رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مذكرات
حياة إنسان بسيط وصريح. . 50 عاما فى حب الأهرام والبرلمان

فى أول سطور تصافح عينيك بعد أن تقلب الصفحة التالية للغلاف وقبل أن يبدأ أول فصول كتابه، أورد الكاتب الصحفى سامى متولى «مدير تحرير الأهرام» السابق، إهداءً موجها إلى والدته وخالته وزوجته وقد يبدو هذا أمرا عاديا يحدث مع كثير من الكتاب، لكن أن يذكر المؤلف أسماء السيدات الثلاثة فى اعتزاز واضح بأهم ثلاث سيدات فى حياته فهو امر ليس كثير الحدوث.

وكان لابد من التوقف أمام هذا الإهداء، لأنه ليس فقط مجرد امتنان لدور المرأة فى حياة الكاتب كإنسان، بل هو كسر لتقليد ذميم ساد فى الثقافة الشرقية ليس له أساس من دين أو خلق، فكثير منا لا يملكون الشجاعة على الإفصاح عن أسماء أمهاتهم مهما بدت مستويات ثقافتهم حتى فى الدوائر الضيقة.

وهذا الإهداء على أهميته وخطورة ما يحمله من دلالات، يؤكد أيضا على أن الكاتب قد اختار البساطة والصراحة فى كتابة مذكراته وهو يبدو مفاجأة لمن عرفوا سامى متولى كاتبا فى الأهرام فى تناوله القضايا السياسية والبرلمانية فى بابه الأسبوعى فى عدد الجمعة "صور برلمانية" أو تعاملوا معه من خلال موقعه كأحد قيادات العمل الصحفى والمؤسسى فى الأهرام..

فسامى متولى قرر أن يحادث القارئ لسطور كتابه كصديق حميم يفتح أمامه أبواب حياته ويتحدث عنها بكل بساطة ووضوح، ليقدم له حقيقته كإنسان عبر مراحل حياته الشخصية والعملية..

هنا يدرك القارئ أنه إزاء مذكرات شخصية لا شهادات سياسية، فلذلك تخلى الكاتب عن الصرامة والتقليدية فى لغة الخطاب التى فرضها على نفسه فى حياته العملية وإدارته للشئون الصحفية فى جريدة فى حجم وتاريخ الأهرام..

فى كتابه "خمسون عاما حبا فى الأهرام والبرلمان" يقدم لنا سامى متولى سيرته الذاتية فيحكى عن حياته وأصدقائه وزملائه وتلامذته، لذلك كان الأسلوب المتسم بالبساطة والمباشرة هو الأنسب لذلك، يفاجئك بإدخالك فى تفاصيل وأحداث يومية مرت به فى حياته طفلاً نشأ فى قرية تابعة لمحافظة الشرقية، فينقل لك صورا عن معيشة الأسرة اليومية حتى يتطرق إلى نظام تناول الغذاء فى بيئة ريفية يحمل لها الكثير من الحنين والاعتزاز،

كذلك يحكى لك وكأنه يكلمك أنت شخصيا عن حياته وذكرياته كطالب، فلم يخجل من ذكر أنه حصل على مجموع بسيط "55%" فى التوجيهية "الثانوية العامة" مع أنه فى تلك الأيام (1953/1954) لم يكن هناك أهمية كبرى للمجموع للالتحاق بالجامعات، كما لم يكن هناك مكتب تنسيق للقبول بالكليات والمعاهد".

كذلك حياته كزوج وكأب وكجد، فلم يكن فى تلك الحياة البسيطة التى يفرد لها سامى متولى صفحات كتابه البالغ 221 صفحة، لا يجد الكاتب ما يدعو للخجل والإخفاء وهذا ما يتناسب مع شخصيته الحقيقية التى يكشف عنها اللثام، فيبدو إنسانا يضرب المثل فى قبول الحياة كما هى برغم ما تفرضه وتلقى به فى طريقه من قسوة التجارب، فتكاد ترى بعينيك آثار دموعه على صفحات الكتاب وهو يتحدث عن فاجعة فقدان ابنه ضابط الشرطة الملازم "محمود سامى متولي" الذى لفظ أنفاسه وهو فى ريعان الشباب, وتفرح معه مثلما فرح له سائقه الخاص باستقبال أول حفيد، فكان الحفيد الجديد أول فرحة كبرى بعد تلك المأساة.

وحياة سامى متولى التى سجلها فى كتابه تخلو من الصراعات الشخصية والمهنية، فبرغم تسجيله لما قام به من انفرادات صحفية كبرى وهو يتنقل بين أقسام الجريدة، فعلى سبيل المثال، انفراده من بنى غازى بإعلان اتحاد الجمهوريات العربية مصر وسوريا وليبيا, وكمحرر برلمانى كان يعيش فى قلب الأحداث وغير بعيد عن الدوائر الأولى لصنع القرار، نراه لم يتطرق إلى أجواء الصراع الصحفى لا فى داخل مؤسسته ولا فى غيرها من الصحف التى كانت تموج بالمنافسات الحادة وهى فيما يبدو وكأنها لازمة من لوازم العمل الصحفى فى كل زمان ومكان، لكن سامى متولى لم يقم بتصفية حساب ما مع أى زميل أو مسئول، ربما حتى لا يعكر جو السلام العام والمصالحة مع النفس التى سادت أجواء المذكرات أو لأن إيمانه وتقديسه لمبدأ العمل جعله بمنأى عن كل هذا..

ولا نعرف إن كان متولى يعد لإصداركتب أخرى مستقبلا أم لا، فإنه على طول حياته الممتدة "ومنها ما يزيد عن نصف قرن فى الصحافة والبرلمان والسياسة" عاصر فيها - كمسئول شبه أول أو كما كان يطلق عليه "الرجل الأول مكرر"- كثيرا من الأحداث الجسيمة من خلال موقعه فى صحيفة قومية كبري، فلذلك ننتظر المزيد من كشف الأسرار والخبايا، فهل يفعل؟!.

الكتاب : 50عاما فى حب الأهرام والبرلمان

المؤلف : سامى متولى

الناشر : علي نفقة المؤلف 2015

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق