي جبال اليمن لتقاتل شعبك ولكي تتعاون مع قوي خارجية.. الأمر الذي يوصمك ويلوث صفحتك عبر التاريخ.
إنني من هنا ـ من هذا المكان المقدس ـ أناشدك العودة إلي رشدك وان تتقي الله وتدرك ان أحدا لا يمكنه ان يقف ضد إرادة الشعب، وإذا كنت تتصور ان الشعب معك فاخرج إلي الناس فإن حملول آمنا مطمئنا إلي العاصمة.. تكون علي حق.. وإلا فانه من الأفضل لك ولشعبك وللوطن أن تلقي سلاحك.. وان ترحل إلي بلد آخر حتي يقضي الله سبحانه.. أمرا كان مفعولا.
------
أما.. أنت.. يا أخ بشار فأرجوا ان تنجح الحلول السلمية لإنقاذ الشعب السورى الشقيق من الجماعات الإرهابية والأمبريالية المتربصة به.
------
إنني أحب الجماهير وأدين لها ـ بعد الله سبحانه بكل الفضل ـ وكنت عازما علي تعميق الديمقراطية والدعوة لتأسيس أحزاب علي طريق التعددية، وناقشت هذا مع زملائي في اللجنة المركزية ـ وكان الأمل أن يتحقق بعد إزالة آثار العدوان.
وبعد ـ أيها الأخوة ـ فلقد غلب الموقف المأساوي الدامي في كل من سوريا واليمن علي تفكيري ورسالتي، وكنت أود أن أتحدث إلي شعب مصر العظيم، لكني علي أي حال، أعلن ان المصريين حريصون علي أشقائهم العرب بقدر الحرص علي أنفسهم.
وعلي كل فإنني مطمئن لما يجري في مصر، وأشيد بالاتجاه إلي تعميق الاهتمام بالعدالة الاجتماعية وتطبيقها، فهي الأساس ـ ولأنني دائما ـ مع كل التقدير للأغنياء والرأسمالية الوطنية ـ أنحاز إلي الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة ـ وكما قلت من قبل، إنه إذا كان للفقراء نصيب في الجنة.. فإنه يجب أيضا أن يكون لهم نصيب في الدنيا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.