رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

اللاجئون .. دموع لا تجف رحاب جودة خليفة

انطلقت الدورة السبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة، حاملة أجندة تضم عددا قياسيا من القضايا يصل إلى 170 قضية. وتضم القائمة قضايا الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، والحيلولة دون اندلاع نزاعات مسلحة، والتصدي للإرهاب والتمييز العنصري، وحماية البيئة، والمساهمة في التنمية المستدامة،

وضمان نظام منع الانتشار النووي وحماية حقوق الإنسان وضمان سيادة القانون. ومع أن هذه القائمة الطويلة جميعها أهم من بعضها البعض، لكن المناقشات تتركز هذا العام على أخطر القضايا المعاصرة، وهى الوضع المتعلق بتزايد تدفق اللاجئين إلى أوروبا. ومما لا شك فيه، فإن الاتحاد الأوروبي ما زال متخبطا بشدة من حجم وهول هذه القضية، لكن هل يستطيع المجتمع الدولي بكامل هيئته وزعمائه التوصل لحل لهذه القضية.. أم ستظل معلقة مجددا أمام الوعود والانتقادات ليبقى مصير الآلاف حائرا بين القارات؟

وتمتاز هذه الدورة التي تنطلق في الذكرى السبعين لقيام الأمم المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بمشاركة عدد قياسي من الرؤساء ورؤساء الحكومات، كما ستشهد حملة انتخابات أمين عام جديد للأمم المتحدة خلفا للأمين الحالي بان كي مون المنتهية ولايته.. ومع ذلك، فإن الوضع المتعلق بتزايد تدفق اللاجئين هو القضية التي تعد أكبر التحديات المعاصرة التي يواجهها العالم وتحتل صدارة اهتمامات الجمعية. ونظرا لأنه من المستحيل حل هذه القضية بالاعتماد حصرا على إجراءات تتخذ خارج المناطق التي يهرب منها الناس، فكان من الحتمي أن يضع العالم كله في اعتباره محنة 100 مليون شخص أو حوالي شخص من بين كل 70 شخصا على الأرض.. هم- كما يقول بان كي مون- فى حاجة إلى "دعم للحياة"، مطالبا مواطني الدول التي تعرقل الطريق أمام هؤلاء المساكين بأن "يضعوا أنفسهم مكانهم".

ومع تزايد الصراعات الوحشية وتعطل سير عمل الحكومات الأساسية واليأس الاقتصادي وغيرها من العوامل، فقد تزايدت عمليات نزوح للبشر بشكل لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية، مسجلة نزوح ستة ملايين شخص عن ديارهم على الأقل خلال عام واحد فقط. و يتطلب الوضع المأساوي في حوض البحر الأبيض المتوسط بشكل خاص استجابة جماعية وشاملة تقوم على مباديء الإنسانية واحترام حقوق الإنسان، والحصول على اللجوء والحماية والتضامن وتقاسم الأعباء.

ورغم أن بعض الدول ما زالت تقدم يد العون للاجئين، لكن المناشدات بتقديم المساعدات الإنسانية ما زالت تواجه نقصا في التمويل على نحو مزمن. وحتى المفوضية العليا لشئون اللاجئين فهي غارقة أيضا في هذا المشكلة، ولا يمكن أن يقتصر الحل على توفير الخيام والمياه والحصص الغذائية الأساسية، وأقلام الألوان للأطفال. وتظل المشكلة الحقيقية كامنة وهي إتاحة الفرصة لهم لبناء مستقبل جديد لأنفسهم. وكما حذرالبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، فإن ما يشهده العالم من أزمة اللاجئين هو مجرد "غيض من فيض".

ولا تقتصر المشكلة على أوروبا وحدها، بل إن التدفق المفاجيء سيشهده العالم من دول أخرى لا ينقصها هى الأخرى "من العنف شيئا. ومن ثم فإنه يتعين على أعضاء الجمعية العامة أن يدركوا أنه ليس من الممكن أن يتوقعوا من دول المنطقة أن تستضيف وحدها أعدادا كبيرة من المشردين وطالبي اللجوء واللاجئين، نظرا لحجم الضغوط الكثيرة والمخاطر والتهديدات التي يمكن أن تنجم عن ذلك. . ولهذا، فإنه إذا لم يكن الجميع على استعداد للنظر في إصلاح جذري لاتفاقية اللاجئين لعام 1951، فإن العواقب ستكون وخيمة على حد سواء للاجئين وللبلدان التي تكافح لإدارة هذا التدفق.

وقد وافقت الجمعية بالفعل على إدراج عدة اقتراحات تقدمت بها بعض الدول لمناقشة أزمة اللاجئين. وسيتم بناء على ذلك، مناقشة أزمة اللاجئين، والسوريين منهم بشكل خاص، خلال الاجتماع الذي سينعقد بتاريخ 28 سبتمبر الجاري بمقر الجمعية في نيويورك بحضور 160 من رؤساء الدول والحكومات، لكن اللاجئين ما زالوا يحتاجون ويستحقون جوازات سفر حقيقية .. وما زالت أنظار العالم متعلقة بما سيقدمه أكبر تجمع لزعمائها تحت سقف واحد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق