وقد شهد هذا المؤتمر نصرا دبلوماسيا نتيجة النشاط المكثف للوفد المصرى الرفيع المستوى الذى شارك فى اعمال المؤتمر برئاسة السفير خالد شمعة مندوب مصر الدائم لدى الامم المتحدة حيث أسفرت جهود الوفد عن توجيه ضربة موجعة الى اسرائيل فيما يخص ترسانتها النووية بعد ان استطاعت مصر استصدار قرار من الوكالة الذرية يطالب اسرائيل بالانضمام الى معاهدة منع الانتشار النووى وهو مطلب طال انتظاره منذ فترة طويلة.. كما تضمن القرار ما هو أهم من ذلك بإخضاع جميع منشآتها النووية للرقابة ونظام الضمانات بعد ان وافق المؤتمر على مشروع هذا القرار الذى تقدمت به مصر بموافقة 126 دولة وامتناع 14 دولة فقط مما يعد انتصارا للدبلوماسية المصرية التى استطاعت انتزاع هذا القرار من المؤتمر العام فى ظل المطالبة بشرق اوسط خال من الاسلحة النووية، بينما اسرائيل هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووى وهو ما أكدته كلمة مصر فى المؤتمر وبذلك تبدأ صفحة جديدة من الصراع العربى ــ الاسرائيلي، ولكن بصبغة دولية عن طريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخلال ختام مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى العاصمة النمساوية أمس، حمل رئيس الوفد المصرى واشنطن مسئولية فشل مؤتمر مراجعة حظر الانتشار النووى الذى عقد خلال العام الحالي.
وقد شهد المؤتمر حدثا آخر وهو قرار المجموعة العربية حول القدرات النووية الإسرائيلية وان كان لم يحظ بالتأييد فكانت النتيجة رفض القرار.
وفى الوقت الذى غيرت فيه المجموعة العربية سياستها تجاه اسرائيل فى محاولة لكسر حالة الصراع الدائم بينهما، فإن المؤتمر شهد زيادة الفجوة بين ايران واسرائيل، وهجوما حادا من ايران ضد اسرائيل حيث تنتهج ايران حاليا أسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع، فإيران تهاجم فى جميع الاتجاهات فلم تكتف بالهجوم على الكيان الصهيونى فقط، بل على من يدعمونه أيضا فى اشارة الى الولايات المتحدة والدول الغربية.
ويبدو أن الصراع النووى بين أمريكا وايران لن ينتهى إلا فى حالتين لا ثالث لهما إما بوقف البرنامج النووى الايرانى وهو أمر مستبعد او تسليم الولايات المتحدة بإيران نووية تهدد هيمنتها ونفوذها فى المنطقة.