رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الأمين العام.. القائد الفعلى للمنظمة

إيمان عارف
يعد منصب الأمين العام أعلى منصب فى الأمم المتحدة، فهو طبقا لميثاق المنظمة الدولية قائدها الفعلى وحامل كلمتها الرسمية فى الأزمات الدولية، ومن ثم لابد أن يكون محايدا.. أى لا يحمل جنسية أى من الدول الأعضاء دائمة العضوية فى مجلس الأمن.

ويعين الأمين العام من قبل الجمعية العامة، ومدة المنصب خمس سنوات، والتعيين يتم بناء على توصية من مجلس الأمن، ويحق للأعضاء الدائمين استخدام حق الفيتو للاعتراض على أى مرشح للمنصب، وهو ما حدث مرة واحدة فقط منذ إنشاء المنظمة الدولية حتى الآن، وكان ذلك فى حالة الأمين العام السادس المصرى بطرس بطرس غالى، حيث لم يجدد له لفترة ولاية ثانية بعد اعتراض الولايات المتحدة الامريكية واستخدامها حق الفيتو. وبنص ميثاق الأمم المتحدة على أن ينفذ الأمين العام كل ما يوكل إليه أو يطلب منه من قبل الجمعية العامة ومجلس الأمن، بالإضافة لهيئات الأمم المتحدة الأخرى، كما أنه بصفته أعلى مسئول فى المنظمة يمكن أن يستخدم منصبه وحياده فى التدخل لمنع تفاقم أى أزمات أو توترات يمكن أن تشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين.. ومنذ نشأة المنظمة عام 1945 وحتى الآن تعاقب على المنصب سبعة أمناء فضلا عن الأمين العام الحالى "بان كى مون"، هم بالترتيب "تريجف هالفدان لى" من النرويج، و"داج همرشولد" السويد، و"يو ثانت" ميانمار، و"كورت فالدهايم" النمسا، ثم "خافيير بيريز دى كوييار" بيرو، و"بطرس بطرس غالى" مصر، و"كوفى أنان" غانا. وقد حفلت فترة كل منهم بأحداث ونزاعات وحروب اقليمية ودولية، لعبت فى بعضها المنظمة دورا فاعلا بينما فشلت فى البعض الآخر فى التأثير على مجرياتها.

وتعد الفترة التى تلت انشاء المنظمة مباشرة هى الأهدأ نسبيا، باعتبارها الفترة التى أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث اتجه المجتمع الدولى لإعادة بناء ما خلفته الحرب من دمار، فضلا عن الانشغال بترتيب النظام العالمى الجديد آنذاك. وان كانت نفس الفترة قد شهدت بداية الصراع العربى- الاسرائيلى، وهى القضية المحورية فى الشرق الاوسط حتى يومنا هذا، وللاسف لم يكن للمنظمة وأول أمنائها انجاز ملموس فى هذا الصراع. ولم يصبح للمنظمة دور حيوي الا فى فترة أمينها العام الثانى "داج همرشولد" الذى تولى المنصب منذ عام 1953 وحتى عام 1961 وهو العام الذى لقى فيه مصرعه فى حادث تحطم طائرة كان يستقلها فى مهمة تحقيق السلام فى الكونجو، حيث اضطلع خلال توليه لمنصبه بالكثير من المسئوليات فى سياق الجهود المبذولة لمنع الحروب، ومنها دعم اتفاقيات الهدنة بين الدول والعربية واسرائيل وتشكيل قوة طوارىء تابعة للامم المتحدة عام 1956. وبسبب الحادث الغامض الذى أودى بحياته وهو يمارس مهامه أصبح همرشولد رمزا اسطوريا تحفل قاعات ومكتبات الامم المتحدة باسمه.

وقد وقع الاختيار عقب وفاته على "يو ثانت" ليكون ثالث أمناء المنظمة الدولية، حيث عينته الجمعية العامة بالاجماع عام 1961 ليكون أمينا عاما بالنيابة، وذلك بتوصية من مجلس الامن ليشغل المدة المتبقية من ولاية همرشولد، ثم عينته الجمعية العامة بالاجماع عام 1962، واعادت تعيينه لفترة ثانية عام 1966.

أما رابع الامناء "كورت فالدهايم" النمساوى الجنسية فقد تولى المنصب عام 1972، وبدأ ولايته الاولى فى المنصب بزيارة المناطق التى كانت تثير قلقا خاصا لدى المنظمة فى تلك الفترة، حيث سافر إلى جنوب افريقيا ونامبيا، كما زار قبرص لتفقد قوة حفظ السلام فى الجزيرة، وشملت زياراته كذلك شبه القارة الهندية، فزار كلا من الهند وباكستان وبنجلاديش، وقد اتسمت مدة ولايته فى المنصب بالنشاط حيث تعددت مشاركاته فى المحافل الدولية والتجمعات الاقليمية مثل اجتماعات منظمة الوحدة الافريقية.

وقد واكب تولى " خافيير بيريز دى كوييار" خامس من شغل المنصب عام 1982 اشتعال الوضع فى أفغانستان بعد الغزو السوفيتى، بل أنه تولى هذا الملف قبل أن يتولى فعليا رئاسة المنظمة حيث عمل كممثل خاص للأمين العام، ويعد "دى كوييار" دبلوماسيا متمرسا كما عمل استاذا للقانون الدولى وعلى امتداد حياته الوظيفية، و منحته أكثر من 25 دولة درجة الدكتوراة الفخرية.

ويعتبر "بطرس بطرس" غالى سادس الامناء من أكثر الشخصيات ذات الثقل التى تولت المنصب، اذ يتمتع بخبرة طويلة على المستوى الدولى كونه خبيرا قانونيا ودبلوماسيا وأستاذا جامعيا نشرت مؤلفاته على نطاق واسع، والى جانب مساهماته العديدة فى مجال القانون الدولى وحقوق الانسان، فقد كان له دور واضح فى المفاوضات المصرية الاسرائيلية، وكان اصراره على صدور التقرير الخاص بمذبحة قانا السبب فى الاعتراض الامريكى على اعادة ترشيجه ليكون الوحيد الذى تولى المنصب لفترة واحدة.. اما "كوفى أنان" سابع الامناء الغانى الجنسية الذى شغل المنصب من عام 1997 حتى عام 2006، فقد كان أول أمين عام يأتى من صفوف موظفى الحدمة المدنية الدولية، وقد شغل قبل تعيينه منصب وكيل الامين العام لشئون عمليات حفظ السلام، ومن ثم فقد جمع بين الخبرة الفنية والخبرة الادارية نظرا لطول فترة عمله فى المنظمة الدولية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق