إن صادف وجود بعض أفراد الأسرة فى توقيت واحد فهم أشبه بجزر منعزلة، حيث يقوم كل فرد بتحضير طبقه والجلوس فى غرفته أو أمام التليفزيون وهو ما جعلنا نفقد كثيرا من الصفات والروابط الأسرية المهمة .. هالة عبد الحق عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بالجامعة الأمريكية ترى أنه كان من السهل فى الماضى اجتماع الأسرة على مائدة واحدة فى وجبة الغذاء حيث إن معظم الأمهات لم تكن تعمل، أما الآباء فمعظمهم كانوا موظفين ينصرفون من أعمالهم فى وقت مبكر، أما الآن فمن الصعب تحقيق ذلك. ولكنها ترى ضرورة إحياء هذه العادة ولو يوما واحدا فى الأسبوع، وليكن على إفطار يوم الجمعة لنضمن وجود الجميع، وهذا على مستوى الأسرة الصغيرة، وليكن يوم السبت يوما آخر لاجتماع الأسرة الكبيرة مع الأجداد، وللنجاح فى لم الشمل لابد من تحديد اليوم الذى يتناسب مع الجميع حتى يلتزم به الكل وإذا لم يتم ترسيخ هذه العادة عند الأطفال منذ الصغر فمن الصعب تحقيقها فيما بعد.
وتؤكد أن هذا الاجتماع على مائدة واحدة يكون فرصة جيدة لمعرفة طريقة تفكيرالأبناء وطموحاتهم وأهدافهم وبالتالى يبنى العلاقة معهم ويوطدها، كما يرسخ لكثير من القيم عند الأبناء أولها الالتزام، والشعور بالمسئولية سواء فى الحقوق أو الواجبات ويتحقق ذلك من خلال إسناد الأم لبعض المهام لأولادها مثل ترتيب المائدة أو رفعها، كما يرسخ لقيمة المشاركة من خلال إشراكهم فى عمل السلطة أوتحضير وجبة معينة يحبها أحدهم مثلا، فضلا عن قيمة التقدير لدور الأم وما عليها من أدوار أخرى فيشعر بقيمة ما تفعله طوال الأسبوع.
وتضيف أن اللقاء العائلى على مائدة واحدة فرصة جيدة أيضا لتعليم الأبناء عادات مهمة من خلال التعلم بالملاحظة، وهو من أهم أنواع التعلم كالعادات السلوكية مثل آداب الطعام، والعادات الغذائية كالبدء بالسلطة مع توضيح أهميتها يليها الأهم فالمهم، وبالتأكيد يكون الطعام صحيا بشكل مضمون، والاجتماعية مثل إعطاء الأولوية للصغير والأكبر سنا بالإضافة إلى فن الاستماع للآخر. أما العادات الصحية فمنها على سبيل المثال الأكل على مهل حتى لا يتعرض لسوء الهضم ويظل يعانى منه طيلة حياته بالإضافة إلى أكل المزيد من السلطة والخضراوات.. كل هذه العادات والآداب المهمة يستطيع الأم والأب بثها من خلال وجبة عائلية وتنسحب بالتأكيد على كافة نواحى حياتهم.