رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى..وقوات الاحتلال تغلقه فى وجه الفلسطينيين

القدس المحتلة، رام الله ـ وكالات الانباء:
اقتحمت مجموعات من المستوطنين اليهود أمس المسجد الأقصى المبارك بلباسها التلمودى التقليدى والخاص بما يسمى «عيد الغفران» العبرى، من باب المغاربة، بحراسات معززة ومشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى الخاصة.

وفى الوقت نفسه، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلى أبواب المسجد الأقصى بوجه المصلين فى يوم عرفات، وفتحت ثلاثة أبواب فقط هى، حطة والسلسلة والناظر، ومنعت المواطنين الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول المسجد المبارك، واضطر عدد كبير من المقدسيين لأداء صلاة فجر أمس فى الشوارع والطرقات.

وقال شهود عيان إن مجموعات المستوطنين التى تقتحم الأقصى حاولت إقامة طقوس وشعائر تلمودية، غير أن حراس الأقصى أحبطوا محاولاتهم.

يذكر أن قوات الاحتلال فرضت حصارا عسكريا محكما على مدينة القدس، خاصة بلدتها القديمة، عشية عيد الغفران التلمودى منذ مساء أمس الاول ، وشددت إجراءاتها على الحواجز والمعابر العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس، ووضعت متاريس حديدية على بوابات القدس القديمة والأقصى المبارك، ونشرت أعدادا كبيرة من عناصر وحداتها الخاصة و»حرس الحدود» فى الشوارع والطرقات المتاخمة لأسوار القدس، وداخل البلدة القديمة على طول الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى وباحة حائط البراق التى شهدت حشدا من المستوطنين اليهود الذين تجمعوا لإقامة طقوس خاصة بالعيد العبري.

وألقت إجراءات الاحتلال المشددة بظلالها القاتمة على الوضع العام فى المدينة المقدسة، والتى أصبح يغلب عليها الطابع العسكرى على حساب الحياة الطبيعية الاعتيادية، وتسود أسواقها حالة من الركود التجارى وضعف شديد فى التسوق من متاجرها.

و فى هذه الاثناء ، بعث السفير رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى متابعة لرسائله السابقة بشأن تصاعد التوتر بشكل خطير فى القدس الشرقية «بسبب السياسات غير القانونية والأعمال الاستفزازية والتحريضية المستمرة من جانب إسرائيل».

وحذر منصور -فى رسائله- من تفاقم التوترات والحساسيات الدينية بين الشعب الفلسطينى والسلطة القائمة بالاحتلال، الامر الذى يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار على الأرض. وأضاف أن الوضع لا يزال متوترا للغاية «بعد الهجمات العنيفة الأسبوع الماضى التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى جنبا إلى جنب مع المستوطنين المتطرفين ضد المصلين الفلسطينيين فى المسجد الأقصى والحرم الشريف»، وأكد مجددا على أن «جميع هذه الأعمال الإسرائيلية غير القانونية فى الحرم الشريف وفى باقى أرجاء القدس الشرقية المحتلة تشكل انتهاكا للعديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة التى تطالب بوقف كافة السياسات والإجراءات الإسرائيلية التى تستهدف تغيير الطابع والمركز القانونى والتركيبة السكانية للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية».

وعلى صعيد آخر، نعت حركتا «حماس» والجهاد الإسلامى فى فلسطين» الفتاة هديل الهشلمون التى استشهدت متأثرة بجروح أصيبت بها إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلى النار عليها بدم بارد عند مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة أمس الاول. وأكدت حماس - فى بيان أمس - ضرورة الانتقام والثأر من المحتل الإسرائيلى الغاصب، الذى يستهدف الفلسطينيين فى كل أماكن تواجدهم، مضيفة «أن دماء الشهيدة الهشلمون، والتى سبقها بساعات الشهيد ضياء تلاحمة، والذين جادت بهما محافظة الخليل خلال الساعات الـ ٢٤ الماضية، تؤكد ذاك النهج».وأشارت إلى أن الصور التى أظهرت عملية تصفية الهشلمون توضح بما لا يدع مجالا للشك، بأن جنود الاحتلال قاموا بعملية تصفية بشعة وبدم بارد ، لفتاة لم تشكل لهم أى نوع من الخطر.ودعت حماس المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية إلى توثيق جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطينى، خاصة تلك التى تسجلها كاميرات وسائل الإعلام، والتى تدين الاحتلال بتصفية الفلسطينيين العزل. واعتبرت أن سلاح المقاومة هو الوحيد القادر على ردع الاحتلال ووقف جرائمه، وأن أى سلاح فى الساحة الفلسطينية يوجه إلى صدور الفلسطينيين لا يمثل الشعب ولا مبادئه ولا ثوابته الوطنية.

وفى السياق ذاته، قال مصدر مسئول فى حركة «الجهاد الإسلامى»: «إن جيش الإرهاب الصهيونى يواصل جرائمه العدوانية بحق أبناء شعبنا والتى كان آخرها قتل الشهيدة الهشلمون بدم بارد». وحمل المصدر نفسه سلطات الاحتلال كامل المسئولية عن هذه الجريمة، داعيا أبناء الشعب الفلسطينى «للتصدى للاحتلال الذى يقتل ويدمر ويستهدف الناس بالقتل على الشبهة».وكانت مصادر فلسطينية قد أعلنت مساء أمس الاول عن استشهاد الفتاة هديل الهشلمون (١٨ عاما) متأثرة بجروحها التى أصيبت بها بعد أن أطلق عليها جنود الاحتلال النار بدم بارد على حاجز «الكونتينر» وسط مدينة الخليل، مما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة، وتركت تنزف بالمكان لأكثر من نصف ساعة قبل السماح لسيارة إسعاف بنقلها إلى المستشفى.

ومن جانبها، اعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية، تصفية جنود الاحتلال الإسرائيلى للفتاة هديل الهشلمون بدم بارد فى شارع الشهداء بالخليل، جاء نتيجة لتحريض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، الذى أعطى التعليمات قبل أيام باستباحة كل ما هو فلسطينى. وأكدت الوزارة ـ فى بيان صادر عنها أمس - أن الصور والفيديو التى وثقت جريمة قتل الفتاة الهشلمون تنسف كل روايات الاحتلال وادعاءاته الزائفة، فجنوده لم يتعرضوا للخطر، وكان بوسعهم تفتيش الفتاة التى كانت تمر من الحاجز العسكرى، وبعيدا عن القاتل الذى صوب البندقية. وشددت الخارجية الفلسطينية على حاجة الشعب الفلسطينى للحماية الدولية من جنود الاحتلال الإسرائيلى، وعصابات المستوطنين الإجرامية التى تحرق الآمنين داخل بيوتهم، وتمارس كل أنواع الإرهاب، وحثت قادة العالم الذين يستعدون للاجتماع فى الدورة السبعين للأمم المتحدة بنيويورك إلى تحمل مسئولياتهم، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الشعب وأرضه ومقدساته، والإعلان عن إسرائيل دولة راعية للإرهاب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق