رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

صحافة..«صالة التحرير»..قبس من صحافة العمالقة

أحمد هوارى :
كتاب «صالة التحرير- من كواليس الصحافة» ليس أبدا من قطوف السيرة الذاتية للكاتب الصحفى والناقد الأدبى سامى فريد فى جريدة الأهرام، ولكنه قطوف من سيرة «الأهرام» المهيمنة على ذات سامى فريد.

فصول من أهم حقبة فى تاريخ الأهرام ومصر، تبدأ من اللحظة التى افتتح فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والأستاذ محمد حسنين هيكل مقر الأهرام الجديد بشارع الجلاء، بعد انتهاء بنائه صرحا عظيما للصحافة عام 1968، وتستمر حتى خروج الأستاذ سامى إلى المعاش فى 2005.

ينفذ بنا فريد، الصحفى القدير الذى تتلمذ على يد الأديب يحيى حقي، راويا ممتعا ومؤرخا دقيقا، لتفاصيل التفاصيل داخل صالة تحرير الأهرام الكبرى وبين ردهاتها، بمواقف صحفية عاصرها خلال عمله بالجريدة، مواقف تشكل معينا لا ينضب من الدروس المستفادة لأجيال من التلامذة ممن لم يسعدهم الحظ بمعاصرة العمالقة فى تاريخ الصحافة والأدب والفن.

كانت أسرة التحرير تضم فى ذلك العصر كوكبة، وأى كوكبة؟!.. «الدكتور لويس عوض، الدكتورة نعمات أحمد فؤاد وعائشة عبد الرحمن «بنت الشاطئ» والدكتور حسين فوزى والأساتذة نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم ولطفى الخولى والدكتور جمال العطيفى والدكتور عبد الملك عودة والفنان التشكيلى صلاح طاهر والدكتور بطرس غالى».

كانت طرقات الأهرام فى ذلك الوقت، مؤطئا يوميا لأقدام كبار الكتاب والمفكرين، «الدكاترة زكى نجيب محمود ويوسف إدريس ومصطفى محمود وصلاح جاهين»، بينما أجيال جديدة من العمالقة يجرى تكوينها فى حاضنة استثنائية «ثروت أباظة وفاروق شوشة» والعشرات غيرهم.

عبر 236 صفحة ونحو 45 قصة ممتعة، تسرى حواديت سامى فريد، فى كتابه الذى صدرت مؤخرا الطبعة الثانية له، عن دراما الزمن وصعود القيادات الصحفية لمناصبها وخروجها منها، تشكيل المدرسة الصحفية الحديثة التى قامت الأهرام على تقاليدها طيلة العقود اللاحقة، بزوغ نجوم أسماء وأفول أخري، نماذج إنسانية حية لمواقف مشرفة اتخذها أساتذة الأهرام فى لحظات فاصلة صارت أمثلة خالدة لأجيال عديدة حتى يومنا هذا، وأجيال أخرى قادمة فى الطريق.

كيف وضع الأستاذ هيكل قواعد وتقاليد العمل الصحفى اليومى داخل الجريدة ؟ ما سر كلمة «الراجل الغامض» الذى غنت له سعاد حسنى من شعر صلاح جاهين؟ ما هى كواليس خروج هيكل من الأهرام؟ أى ظروف أحاطت بتعيين الأستاذ على حمدى الجمال خلفا له؟ ما هو السر الحقيقى وراء وفاة الجمال فى واشنطن؟ أسئلة يجيب عنها كتاب «صالة التحرير» بعشرات الروايات لشخصيات أثرت فى مسيرة الأهرام بدءا من رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير وحتى عمال الطباعة.

رحلة الصحفى الأثيرة فى مواجهة بيروقراطية العمل ومحددات المرحلة وقيود المهنة، نضال الصحفى الثابت ضد الرقيب والسلطة، حدود تبعية الصحف للدولة ومدى تأثير ذلك على مسار العمل اليومى، كل هذه المفاهيم تتكشف عبر ثنايا قصص إنسانية حية ممتعة، بسرد روائى يخلو من جفاف التأريخ البحت.

يتواصل حكى الراوى المؤلف لحكايات الأجيال الأهرامية المتعاقبة من الصحفيين والإداريين والفنيين والعمال، وصولا إلى المرحلة المعاصرة، معيدا ترسيخ مبادئ تاه بعضها، ومؤصلا تقاليد عريقة تآكلت مع مرور الزمن، فى كتاب يذكرنا بإبداعات الكبار أمثال الأستاذ أحمد بهاء الدين فى رائعته «أيام لها تاريخ» والأستاذ موسى صبرى فى «هؤلاء علمونى» .

يظلم «صالة التحرير» من يقصره على عالم الصحافة فقط، فالكتاب مفتوح برواياته على عوالم أخرى تبدأ من سدة الرئاسة وقتها- والعلاقات الخارجية الدولية والداخلية مع الوزارات ومؤسسات الدولة، وتمتد للمسرح والرواية والفن التكشيلى وغيرها من وجوه الحضارة المصرية الحديثة فى مرحلة أجمع المؤرخون على إنها كانت بوتقة لكبار الرموز والمؤسسين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق