كشف سامح شكري وزير الخارجية, في حوار خاص مع الأهرام, تفاصيل مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة, فضلا عن تفاصيل نشاطه المكثف علي هامش الفعاليات ولقاءاته مع رؤساء وزعماء الدول والحكومات,
كما كشف عن عدد من النقاط المهمة التي تشغل الرأي العام في مصر وعلي رأسها دلالة رفع العلم الفلسطيني داخل مقر الأمم المتحدة وطبيعة العلاقات الحالية مع قطر وتركيا وحقيقة وجود خلافات مع الجانب الإثيوبي بعد انسحاب الشركة الهولندية المكلفة بإجراء الدراسات الفنية لسد النهضة, بالإضافة إلي تعامل المجتمع الدولي مع الأزمات التي تضرب الشرق الأوسط وعلي رأسها الأزمة في سوريا وليبيا واليمن, وفيما يلي نص الحوار:
ما هي أوجه الاختلاف بين برنامج الرئيس خلال مشاركته في فعاليات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة مقارنة بالعام الماضي؟
مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي كانت خطوة مهمة لتعريف العالم برؤيته لتطورات الأوضاع في مصر والقضايا الدولية والإقليمية, كما توجت هذه المشاركة الفترة التي تولي فيها الرئاسة والتي بلغت وقتها4 شهور وإقرارا بأن مصر علي طريق الاستقرار بعد الاستحقاقين الأول والثاني من خريطة الطريق وأن مصر أصبحت لها مؤسستان هامتان ممثلتان في الدستور ورئيس الدولة.
وقد أعطت الزيارة الماضية انطباعا واضحا بأن الدولة المصرية عادت لقدرتها علي العمل علي النطاق المحلي والإقليمي والدولي.
أما مشاركة الرئيس هذا العام في الدورة العامة للأمم المتحدة متشعبة التوجهات, فكلمة الرئيس أمام الجمعية العامة لن تكون تقليدية لأنها ستركز علي رؤية مصر للاستقرار الإقليمي وقضية الإرهاب.
وبالإضافة لذلك تضفي هذه الدورة أهمية خاصة لما لها من فعاليات مرتبطة بالعيد الـ70 للجمعية العامة, بالإضافة إلي تنظيم عدد من الاجتماعات والفعاليات علي هامش الدورة العامة للأمم المتحدة, علي رأسها قمة التنمية المستدامة التي يشارك الرئيس في الشق رفيع المستوي الخاص بهذه القمة.
وسيتضمن نشاط الرئيس أيضا اجتماعا مع عدد من رؤساء الدول, بناء علي دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة, للتباحث حول قضية التغير المناخي والتحضير لمؤتمر باريس.
وقد تلقي الرئيس دعوة من الرئيس الصيني للمشاركة في اجتماع مع عدد محدود من الرؤساء للتباحث حول عدد من قضايا التنمية والتعاون مع دول جنوب جنوب, كما سيشارك الرئيس في قمة حفظ السلام نظرا لدور مصر النشيط في توفير قوات حفظ السلام داخل النطاق الإفريقي.
وأشار إلي أن الرئيس سيشارك أيضا في قمة مكافحة الإرهاب علي هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هل يمكن التعرف علي تفاصيل اللقاءات الثنائية التي سيجريها الرئيس علي هامش فعاليات الأمم المتحدة وما هي أبرز هذه اللقاءات؟
يجري الرئيس لقاءات ثنائية مع الرئيس الفلسطيني وملك الأردن والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء الهند والمستشارة الألمانية ورئيس وزراء إثيوبيا ولفيف من زعماء العالم, بهدف التباحث حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, بالإضافة إلي شق ثنائي يتضمن لقاءات مع دوائر الأعمال الأمريكية والشركات البارزة في الولايات المتحدة التي تهتم بالفرص الاستثمارية في مصر, حيث من المتوقع مناقشة فرص الاستثمار في مصر في ظل الإصلاحات التشريعية والاقتصادية والإجراءات الجديدة لدعم وتشجيع المستثمرين علي ضخ استثمارات في السوق المصرية.
هل من المتوقع أن يتم توقيع اتفاقيات أو مذكرات تفاهم خلال لقاء الرئيس مع رؤساء الشركات ورجال الأعمال البارزين؟
لن يتم توقيع أي اتفاقيات أو مذكرات تفاهم, حيث تهدف هذه اللقاءات في المقام الأول لطرح رؤية مصر الاقتصادية لجميع مؤسسات الأعمال الأمريكية المهمة وشرح الإجراءات التشريعية الجديدة, فضلا عن طرح المشروعات القومية الجديدة التي تطلقها مصر وما توفره من فرص استثمار جاذبة.
وهناك شركات تعمل في مصر وتسعي لزيادة فرص وجودها, واستماع رؤساء هذه الشركات إلي الرئيس بشكل مباشر سيسهم في زيادة ثقتها لدخول السوق المصرية باستثمارات أكبر داخل قطاعات جديدة في السوق المصرية.
هل هناك لقاء مرتقب بين الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي باراك أوباما علي هامش جلسات الأمم المتحدة؟
القواعد البروتوكولية التي يتبعها الرؤساء الأمريكيون خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تتمثل في الابتعاد عن اللقاءات الثنائية حتي لا تطغي علي جدول أعمال الرئيس الأمريكي خلال مشاركته في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاء الرئيس السيسي بنظيره الأمريكي العام الماضي كان لقاء استثنائيا لأنها كانت أول مشاركة للرئيس السيسي في فعاليات الجمعية العامة, كما أنها تمت خلال اليوم الأخير قبيل مغادرة كل منهما نيويورك.
من ناحية اخري فمن المقرر ان يجري الرئيس خلال وجوده في نيويورك عددا من الأحاديث الصحفية تتضمن أحاديث مع شبكة سي إن إن الإخبارية ووكالة أنباء أسوشيتد برس وشبكة بي بي إس التي تتميز جميعها بمتابعة واسعة النطاق داخل الولايات المتحدة وخارجها.
خلال العام الماضي طرح الرئيس رؤية مصر للأوضاع الإقليمية والآن وبعد عام أثبتت رؤية مصر مصداقيتها فيما يتعلق باليمن وسوريا وليبيا, في هذا الإطار كيف ستقوم مصر بترجمة هذه الرؤية لخطوات ملموسة؟
نسعي من خلال التوافق بين الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لأن يكون هناك منهج موحد في أسلوب تناول جميع هذه القضايا, فقضايا الإرهاب وملفات سوريا واليمن وليبيا تحتاج إلي معالجة شاملة من خلال تفعيل الإطار السياسي المتوافق عليه وتمت بلورته من قبل مبعوثي الأمم المتحدة ورفع القوي الخارجية يدها عن التأثير وتحفيز الأطراف محل الصراع علي استمرار الصراعات الداخلية.
فالحل السياسي هو الإطار المناسب الذي يؤدي لحماية استقرار وسيادة هذه الدول محل الصراع, كما أن التوافق بين الأطراف السياسية داخل هذه الدول حول رؤية موحدة سيضمن وحدة أراضي هذه الدول واستقرارها وسلامة شعوبها.
وتشمل آليات تحقيق هذه الحلول القرارات التي تصدر من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتم من خلالها العمل, بالإضافة لما للدول العظمي من تأثير علي المشهد بما تتخذه من سياسات ومواقف داعمة للتوجه لحل سياسي ودعم المبعوث الأممي المعني بهذه القضايا.
كيف تنظر إلي دلالة المناسبة المنتظرة التي سيتم خلالها رفع العلم الفلسطيني داخل مقر الأمم المتحدة ضمن أعلام الدول المشاركة؟
العلم الفلسطيني يمثل رمزا للدولة الفلسطينية ويؤشر إلي اقتراب وجود هذا العلم ضمن أعلام الدول وليس ضمن أعلام المراقبين.
كما تمثل رمزية الحدث مؤشرا قويا حول تشبث المجتمع الدولي بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة, كما أنه يمثل رمزا لأهمية تحقيق إقامة دولة فلسطينية وحل الصراع علي أساس حل الدولتين.
ويجب أن تكون الانسانية خلال القرن الحادي والعشرين قد تجاوزت وضع الحلول بالقوة وأي نوع من التسلط والانتهازية والتوصل إلي حلول مشاكل مزمنة بالطرق الدبلوماسية والسلمية ومراعاة الحقوق المتبادلة وعدم اللجوء إلي العنف الذي يجب عدم اللجوء له إلا عندما تغلق جميع الأطر السلمية ويلجأ أي طرف للعنف حيث يكون المقابل مماثلا.
فيما يتعلق بترشح مصر للحصول علي مقعد غير دائم داخل مجلس الأمن, كم بلغ حجم التأييد حتي الآن داخل المنظمة الدولية لدعم مصر للحصول علي هذا المقعد؟
هناك بالفعل تأييد كبير لمصر للحصول علي المقعد, كما أن هناك تواصلا كبيرا مع جميع أعضاء الأمم المتحدة لضمان الحصول علي المقعد بشكل يؤهل لاضطلاع مصر بمسئوليتها, فردود الفعل إيجابية للغاية من قبل عدد كبير من الدول, ومصر تبذل جهودا كبيرة للحصول علي المقعد بالرغم من عدم وجود منافس علي هذا المقعد.
