رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

10 أفلام «هزت» عرش الفساد فى مصر
«كلنا فاسدون لا أستثنى أحدا.. حتى بالصمت العاجز قليل الحيلة».. صرخة أحمد زكى مستمرة «ضد الحكومة»

علا الشافعى
إذا افترضت أن هناك حربًا يخوضها المجتمع ضد الفساد، فإنك تستطيع الجزم بأن الفن هو الروح المعنوية الدافعة للمشاركين فى تلك الحرب.. وإذا دققت فى تفاصيل الصورة.

فستجد أن السينما كانت دائمًا فى طليعة محاربى الفساد.. «ضد الحكومة والعصفور وأهل القمة وطيور الظلام والغول واللعب مع الكبار ومعالى الوزير وزمن حاتم زهران و«الهروب» وغيرها من الأفلام السينمائية التى رصدت الفساد فى الحياة الاجتماعية والسياسية.. بعض هذه الأفلام كان خيال مؤلفيها سباقًا فى كشف الفساد وتوجيه الرأى العام لاكتشاف نوعية معينة من القضايا.. كانت السينما مهمومة بالوطن والمواطن وكان صناعها فى السابق يدركون حجم الدور الذى يقوم به الفن فى تنوير المجتمع..

عاطف الطيب وبشير الديك ووحيد حامد.. عادل إمام وأحمد زكى ونور الشريف ويوسف شاهين وكثير من المبدعين الذين كانوا بمثابة كتيبة حقيقية تعمل لصالح الفن والمجتمع.. تعرض بعض منهم للهجوم والقمع الرقابى، ولكن فى النهاية يظل إبداعهم علامة فى تاريخ الفن المصرى والعربى. وهذا ما نحتاجه فى الفترة المقبلة، خصوصا وأن هذه الأيام نشهد الكثير من قضايا الفساد (وزارة الزراعة، وسرقة العملات والسبائك الذهبية)، وكأننا أصبحنا محاصرين بعدد هائل من الفاسدين، أو كما قال الراحل أحمد زكى فى جملته الشهيرة بفيلم «ضد الحكومة» «كلنا فاسدون لا أستثنى أحد».. حتى بالصمت العاجز قليل الحيلة».

بنفس الوعى والحس الإنسانى حاول شاهين من خلال فيلم «العصفور» الكشف عن واحدة من قضايا الفساد داخل الحكومة، وهو الفيلم الذى منعته الرقابة بل هاجمه البعض إلى درجة المطالبة بإسقاط الجنسية عن شاهين، والفيلم كانت تدور أحداثه حول صحفى يجرى تحقيقًا عن السرقات التى تحدث فى القطاع الحكومى، ويكتشف فساد مسئولين بجهاز الدولة ممن يتورطون فى سرقة معدات أحد المصانع لصالح الكبار وبعض الوزراء.

الطيب وحامد وزكى وإمام.. كتيبة إبداعية فى مواجهة الظلم

المتأمل لمشوار وحيد حامد السينمائى وعاطف الطيب والمبدع أحمد زكى، يدرك أن هؤلاء المبدعين حالة لن تتكرر فى السينما المصرية، حيث كان يجمعهم الهم الإنسانى وكانوا منشغلين بالمجتمع وقضاياه، حيث بدأ وحيد حامد مشواره السينمائى من خلال فيلم «طائر الليل الحزين» (إخراج: يحيى العلمى، 1977) الذى يدور حول عازف موسيقى شاب يجد نفسه محكوماً عليه بالإعدام فى جريمة قتل لم يرتكبها، ويتمكن من الهرب ليختفى فى مسكن رئيس النيابة الذى ترافع فى قضيته ممثلاً للاتهام إلى أن صدر الحكم بإعدام الشاب، ولما كانت براءة الشاب تتوقف على شهادة المرأة التى قضى الليل بين أحضانها، ولما كانت هذه المرأة هى زوجة الرجل صاحب أعلى مناصب النفوذ، فإنها ترفض هذه الشهادة، بل تهدد رئيس النيابة بنفوذ زوجها.

لم يتوقف حامد عن إبداع الكثير من الأعمال التى تناقش فساد المسئولين، الذين يقومون باستغلال نفوذهم وسلطاتهم الواسعة فى الاستفادة المادية وأيضات التنكيل بمن يفضحهم أو يحاول كشفهم، وقدم فيلم «الغول» (إخراج: سمير سيف، 1983) والذى يكشف من خلاله الكثير من جوانب الفساد الاقتصادى والاجتماعى وسيطرة المادة التى يمكن بواسطتها شراء كل شىء.

