رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

التغذية المدرسية تبحث عن الأمان

سالى حسن
لا ينكر أحد أهمية التغذية المدرسية ومساهمتها فى نمو أطفالنا بالشكل السليم، ليس فى مصر وحدها ولكن فى معظم الدول، ففى الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تتخذ التغذية المدرسية شكلا مختلفا من خلال »الكانتين« الموجود بالمدارس والذى يوفر للطلبة أنواعا مختلفة من الأطعمة، ونظرا لانتشار السمنة بين الأطفال هناك فقد تبنت ميشيل أوباما دليلا للتغذية الذى أعدته وزارة الزراعة الأمريكية عام 2010 تحت مسمى my plate ويقسم الوجبة إلى 30%حبوب، و40% خضراوات، و10% فواكه، و20% بروتين بالإضافة إلى الألبان ممثلة فى كوب زبادى أو كوب من اللبن.


وقد لاقت هذه السياسة هجوما من مديريات التعليم هناك حيث رأت أن فرض نوعيات معينة على الأطفال متمثلة فى الفواكه والخضروات زاد من الهدر، ولم يحقق النتيجة المرجوة حيث بلغت نسبة المهدر من الطبق 83.7 %، و81.8% زيادة فى التكلفة.

أما فى مصر، فقد بدأت التغذية المدرسية بإصدار قانون 25 لسنة 1942 والذى يلزم الدولة بتوفير النفقات اللازمة للتغذية لمراحل التعليم الأولية، وعليه توفر وزارة التربية والتعليم الوجبات الغذائية للمدارس فى جميع المحافظات. وعن الهدف من توفير هذه الوجبات، يقول صبحى عبد الرحمن مدير الإدارة العامة للتغذية بوزارة التربية والتعليم إن هناك هدفا عاما وهو توفير دعم غير مباشر للأسر الفقيرة، كما يوجد هدف صحى وهو المساعدة فى علاج بعض الأمراض مثل نقص الحديد واليود بالإضافة إلى تدريب التلاميذ على سلوكيات الغذاء السليم، أما الهدف التربوى فيتمثل فى زيادة التركيز والقدرة على الاستيعاب، والحد من ظاهرة التسرب من التعليم. وقد تم توفير التغذية المدرسية خلال العام الماضى لـ 9.6 مليون تلميذ بمراحل التعليم المختلفة، ونسعى هذا العام إلى زيادة أعداد التلاميذ المستفيدين إلى 12 مليون تلميذ، من خلال اعتماد مبلغ 792 مليون جنيه.

وعن الوجبات المقدمة العام الماضي، يوضح أن الوزارة توفر ثلاث وجبات يوميا لمدراس الصم والبكم ومدارس المتفوقين، وهناك عدة أنواع من الوجبات المقدمة وهى وجبة مطهوة تقدم لتلاميذ المدارس الداخلية (الصم والبكم والإعاقة الفكرية)، ووجبة جافة للتعليم الإعدادى والثانوي، وفطيرة محشوة بالعجوة لتلاميذ التعليم الأساسي، بالإضافة إلى ألبان معقمة ومعبأة لتلاميذ رياض الأطفال والابتدائي، وبسكويت 80 جم لتلاميذ مدارس المرحلة الابتدائية، وبسكويت 50 جم لرياض الأطفال، وقد أوصى المعهد القومى للتغذية بتقديم هذه الوجبات بعد دراسات عدة، ودورالوزارة هو توفير الامكانيات المالية ومتابعة عملية التوزيع، كما تم الاتفاق مع بنك الطعام على توفير وجبات ساخنة للمدارس التى يتوفر بها مكان لتجهيز صالة طعام ومطبخ وتم تنفيذ ذلك فى العديد من المدارس، ونسعى فى المرحلة القادمة إلى تحديث الوجبة المدرسية وهو ما سيتم طرحه قريبا بالتعاون مع الوزارات المعنية.

توضح د.غادة زغلول رئيس المعمل المركزى بالمعهد القومى للتغذية أن هذه الوجبات تعطى الأطفال من 10 إلى 12% من احتياجاتهم الغذائية المطلوبة، ولكنها ليست كافية وحدها، فهى تقدم للتلاميذ ما بين الساعة العاشرة والثانية عشرة ظهرا، وبالتالى يجب أن يحصلوا على باقى الاحتياجات المطلوبة فى المنزل عند تناول وجبتى الغذاء والعشاء. وتضيف: «سيتم التعاون فى المستقبل لتجديد الوجبات بالتعاون مع الوزارة التى تمدنا بالمعلومات اللازمة وطبيعة الطلاب سواء لهم ظروف خاصة أو يمارسون رياضة على سبيل المثال ونوعها، لنقوم بتصميم وجبات متكاملة يمكن تنفيذها تشمل الدهون والبروتينات والمعادن والحديد ليحصل الطالب على احتياجاته الأساسية».

دور المجتمع المدني

إيمانا من بنك الطعام المصرى بأن التغذية السليمة هى أساس نمو أى طفل، وأن الإصابة بسوء التغذية مرض منتشر بين تلاميذ المدارس الإبتدائية الحكومية لأن أغلبهم من أسر فقيرة، فقد قام بإنشاء برنامج التغذية المدرسية من خلال تأسيس مطبخ فى المدارس الأشد فقرا لتقديم وجبة صحية ساخنة يومياً لآلاف التلاميذ طوال فترة الدراسة لتشجيعهم على الحضور وزيادة معدل تركيزهم، كما يساعد مطبخ التغذية المدرسية على تنمية أمهات التلاميذ فى المدارس الفقيرة من خلال تدريبهن على فنون الطهى الصحى (عملى ونظري)، وتعيين 5 طباخات فى المطبخ ومشرفة عامة ومسئول مشتريات لكل 20 مدرسة بمرتب شهرى لضمان طعام صحى ومتوازن للطفل.

وأكدت د. مايسة حمزة مدير الإدارة العامة لمراقبة التغذية بوزارة الصحة ضرورة المتابعة المستمرة بالمرور على مصانع الوجبات المدرسية للتأكد من استيفائها الاشتراطات اللازمة، وإعداد تقارير بذلك، وفى حالة وجود قصور يتوقف المصنع عن التوريد، مؤكدة أيضا أهمية النظام والنظافة والتخزين داخل المصنع، وضرورة توافر ثلاجات ووسائل نقل مستوفاة للاشتراطات الصحية، وضرورة سلامة ونظافة المطابخ التى تجهز بها الوجبات المطهوة، وعمل متابعة دائمة لها وتوقيع غرامات فى حالة مخالفتها للاشتراطات الصحية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق