، وفجأة يتصل بك يطلب المساعدة لقضاء حاجة له، قد ينتابك ـ حينئذ ـ شيء من الضيق، لأن هذا الصديق لم يتذكرك إلا حين احتاج إليك.. لا تفكر بهذه الطريقة فهى مدخل للشيطان، واعلم أن مشيئة الله أن يتحقق مطلب هذا الصديق عن طريقك، وأن يستخدمك أنت بالذات لتحقيق إرادة الله (اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا).
يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس.. يفزع الناس إليهم لقضاء حوائجهم.. حببهم فى الخير.. وحبب الخير فيهم.. أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة«.
إن المؤمن الصادق هو من يحب الخير لنفسه وللآخرين، بل ويسعى إلى تفريج الكربات عن الناس حتى ينال من ربه حسن الجزاء، وفيض العطاء فى الدنيا والآخرة.
ويقول عليه الصلاة والسلام: (لقد رأيت رجلا يتقلب فى الجنة فى شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى الناس).
فما بالك بقوم ينشرون الأذى فى الطريق، كما ينشرون الأذى فى القلوب.. لقد نسى هؤلاء أن زوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من قتل رجل مسلم.
ويقول أيضا: (إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير.. فطوبى لمن جعل مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه.
نبيل دبا ـ حدائق الأهرام