وتدور أحداث الفيلم حول قضية قتل متعمد لأحد الموسيقيين وإصابة راقصة بحادث سيارة، والفاعل هو ابن أحد كبار الانفتاحيين الذى يحاول بأساليبه الملتوية أن يسقط التهمة عن ابنه لكى تحفظ القضية ضد مجهول، إلا أن الصحفى الذى صادف أن يكون شاهداً للحادث يصر على أن تأخذ القضية مجراها الطبيعى أمام القضاء، لذلك يقرر الوقوف ضد محاولات «الانفتاحى» الكبير والتصدى له، لكنه لا يستطيع الصمود أمام هذا الغول وتياره الجارف، فنراه يصاب باليأس والإحباط والشعور بلا جدوى الحياة، فيقرر تنفيذ حكم الإعدام فى هذا االغولب نيابة عن المجتمع، وينتهى الفيلم بسقوط الغول مذبوحا بضربة من ساطور الصحفى.وفى هذا الفيلم يلجأ حامد لشعار «خد حقك بإيدك» حيث يقوم الصحفى بقتل صاحب النفوذ بعد أن يئس من القانون.

ويعتبر «طيور الظلام» من الأفلام التى ألقت الضوء على فساد الحكومة والرشوة والمحسوبية إضافة إلى فساد جماعات الإسلام السياسى واستغلالها لمقدرات الشعب المصرى وشبابه.. الفيلم من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد، بطولة عادل إمام، رياض الخولى، يسرا، أحمد راتب، جميل راتب، ومن إخراج شريف عرفة، والذى قدم نبوءة تحققت بعدها بسنوات بإلقاء القبض على رجال نظام مبارك وجماعة الإخوان وإيداعهم السجون. كما يأتى فيلم «معالى الوزير» فى مقدمة أروع وأبدع الأفلام التى تناولت موضوع الفساد فى تاريخ السينما المصرية.. استطاع الكاتب وحيد حامد من خلال هذا الفيلم أن يقدم صورة حية متجسدة لشخصية الوزير الفاسد، اعتمد فيها على روايات واقعية، واستحق أحمد زكى بتقديمه شخصية الوزير تلك، الحصول على العديد من جوائز التمثيل.

بشير الديك.. فارس ضد الفساد

وإذا كان حامد قد لجأ للعنف كرد فعل على الظلم والقهر الاجتماعى والسياسى إلا أن فيلم «ضد الحكومة» للكاتب بشير الديك والمبدع عاطف الطيب يظل أحدى أيقونات السينما المصرية التى ناقشت قضايا الفساد والرشوة, وهو الفيلم الذى جسد خلاله زكى شخصية «مصطفى خلف» محاميا فى مقتبل العمر، باع مبادئه واستباح لنفسه كل شىء حيث أصبح محام يلعب بالبيضة والحجر كما يقولون, وذلك من خلال دفاعه عن تجار المخدرات والآداب، والانخراط فى قضايا التعويضات المشبوهة، وأثناء تتبعه لقضية حادث تصادم أتوبيس مدرسة مع قطار، والذى راح ضحيته ما يقارب من 20 طالباً وطالبة، يفاجأ بأن من بين الطلبة ابنه الذى أنكرته عليه مطلقته، بعد أن اتهم فى قضية رشوة أثناء عمله كوكيل نيابة، فما كان من المحامى الأب إلا أن رفع قضية ضد الحكومة وقضية ضد وزارة التربية والتعليم وقضايا ضد جهات متفرقة فى الدولة، وهنا يجد مصطفى نفسه واقفاً فى مواجهة قوى متشابكة، تتكتل جميعها للقضاء عليه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    ابو العز
    2015/09/16 15:21
    0-
    0+

    كلنا قضية كلية وهي ليست صحيحة بتعميم شبهة الفساد على الجميع بلا استثناء !!
    لأنها لو خليت خربت ... يعني معظم الشعب المصري شعب متدين لا تمتد يده الى الحرام وهو يؤمن ان رحمة الله خير مما يجمعون ...
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    Hazem
    2015/09/16 13:50
    0-
    0+

    المذنبون
    من أقوى و أجمل الحبكات السينيمائية بطولة سهير رمزي
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق