عن آراء أولياء الأمور تقول «منال حسن» أم لأربع بنات فى مراحل تعليمية مختلفة أنها تعانى ارتفاع أسعار الملابس المدرسية وسرعة تغييرها.. فالتغيير يتم كل ثلاث سنوات مما لا يجعل أى إبنة لديها تستفيد من زى شقيقاتها اللاتى يسبقنها فى الدراسة واللاتى يحافظن عليه فى كامل هيئته وهوأمر يرهقها مادياً وتطالب بتوحيد الزى لمدة أطول.
أما «هدى صبرى» أم لطفلتين فتعترض على خامة الزى المدرسى الذى اختلف عن الأمس, فإبنتها الكبرى كانت تجربتها أفضل من الصغرى حيث كان زيها من الأقمشة القطنية وكانت المدرسة تشتريه وتفصله حسب مقاس كل طالبة, أما الصغرى ففُرض عليها شراء ملابس بألياف صناعية من الخارج مما جعل ابنتها تشتكى منها باستمرار.
وتؤكد ولية أمر احدى التليمذات بالحضانة أنها تحايلت على عدم جودة الزى بأن أخذت زى مدرسة آخر مشابها لزى مدرسة ابنتها ولكن بجودة أعلى ووضعت عليه شارة المدرسة وتتساءل هل هذا متاح لكل أولياء الأمور أم لا وإلى متى نظل فى تلك المعاناة؟
لكن »ثريا« وهى مديرة متقاعدة بإحدى المدارس الثانوية تقول إن اختيار الملابس كان لا يتم إلا بموافقة من مجلس الأمناء والذى يضم بعض أولياء الأمور مع إدارة المدرسة وكنا نغيره وفقاً للشكاوى أما الآن فأعانى مشكلة الزى مع أحفادى حيث فُرض عليهم الشراء بأسعار باهظة وخامات رديئة.
«أشباح المدرسة»
تقول «تقى» طالبة بالمرحلة الثانوية: اختيار لون الزى المدرسى له تأثير كبير على نفسيتنا فبدلاً من اختيار ألوان فاتحة مبهجة اختاروا لنا ألواناً قاتمة مما جعلنا نسخر منها ونطلق على أنفسنا «أشباح المدرسة» مع أننا فى أشد الاحتياج للتفاؤل والأمل ويكفينا الثانوية العامة .
تشتكى الأم بأن طفلها يعانى من الخمول والكسل ونهجان وأنه لا ينام طيلة الليل من الكحة دون سبب وهذا السعال المتواصل لا ينتهى إلا بتغيير الملابس وهذا ما يؤكده د.حسام عبد الحليم استشارى أمراض صدرية بمستشفى الصدر بالجيزة قائلاً إن الخلل فى جهاز المناعة أيضاً يؤثر على الأوعية الدموية فتسبب فى بعض الحالات تورما لها ويظهر على شكل حكة فى الجلد مما يؤدى إلى ألم شديد وطفح جلدى لذا ننصح الوحدات الصحية بالمدارس عند ظهور تلك الأعراض سرعة اتخاذ القرار بتغيير الملابس وهذه تعليمات واضحة ومن صميم عملهم.
وهذا ما أكده أيضاً د. أيمن السيسى استشارى الأمراض الجلدية بجامعة الأزهر أن إكزيميا الجلد الاحتكاكى ينتج عن تلامس جلد الإنسان لأى مادة يتحسس منها الجسم مثل الملابس التى تحتوى على الألياف الصناعية نظراً لإفراز مادة الهيستامين فى الجسم، وهذه الاكزيميا نسبة حدوثها عند سن خمس سنوات من 80 إلى 90% وتبلغ نسبة الأطفال المصابين بها على مستوى العالم نحو 12 إلى 25% والعلاج هنا هوتجنب تلك الملابس واستعمال الملابس القطنية 100% التى لا تحتوى على أى نسبة من البوليستر الصناعى لأنها مريحة وتمتص العرق وملائمة لمختلف الظروف الجوية وهى أيضاً عازلة لا توصل الحرارة للجسم، فكثير من المنسوجات تحتوى على عدة مواد كيميائية تتسبب فى العرق فيسهل الإصابة بنزلات البرد، كما أن المنسوجات المصبوغة لها التأثير نفسه أما الملابس الفاتحة فتحتوى على صبغات أقل.
صرخة الأبناء
أما الدكتور يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى فيري أن اختيار الزى المدرسى رمز من الرموز الإيجابية التى تربط الطلبة بالمدرسة وتحببهم فيها وفى الدراسة من خلال اللون الذى يجب أن يتسم بالبهجة والإشراق لا الحزن اوالكآبة حتى لا ينقل المسئولون عن العملية التعليمية نظرتهم التشاؤمية على نفسية تلك البراعم والزهور المتفائلة فى سن المراهقة، ومراعاة الذوق والانسيابية فى الزى بما لا يسبب ضيقا فى ارتدائه فينعكس على نفسية الطالب، وحرية الاختيار فى الخامات التى تناسب الأبناء ولا تسبب لهم أمراضا بعينها، مع تجنب إرهاق وإجهاد الأسر بفرض شراء الملابس بأسعار أعلى من أماكن معينة يتم التعاقد معها وهوأمر مشكوك فيه.
هذه الأسباب والصرخات ننقلها إلى المسئولين سواء فى المدارس أوالوزارة فهل نجد لها حلاً من أجل مصلحة أبنائنا الطلبة.