الذى تحدث فيه عن فساد رئيس جمعية مكافحة الفساد.. أقول: إن هذه القضية تتشابه كثيرا مع فيلم »جعلونى مجرما«، فكلنا نعلم أن الفخرانى بدأ قصته مع الشهرة عندما تقدم كمواطن بسيط بطلب لتخصيص قطعة أرض له ليبنى منزلا ظنا منه أن الأراضى يتم توزيعها على كل المصريين سواسية، وعندما اصطدم بالحقيقة كرس حياته لقضايا الأراضى والتخصيص (وأشهرها قضيتا أرض مدينتى طلعت مصطفي)، وبالطبع خلال رحلته الأولى ضد الفساد اكتشف أن الأموال المتداولة فى موضوع الأراضى بمصر يفوق ميزانيات الدول، ومن ثم شعر أن طعم الفساد أحلى بكثير من مكافحته، وتحول من مواطن شريف إلى فاسد، وانضم للمنظومة، وأصبح أحد جنودها (لأن اللاعبين الأساسيين فيها قرروا أن شراءه أوفر من محاربته، وبالفعل تظل الدولة هى سبب وجوده هو والمئات بل والآلاف من أمثاله، وستظل الدولة تفرخ علينا يوميا ما لم تتحقق عدالة وشفافية التوزيع بين كل المصريين بالنسبة لكل ثروات مصر، فإذا اطمأن الإنسان إلى أن الماء موجود فى البئر، فلن يغترفه كله، وإذا اطمأن إلى أن الطعام متاح، فلن يأكل حتى التخمة، وعلى الدولة مراجعة قوانينها ولوائحها، وعلى وزارة التخطيط العمل الدءوب لتخطيط مستقبل مصر من طرق ومواصلات وجامعات ومستشفيات وأماكن سكنية وأخرى زراعية وصناعية وتحديدها من اليوم لمئات السنين المقبلة حتى تتضح الرؤى ويطمئن المواطن.
م. خالد العوا