وقد أمكن التوصل لهذه النتائج بعد متابعة استمرت عامين لعينة من 10 رجال و9 سيدات ممن يعانون السمنة، حيث كان متوسط دليل كتلة الجسم لديهم يبلغ 36، وتقول الباحثة كيفن هول استاذ التغذية الإكلينيكية بجامعة تكساس والباحث الرئيسي لهذه الدراسة التي نشرت أخيرا بمجلة التمثيل الغذائي إن هذه النتائج تتعارض مع نتائج الدراسات السابقة والنظرية الشائعة التي ادعت بأن خفض محتوي الوجبات الغذائية من المواد النشوية هو العامل الحاسم في خفض الوزن. وتؤكد النظريةالسابقة علي أن خفض محتوي الوجبات الغذائية من المواد النشوية يتسبب في تحقيق خفض مناظر له في مستويات الانسولين بالدم، بينما لا يتسبب خفض محتوي الغذاء من الدهن في حدوث مثل ذلك.
وبدوره يعمل انخفاض الهرمون علي زيادة حرق الدهون وزيادة المفقود منها، وبينما يحدث كل ذلك مع الوجبات منخفضة المحتوي من المواد النشوية، تؤدي الوجبات المنخفضة المحتوي من الدهن إيضا لخفض دهون الجسم ولكن بمعدلات أكبر، وذلك علي الرغم من تساوي الاثنين في السعرات الحرارية، وتميز الوجبات منخفضة الدهن في عدم التأثير علي معدل انتاج الانسولين.
وفي حين وجد الباحثون أن معدل الخفض في دهون الجسم بلغ 53 جم يوميا في حالة تناول الوجبات منخفضة المواد النشوية، بلغ هذا الخفض 89 جم يوميا مع تناول الوجبات منخفضة المحتوي من الدهن.
وهكذا حقق أصحاب الوجبات الغذائية منخفضة المحتوي من الدهن خفضا أكبر من أصحاب الوجبات الغذائية منخفضة المحتوي من المواد النشوية خلال مدة الدراسة. ويقول د.فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث أنه مع النظرية القديمة التي تقول إن المواد الكربوهيدراتية هي أساس انقاص الوزن ويري أن النتائج المحققة في هذه التجربة هي أمر نسبي وغير ثابتة،
حيث إنها تعتمد بشكل أساسي علي النمط المعتاد للغذاء في الدولة محل التجربة. ومع الأسف أن مشكلة الغذاء الدهني بدأت أخيرا تظهر عند المصريين، مع تغير نمط الغذاء وانتشار الوجبات السريعة. ومن المعروف أن السمنة تحدث إما بسبب زيادة السعرات الحرارية في الغذاء، مع تناول كمية أكبر من الطعام، دون أي نشاط جسماني، وإما لأسباب وراثية تجعل الجينات تستهلك قدرا أقل من السعرات الحرارية.