كما تهتم مصر بتولي هذه المسئولية في ظل دعم عدد كبير من الأعضاء كنوع من الإقرار بأن مصر مؤهلة لتحمل هذه المسئولية وأن وجودها في المجلس يمثل قطاعات عريضة من المجتمع الدولي سواء كانت الدول العربية أو الإفريقية أو دول منظمة التعاون الإسلامي أو دول عدم الانحياز أو مجموعة الدول النامية, فمصر لها ارتباط وثيق بكل هذه المجموعات وتعمل في إطار التنسيق معها والوصول إلي نقطة توافق حول المصلحة المشتركة.
ما هي ردود الأفعال الدولية التي لمستها حول قرار العفو الرئاسي الأخير عن100 شاب؟.
القرار نال ردود أفعال إيجابية للغاية, حيث يعكس هذا القرار حرص رئيس الدولة علي التمحيص في الملابسات المرتبطة بتوجيه الاتهامات والتجاوز عن تجاوزات تمت دون قصد, كما يقدم القرار رسالة بأن الدولة ليست في حالة عداء مع أبنائها وتتجاوز أحيانا عن بعض الخروقات التي ليس لها تأثير علي السلامة الاجتماعية.
والقرار أمر داخلي لكنه بصفة عامة نال مردودا إيجابيا علي السلامة الاجتماعية في مصر وليس محل حوار مع أي دولة خلال أي اجتماع من الاجتماعات.
أثير مؤخرا أن هناك خلافات مع إثيوبيا حول المكاتب الاستشارية الخاصة بوضع التقارير الفنية لسد النهضة, فما هي حقيقة هذه الخلافات؟
لا يوجد أي خلاف مع الجانب الإثيوبي في هذا الشأن, فقد كان هناك اتفاقا بين مصر والسودان وإثيوبيا حول اضطلاع شركة هولندية وفرنسية لتنفيذ المهمة إلا أنه لم يتم التوصل لاتفاق مع الشركة الهولندية.
وأود أن أوضح أن الشركات التي تعمل علي الدراسات الفنية المطلوبة من قبل الاتفاق الإطاري ليس لها أي ارتباط مع أي دولة من الدول الثلاث, فهناك إجراءات يتم تنفيذها وقد تأخذ بعض هذه الإجراءات منحي آخر وفقا للمتغيرات لكنها لا تؤثر علي الاتفاق وليست نتيجة علاقة مصرية إثيوبية مصرية سودانية, فهي مجرد ارتباطات بشركات تعمل في نطاق الدراسات الفنية.
فيما يتعلق بمواقف قطر وتركيا من مصر, هل هناك حاليا أي وساطات بين الجانبين؟
كان هناك تفاعل في مرحلة ما من خلال مجلس التعاون الخليجي وما اتخذه من قرارات, إلا أنه منذ هذه الخطوة لا يوجد أي وساطة من قبل أي طرف.
وتطمح مصر وتسعي دائما لأن تفوق علاقاتها مع الأشقاء العرب العلاقات مع الدول الأخري نظرا لوحدة التاريخ والثقافة والتحديات, مشيرا إلي أن مصر تتوقع من هذه الدول أن تبادل مصر هذه الرؤية والتوجه الذي تعبر عنه مصر دائما في المحافل الإقليمية والدولية.
هناك بعض الدول العربية التي تدعم بالسلاح بعض الجماعات علي الحدود الغربية, فما هي الاجراءات التي اتخذتها مصر في هذا الإطار؟
هناك أطراف إقليمية ودولية توفر دعما للمنظمات الإرهابية في ليبيا وتتيح لها التمويل والملاذ الآمن للعلاج والعبور للمقاتلين الأجانب, مشيرا إلي أنه يتم رصد جميع هذه الأمور ويتم حيالها اتخاذ الإجراءات المناسبة التي تمنع تفاقم حدة التوتر, وعلي المجتمع الدولي تحديد هذه الأطراف ومواجهة هذه الأعمال وفقا لما هو متوافر للأجهزة الأمنية المختلفة سواء كانت للدول الإقليمية أو الدول العظمي, وقد اطلعنا علي بعض هذه الأدلة المتوافرة لدي الشركاء الغربيين وهي أدلة موثقة ويجب علي المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات حيال هذه المخالفات.
رابط دائم: