رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

إرهابى فى قطار أوروبا السريع

شريف الغمرى
الأوروبيون يطرحون على أنفسهم سؤالا مهما فى حيرة من الإجابة عنه وهو: كيف استطاع شاب إرهابى من أصل مغربى يدعى أيوب الخازاني، السفر عبر مجموعة دول أوروبية مستقلا القطار السريع دون أن تستوقفه أجهزة الأمن فى هذه الدول، مع أن اسمه مدرج لدى مخابرات هذه الدول بإعتباره مشتبا فيه بأنه إرهابى؟!


وحكاية الإرهابى الخازانى (26 عاما) أنه استقل القطار السريع من أمستردام فى طريقه إلى باريس، وفى أثناء وجوده فى بروكسل تسلح ببندقية سريعة الطلقات ومسدس وكمية كبيرة من الذخيرة، التى تكفى لقتل 200 شخص على الأقل.

وأثناء توجه القطار من أمستردام إلى باريس، كان هناك ستة ركاب ثلاثة منهم أمريكيون، شعروا من مظهره وتصرفاته بأنه ينوى ارتكاب عمل إجرامي، وما ان بدأ فى إطلاق النار حتى انقض الركاب الستة عليه وشلوا حركته وسلموه للشرطة الفرنسية. تبين أن هذا الإرهابى كان قد جرى تدريبه فى إسبانيا، ومنها سافر إلى سوريا، ثم انضم إلى تنظيم داعش فى العراق، واستكمل تدريباته قبل عودته إلى أوروبا، وتمكن من جمع كميات السلاح والذخيرة التى وجدت معه عن طريق إتصالاته مع أفراد فى شبكة إرهابية. وفى باريس حيث تم القبض عليه، بدأت سلطات مكافحة الإرهاب فى التحقيق معه فى حضور محام حاول تبرئته بكل الطرق، رغم أن جميع الأدلة المادية أثبتت أنه إرهابي، وأنه كان ينوى القيام بعملية قتل جماعى فى القطار الذى يقل أكثر من 500 راكب، وهو ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وكانت السلطات البلجيكية قد لاحظت على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، اعترافه صراحة بتأييده لتنظيم داعش، وموافقته على جرائم القتل الوحشية التى يرتكبها من اسماهم «الجهاديين»، وفى الحال بدأت الشرطة فى بروكسل التحقيق فى ارتباطه مع شبكات إرهابية. وفى بريطانيا قال جون هيز، وزير الأمن الداخلي، لصحيفة صنداى تليجراف البريطانية: إن الهجوم الإرهابى الأخير فى القطار السريع أظهر الحاجة لتقوية خطوط الحدود ما بين الدول الأوروبية وبعضها، وزيادة الاتصالات والتنسيق بين أجهزة مخابراتها.

وقد جاء هذا التصريح بالتزامن مع تحذير أجهزة المخابرات البريطانية من عودة 800 «جهادي» بريطانى لشن هجمات إرهابية بعد خضوعهم للتدريب على يد جماعات إرهابية فى سوريا والعراق، حيث أكدت أجهزة المخابرات أن تنظيم داعش جند عددا من الأشخاص المتطرفين ودربهم وأعادهم إلى بلادهم، وأن هؤلاء الإرهابيين فى انتظار إصدار الأوامر لهم لشن هجماتهم الإرهابية فى القارة الأوروبية. وهو نفس ما أكدته سلطات مكافحة الإرهاب فى إسبانيا، كما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية، أن هؤلاء الإرهابيين العائدين مجهزون ومدريون لفعل أى شيء ولشن هجمات إرهابية وقتل جماعي.

وذكرت صحيفة صنداى تليجراف، أن الحكومة البريطانية أصدرت تعليمات للشركات العاملة فى مجال الاتصالات والإنترنت، بضرورة مشاركاتها جهاز المخابرات الداخلية فى أى معلومات لديها ترتبط بإرهابيين تشتبه فيهم، وأنه يجب على أجهزة المخابرات والأمن أن تزيد من حالة التأهب تحسبا لأى عمليات غير مشروعة لنقل السلاح عبر أوروبا.

وتقول الصنداى تليجراف: إن السبب الذى أدى إلى فشل العمل الإرهابى فى القطار السريع هو شجاعة الرجال الستة، ثم توجههم إلى الإرهابى والإحاطة به حتى تم القبض عليه من قبل الشرطة.

وقبل أيام من عملية القطار السريع، نشر إرهابى آخر يحمل الجنسية البلجيكية ويدعى عبد الله نعمان، عبر حسابه الشخصى على الفيس بوك تهديدا يعلن فيه، أنهم سيستهدفون مواطنين أوروبيين، وقال: «نحن لم نعد نهتم بكل ما يقال عن أن هؤلاء ضحايا أبرياء، فنحن سوف نقتلهم لأنهم كفار».

وكانت السلطات البلجيكية قد شنت غارة فى مطلع العام الحالى على خلية إرهابية، واستطاعت بذلك وقتها إحباط هجوم إرهابى كانوا يعدون إليه.

وبالرغم من حيرة المواطنين الأوروبيين من عدم قيام أجهزة الأمن برصد حركة الإرهابى الخازاني، رغم تنقله بين عدة دول أوروبية، وهو يركب القطار السريع، الذى يتنقل من حدود دولة إلى دولة أخري، فإن أجهزة الأمن شعرت أخيرا بأنها ملزمة بتغيير إجراءاتها الأمنية فى حالة الإشتباه فى أى شخص يدخل بلادها، حتى لايتكرر مرة أخرى حادث القطار السريع، الذى كان يمكن أن يتسبب فى كارثة كبرى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق